يُحكى أن ناديا خارج العاصمة يعيش حالة مأسوية (يرثى لها)، وبدأ يصرخ من كثرة ديونه حتى أنه عاجز بشكل كبير عن دفع رواتب المدربين واللاعبين على رغم أن رواتب اللاعبين لا تتعدى الـ 120 دينارا، وأصبحت إدارة النادي في مأزق لا تعرف كيف تخرج منه بسبب الديون الكثيفة التي عليها... ويقال أيضا إن هناك أمورا حساسة تعيشها هذه الجزيرة بشأن انتخابات النادي المقبلة والتي شارفت على البداية بعد أيام قليلة من الآن.
هذا النادي غني عن التعريف على رغم أنه يمتلك لعبتين فقط هما كرة القدم وكرة السلة، فقد سبق له أن صعد لدوري الأضواء في دوري كرة القدم ونافس بشكل كبير على أحد المراكز الأربعة الكبار في الموسم قبل الماضي وعاد مرة أخرى لدوري الظل قبل أن يصبح دورينا دوري الدمج والتصنيف إلا أنه عاد هذا الموسم وسقط لدوري الظل مرة أخرى، هذا من جانب كرة القدم، أما من جانب كرة السلة فهو يمتلك لاعبين جيدين وسبق له أن دخل مربع الأقوياء أكثر من مرة وأحرز كأس الاتحاد لأول مرة (2006) في تاريخه بقيادة مدرب وطني من الجزيرة نفسها التي يقع فيها النادي.
الإدارة الحالية في هذا النادي بدأت تنهار شيئا فشيئا بسبب مشكلاتها المتعددة بديونها التي تراكمت عليها، وعلى رغم أن مسئوليتها في الإدارة بدأ لها العد التنازلي بانتهاء صلاحيتها، يبدو أنها ستترك هموما لا حصر للإدارة الجديدة التي بدأت تتشكل بين أحزاب في هذه الجزيرة (تلك الاحزاب نفسها تتكرر).
قبل أن تستلم هذه الإدارة مهماتها أصيبت بإحباط كبير من الإدارة التي قبلها والتي سلمت لها أمور النادي بعدة مشكلات وقضايا كثيرة وكبيرة، أبرزها بيع اللاعبين بأبخس الأثمان على الأندية الأخرى والتي استغلتها أفضل استغلال (فرصة ذهبية في أخذ لاعبين بالمجان) وقامت بشراء عدة لاعبين من كلا اللعبتين بعقود دائمة وبأسعار أرخص بكثير من «درزن البيض»، إلى جانب قضايا أخرى تبكي العيون عند قراءتها (كقيام شخصية مهيمنة بأخذ حصة إيجارات بعض المحلات التابعة للنادي لسنتين مقبلتين - وإدارته تنتهي بعد اشهر- فيما الادارة الحالية لا تأخذ اي مبلغ من الايجار)، هل هذا يصدقه إنسان عاقل؟
تسلمت الإدارة الحالية زمام النادي وهي واضعة يدها على رأسها بسبب «كومة» من المشكلات المتراكمة بعضها على بعض كلها على (طامة هذا النادي المترنح)، ولكن عقلانية وقيادة هذه الإدارة (وعملها الشريف) أعادت بعض الشيء من هيبة هذا النادي الكبير الذي يحتضن ثالث اكبر شريحة سكانية في البلد، فعملت بشكل جيد على رغم مأساته الكبيرة المتعلقة بديونه الحالية.
ولأن انتهاء صلاحية هذه الإدارة قربت على النهاية، بادر بعض العقلاء والقياديين بعمل إدارة جديدة للدخول لتسلم مهمات الإدارة الجديدة، وبعد التشاور والاجتماعات المطولة لأحد الأطراف بقيادة أحد رموز هذه الجزيرة وافق الجميع بأن تدخل شخصية قوية لإمساك رئاسة النادي وبجعبته عدة أسماء لها تاريخها الأبيض للعمل معه في الإدارة الجديدة، تبشر البعض خيرا من هذه الإدارة والأسماء المطروحة التي ستدخل الإدارة وجزم الجميع بأن هذه الإدارة ستعيد الهيبة المفقودة لهذا النادي ولو نسبيا.
وبعد الاقتراب من تشكيل هذه الإدارة تسلل بعض (الرجالات) والذين تسلموا يوما من الأيام أمور الإدارة وتبخرت جميع الأمور بعد أن عمل بخفاء من وراء ظهور الأسماء المطروحة لتسلم النادي وباشر بإقناع بعض الشخصيات (بعض منهم يعلم بالمكيدة) لدخول النادي حتى تبتعد الشخصيات القيادية عن تسلم أمور النادي ليستاء الجميع من هذا التصرف الأرعن وكأنهم سيبكون على اللبن المسكوب من جديد وبدلا من أن يضع الجميع يده بيد القياديين ويتكاتفوا لعودة رهبة النادي العتيد الذي بدأ يندفن يوما بعد يوم الا ان (حليمة عادت الى مصايبها القديمة) من دون خجل...عجبي من هؤلاء كيف يطمسون هوية ناديهم بـ(......).
أتمنى أن يصل صوتي لهذه الفئة وأن تبتعد عن العودة للمشكلات والعمل يدا بيد مع هذه الأسماء القيادية لعودة النادي لما كان عليه خصوصا أنه قريب من تسلم ناديه النموذجي وبكل تأكيد أنه يحتاج لإدارة شخصيتها قوية وتمتلك حلولا جذرية لعودة النادي لما كان عليه سابقا.
إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"العدد 2477 - الخميس 18 يونيو 2009م الموافق 24 جمادى الآخرة 1430هـ