العدد 3761 - الأحد 23 ديسمبر 2012م الموافق 09 صفر 1434هـ

هل انتهت قضية الأطباء؟

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

التصريح الأخير الذي أدلى به محامي الطاقم الطبي حميد الملا لـ «الوسط» بشأن سوء معاملة 3 من الطاقم الطبي في المعتقل، يثبت أن قضية الطاقم الطبي لم تنتهِ بعد، على رغم أن القضاء قد قال كلمته الأخيرة في هذه القضية.

ما يتعرض له الأطباء في المعتقل من حرمان من التنقل بحرية، وعدم تمكنهم من الحصول على احتياجاتهم من ملابس وغيرها، إضافة إلى حرمانهم من التحدث بالهاتف مع ذويهم بحرية كبقية المعتقلين، وعدم توفر الماء الدافئ للاستحمام لهم وغيرهم من السجناء، وحرمانهم من الكتب ومن الغذاء المناسب لأوضاعهم الصحية، وعدم توفر العلاج المناسب لهم، كل هذا منافٍ تماماً لمبادئ حقوق السجناء التي أوصى باعتمادها مؤتمر الأمم المتحدة الأول لمنع الجريمة ومعاملة المجرمين المنعقد في جنيف عام 1955، والتي من أهمها أنه يجب أن يعامل جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن معاملة إنسانية وباحترام لكرامة الشخص الإنساني الأصلية، والتمتع بجميع الحقوق التي أوصت بها المواثيق الدولية.

كما لا يجوز التذرع بأن الدولة تعترف بها بدرجة أقل، ومن تلك الحقوق: الحق في الاتصال بالعالم الخارجي، وحق المراسلة وزيارة الأسرة، والحق في احترام حقوقه دون تمييز، والحق في احترام المعتقدات الدينية والمبادئ الأخلاقية للفئة التي ينتسب إليها السجين، إضافةً إلى الحرص على مراعاة الظروف المناخية وخصوصاً من حيث حجم الهواء والمساحة الدنيا المخصصة للسجناء، ويجب أن تكون المراحيض كافية لتمكين كل سجين من تلبية احتياجاته الطبيعية وبصورة نظيفة ولائقة، ويجب أن تتوافر منشآت الاستحمام والاغتسال بحيث يكون في مقدور كل سجين المحافظة على النظافة الشخصية، ومن أجل ذلك يجب أن يوفر لهم الماء. كما يجب أن تتوافر في كل سجن خدمات طبية مناسبة بما فيها الطب النفسي، وينبغي أن يتم تنظيم الخدمات الطبية على نحو وثيق الصلة بإدارة الصحة العامة المحلية أو الوطنية.

كل هذه وغيرها حقوقٌ أقرتها الأمم المتحدة في أكثر من وثيقة وقانون وإعلان، بينما صرّح المحامي حميد الملا بعدم توافرها للطاقم الطبي المعتقل قبل أيام قليلة.

وعلى رغم أن القضاء قد برّأهم من تهمة التمييز في العلاج وحيازة الأسلحة واحتلال مجمع السلمانية الطبي، إلا أنه لم يتم تصحيح أوضاعهم، وإعادة الاعتبار إليهم، واستمرت بعض الألسنة في تشويه سمعتهم أمام مرأى ومسمع الجهات الرسمية، التي اعتمدت قوانين للحد من التشهير بالمواطنين على الإنترنت والتي أقرت عقوبات أعلنت عنها في أكثر من موضع ووقت لتهديد من يمس الحياة الشخصية والاجتماعية والاقتصادية لأي مواطن أو تشوه سمعته. لكن هذه القوانين نفذت إذا ما تعلق الأمر بفئة دون غيرها، وما وجود عدد كبير من الحسابات في «تويتر» و «الفيسبوك» والمنتديات ممن يمتهنون التسفيه وانتهاك حقوق المواطنين ممن يختلفون معهم سياسياً، إلا دليل على عدم تطبيق القانون على الجميع.

وينشط أحد الحسابات على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) في إلصاق تهم كاذبة بالطاقم الطبي، مذيلة بصورهم وأسمائهم انتقاماً منهم وتشفياً؛ إذ ينشر في كل مرة صوراً للأطباء من المتهمين في قضية الكادر الطبي وغيرهم، ويسوق لهم تهماً ويحرض على عدم التعامل معهم، ما يشوه سمعتهم لدى من لا يعرفهم ويؤثر على وضعهم الاجتماعي والاقتصادي والمهني.

