ترانا نكتب وننتقد ونراقب ما يدور حولنا، وتسير الأشياء وتمضي كما تشاء دون تغيير. ونشعر بالكثير من الاندهاش والتعجب، ونتساءل دائماً: لماذا لا تكتمل الصورة وتبقى الحلقة ناقصة ومعلقة؟ ولماذا لم تعد تتحقق الأحلام لتنزوي الأشياء بخبثٍ تحت الظلام؟ ولماذا يكذب والناس... يقولون ويعدون ولا ينفذون؟ الكل أصبح مشغولاً، يلهث ويجري طوال اليوم لتحقيق شيء ما، قد يعرفه أو لا يعرف ما هو بصدده، ومهما حاول قد لا يحقق شيئاً. وإن تحقق جزء بسيط مما يريد يظل الباقي موارباً وغائباً وصعباً، وقد يستغرق عمراً بأكمله دون أن يتحقق. وإن تحقق منه جزء قد لا يكون مقتنعاً به أو ليس هو ما كان يريد.
فالشعوب المناضلة الحالمة بالحرية التي ضحت بكل الغالي والنفيس، بقيت معلقة بين السماء والأرض، والأخرى من الشعوب التي دفنت تحت رمال القهر والفقر والدونية، تعلقت بالرموز التي باتت تتطلع لمن تمهد لها الطريق من تلك البلاد للصعود، وبأنها ستكون الأمل والمستقبل، وجدتها وقد انسحقت ما بين المطرقة والسندان، بعد ان باتت القبضة الحديد تهرسها وتلوكها وهي في طريقها لأخذ حقوقها وحريتها. وتحاول وأد حركتها ومحاصرة نشاطها وتفريقها بكل أساليب الغدر والأكاذيب المجحفة للسيطرة عليها، وتحطيم كل رموز حريتها وسجنهم وقتلهم أحياء، أو طحنهم مع بعضهم البعض وتغيير دفة السفينة وابتعادها عن الشاطئ تماماً وعرقلة مسيرتها، بعد أن كادت تعانق الحياة وتحقق حلمها في الحرية.
إنه بعد أن تأكد للحاكمين فشل بعض الثورات، وعودة الغلمان الفاسدين بوجوهٍ جديدة محنطة ليحكموا شعوبهم وبأثوابٍ مزيفة سوداء، وقرروا أنهم هم الباقون الذين لهم الغلبة والقوة، فتجاوزوا كل الحوارات وبدأوا رحلة الارنب والسلحفاة، والغلبة تكون للمحتال ولو لوهلة من عمر الزمان، غير مدركين أنه لا يصح إلا الصحيح، وأن ظلام الليل لن يعانق أبداً نور الفجر، فالفجر آتٍ مهما تأخر الظلام، وأن الشعوب مهما دخل بينها من وشاة ودجالين ومخربين ومفرقين، سوف تستيقظ يوما وتعي ما يحاك لها، وستنضج الأجيال وتنهض، وسيزداد الوعي العام، وسيبقى الحب مخبّأً للوطن والتراب، وستتوحد وتتلاحم كل الأطراف معاً، لينفجر بركان مدو لإرجاع الحق لأصحابه، وتعم الحرية وتتحقق الكرامة للجميع في كل مكان من هذا العالم.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 3761 - الأحد 23 ديسمبر 2012م الموافق 09 صفر 1434هـ
جميله وعجيبة
السعاده هي راحة البال والقناعه صدقت والله
سهيلة ال زيرو
شكرا على مقالك الرائع الذي يحمل اكثر من دلالات
بوركت اختي الكاتبة
مقالاكثرمن رائع
صدقتين والله
مقال في الصميم
بوقفص
الله جل جلاله يعطى الانسان على حسب النيه
الفجر آت مهما تأخر الظلام
ستتوحد وتتلاحم كل الأطراف معا, لينفجر بركان مدو لإرجاع الحق لأصحابه, وتعم الحرية وتتحقق الكرامة للجميع في كل مكان من هدا العالم. قد يتصور القارئ الكريم أن تعليقي هو تكرار لما كتبته الأخت الفاضلة ولكن أطلب منكم التمعن في هده الجملة, لأن فيها الهدف المنشود. (محرقي/حايكي)