«فمن حرَّف شيئا من معناه، أو أزال رُكنا من مبناه، أو طمس واضحة من معالمه، أو لبَّس شاهدة (1) من تراجمه، أو غيَّره، أو بدَّله، أو أشانه (2)، أو اختصره، أو نسبه إلى غيرنا، أو أضافه إلى سوانا، فوافاه من غضب الله وسرعة نقمه وفوادح بلاياه ما يعجز عنه صبره، ويحار له فكره، وجعله الله مُثلة للعالمين، وعبرة للمعتدين، وآية للمتوسمين، وسلبه الله ما أعطاه، وحال بينه وبين ما أنعم به عليه من قوة ونعمة، مبدع السموات والأرض، من أي الملل كان والآراء، إنه على كل شيء قدير. وقد جعلت هذا التخويف في أول كتابي هذا وآخره (مروج الذهب)، ليكون رادعا لمن ميَّله هوى، أو غلبه شقاء، فليراقب الله ربه، وليحاذر منقلبه، فالمدَّة يسيرة، والمسافة قصيرة، وإلى الله المصير».
****
لا بد من نثر إذا،
لا بدَّ من نثر إلهي لينتصر الرسولُ...
محمود درويش
بعث الموتى
«ما أغرب حياتنا العربية:
الموتى الذين يبعثون فيها
أكثر من الأطفال الذين يولدون».
أدونيس
تحقير
يصف أريستوفان، أحد أعظم كتَّاب الملهاة اليونانية القديمة التي كانت تغص بالنكات والمبالغات والنقد السياسي اللاذع، نوعا فريدا من التعذيب كان ينتهجه الرومان، ذلك أنهم كانوا يحضرون الضحية على آلة خشبية يصلب عليها الإنسان وهو عاريا، وتدهن جثته بالحليب والعسل لكي يظل عرضة للسعات الحشرات وعضاتها، فإذا ظلت حية لمدة عشرين يوما، تم إنزالها وتوضع عليها الملابس النسائية، ثم يلقى من مكان عالٍ، وهذا باعتقادهم الحد الأقصى من التحقير.
غيبوبة الثقة
«أيمكن للخليفة أن يُحاسب؟»
الوليد بن عبدالملك
برنامج سياسي
«أيها الناس، إن بكم داء هذا دواؤه، وأنا زعيم لكم بشفائه، فليعتبر عبد قبل أن يُعتبر به».
أبوجعفر المنصور
خسَّة
تتم عملية التلاقح بين العقارب، خلال أربعة أشهر تبدأ من مايو/ أيار؛ إذ تخرج الذكور والإناث من مكانها للتلاقي، وبعدها تتحول العقرب إلى زوجها المنهك الضعيف ثم تلتهمه حتى تأتي عليه. وتحمل أنثى العقرب بيضها فوق ظهرها، حتى إذا فقس البيض خرجت العقارب الصغيرة، وظلت فوق ظهر أمها نحو أسبوعين، وبعد ذلك يبدأ الصغار في التهام أمهم.
ـــــــــــــــ
(1) لبَّس: خلط وأخفى، والشاهدة: الكلام الثقة.
(2) أشانه: أفسده.
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 2477 - الخميس 18 يونيو 2009م الموافق 24 جمادى الآخرة 1430هـ