وإذا ما نظرنا إلى أفراد الطاقم الطبي الذين برأهم القضاء من جميع التهم، لم يعودوا إلى أعمالهم، بينما لاتزال اللجان التأديبية تنتظرهم، فيما المواطن الذي صدّق كل التهم السابقة مازال في تغييبه وغيابه عن الحقيقة.

إن الظلم الذي وقع على الطاقم الطبي لم ينتهِ، ولم يؤثر عليهم كعاملين في هذا القطاع فقط؛ بل تعداه إلى مرضاهم وأهاليهم الذين يعانون الكثير.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3761 - الأحد 23 ديسمبر 2012م الموافق 09 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 9:05 ص

      عبدالرحمن

      إسمعي هذه التي أرجو أن لا تكون الحقيقة:
      الطبيب الخلوق الإنسان طه الدرازي يلف و يدور بلا عمل ، بدلاً منه هناك طبيب بنفس تخصصه النادر يتم جلبه من الهند 4 مرات شهرياً على درجة رجال الأعمال و بدل سفر و إقامة و مكافئات ليؤدي بعض ما كان يؤديه الدكتور طه الذي كان يستلم بعض ما يكلفه هذا الطبيب الزائر 60030!
      هل هذا صحيح ياوزارة الصحة ، أنا لا أجزم فقط أريد من الوزارة أن تقول غير صحيح

    • زائر 4 | 1:50 ص

      الشيراتون

      ياحكومه سكنوهم بالشيراتون حشا مو سجن هذا لانهم دكاترة خلاص على رأسهم ريشه

    • زائر 5 زائر 4 | 3:32 ص

      لأنك لا تعرف قدر العلم ولا العلماء تتكلم هكذا

      انظر كيف يتعامل العالم الراقي مع الاطباء لأنهم اصحاب شهادات ومهن سامية
      ولكن للاسف ضاع جهدهم في بلد فيه من لا يعرف قدرهم.
      وماذا تهمتهم؟
      تهمتهم انهم مارسوا مهنتهم ووظيفتهم بكل انسانية ولكن لأن البعض بعيد عن الانسانية في البحرين فمن المؤكد ان البعيد عن الانسانية يرى مثل فعل الاطباء جريمة هكذا اذا انقلبت المقايس ولا نشره عليك ولا على امثالك ففاقد الشيء لا يعطيه ولا يعرف قيمته
      اتعرف انني وقفت مرتين مع احد الاجانب وتعجب من صنيع رجال شرطتكم التي منعت الاسعاف عن الجرحى وقال هذا لا يحدث حتى في الحروب

    • زائر 6 زائر 4 | 5:00 ص

      كل تبن

      انته مو مواطن لو مواطن كان حنيت على ابن بلدك مهما كانت الظروف بس انته ممن اعطيت لهم الجنسيه كغيرك روح لبلدك الاصلي فانت غير مرحب بك لان شعور البحريني تجاه اخيه البحربني معروف والله ينتقم من الظالم

    • زائر 3 | 1:14 ص

      سرّ الإمهال الالهي وعدم الأخذ السريع

      لأن الله جعل الدنيا دار ابتلاء وجعل الآخرة دار الجزاء فشاءت ارادته تأخير العقوبة لا لشيء ولكن لكي تتم الحجة وتعطى الفرصة بحيث لا يكن لأحد على الله حجة يوم القيامة إذ يخاطبهم الجليل بقوله (أولم نعمّركم ما يتذكر فيه من تذكّر) اي ان الله يقول لهم ألم اعطم نفس الاعمار التي تذكر فيها غيركم وتابوا وعادوا الى من قريب فلماذا لم تتوبوا انتم.
      نعم بعض العقوبات تعجّل في الدنيا بسبب بعض الذنوب والمجاهرة لله وقد رأينا العواقب الوخيمة لبعض الجبابرة كيف انتهت حياتهم ولم تكن بخاتمة حسنة

    • زائر 2 | 1:09 ص

      تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم

      للأطباء كما لغيرهم من الابريا ربّ لا ينام ويعتقد البعض انه هرب من قبضة الخالق عز وجل وانه غير مدروك بعقاب الله وما يأتي عذاب الله الا فجأة
      زجّوا الأبرياء في السجون وارتاحوا ولكن لهؤلاء الابرياء رب لا ينام

    • زائر 1 | 11:10 م

      طبيب ابنتي بريئ

      الدكتور والاستساري الكبير علب العكري بريئ ان ابنتي تحتاج لعمليه وهو الملم بحالتها وانا أثق به لإجراء العمليه نحن ندعو الله ان يفك سجنه هو وكل الاطباء لانهم أبرياء واستحوا علي وجوهكم اشوي

اقرأ ايضاً