أضحى للبحرينيين قصب السبق في المفارقات بعد أن كان لبنان متصدرها، وكما يقول الإخوة اللبنانيون في التعبير عن ذلك «صيف وشتا فوق سطح واحد»، أي وجود الشيء ونقيضه في ذات المعنى أو الموضوع أو المكان.
أضحى الوطنيون المنافحون عن استقلال البحرين وحريتها خونةً وغيرهم هم الوطنيون.
أضحى من يدافع عن حقوق الشعب وحقوق المقيمين أيضاً بكافة دياناتهم ومذاهبهم وطبقاتهم وانتماءاتهم وفئاتهم، يُشهِّر بسمعة البلاد ويسيء إلى نظامها، أما من يقوم بانتهاك هذه الحقوق بالقتل والتنكيل والتعذيب والإساءة فهو حارس أمن الوطن.
أضحى من يطالب بإنهاء التمييز بكل أشكاله الطائفي، والقبلي، والمذهبي، يحرّض على الكراهية والبغضاء بين مكونات المجتمع، أما الذي ينافح عن التمييز وممارساته، فهو داعية للوحدة الوطنية واللحمة الوطنية والتعايش.
إذا طالبت بالإنصاف قيل إنك تطمع في انتزاع مكتسبات الآخرين المشروعة التي تكرّست بعد عقود من القسر والإكراه.
إذا طالبت بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع قيل لك إنك تستخدم الأكثرية ضد الأقلية، ويعتبرون الشهداء الذين سقطوا في الشارع أو تحت سياط الجلادين، قتلى يتحمل أهلهم والمعارضة المارقة مسئوليتهم. أما القتلى الآخرون فهم شهداء.
الأطباء الذين أدّوا واجب المهنة بشرفٍ وضميرٍ ومهنيةٍ ودون تمييز، وخاطروا بأرواحهم إبان الأحداث وتحمّلوا الاعتداءات والإهانات، هم «خونة» لأنهم أنقذوا أرواح «الخونة».
المعلمون الذين تفانوا في تربية الأجيال بنكران ذات، هم خونة لأنهم زرعوا أفكار إصلاح التعليم وتصحيح الأوضاع الخاطئة في السلك التربوي والمطالبة بالتغيير وساهموا في ترقية عقول الناشئة.
الإعلاميون والكتّاب الذين حملوا أمانة الكلمة... هم أيضاً «خونة» لأنهم بثوا أفكار الحرية والكرامة وحفظ حقوق الشعب وكشفوا الزيف وممارسات الفساد.
المتسلقون تسنّموا مواقع القيادة والقرار، والمؤهلون أزيحوا في عملية تطهير بشعة، ترتّب عليها تردّي الخدمات الحكومية الطبية والتعليمية والبلدية وغيرها.
هل من حكيم يضع حدّاً لهذا الانفلات غير المعقول، والهذيان والهوس بالانتقام؟ ففي النهاية نحن شعبٌ واحدٌ قُدِّر له أن يعيش مع بعض في جزر ربط بينها الحب والتآلف لقرون، وليس من بر ممتد نذهب إليه... فهل نتحول إلى لاجئين أو متسوّلين لدى الآخرين ليرضى البعض؟ إيماني عميق أن هذا الشعب سيتغلب على المتكسبين من وراء الفرقة والفتنة والشقاق، وستعود اللحمة الوطنية والألفة إلى أبنائه، وستبقى أوال لكل أبنائها، وستنهض البحرين درة الخليج من كبوتها.
إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"العدد 3759 - الجمعة 21 ديسمبر 2012م الموافق 07 صفر 1434هـ
ما ترك لي الحق من صديق
التاريخ يعيد نفسة أما تكون عبداً فيقال لك أنت مواطن بإمتياز أو تكون حراً لا تفرق بين مواطن وأخر وتطالب بالمساواة والكرامة فتكون خائناً وتطول القائمة. ولكن تأكد أستاذي العزيز أن الشعب بصبرة وثباته ومطالبة المحقة والعادلة سينتصر حتما بإذن الله (ما ضاع حق وراءه مطالب) أن تنصروا الله فلا غالب لكم...
هي البحرين!!.
هل سمعت بأن المواطن اضحى غريبا في وطنه. هي البحرين بلد المفارقات والغراءب.
شكرا على هذا الموضوع
في ظل هذه الأزمة التي تمر بها البحرين أصبح المتقاعسون مفضلين في الوزارات وتم ترقيتهم إلى وظائف ومراكز لا يستطيعون القيام بها لعدم كفائتهم وقدرتهم على أدائها بينما أبعد وهمش أصحاب الخبرة والكفاءة والمخلصين في أداء أعمالهم
ومن اكبر مفارقات البلد أنك وأمثالك يا دكتور من مواهب البلد النادرة اما مهجّرين او مسجونين
الحمد لله اعترف لنا العالم وقدّرنا وعرف مكانة هذا الشعب رغم كل ما يمارس ضدنا في وطننا فمحاولة التمييز العنصري والاقصاء والطرد والابعاد لكن العالم يعرف من نحن كشعب وما هو مستوانا.
رغم حصارنا والتضييق علينا حصلنا على الكثير من التقدير والجوائز وهذا يجعل البعض يجن جنونه فرغم ما يصفنا به من صفات مقيتة يبقى العالم يحترمنا ويعرف مكانتنا وكل اناء بالذي في ينضح
أنها ليست مفارقات
انها البحرين كما عرفناها. هناك المطبلين الذين بنحدثون بم تحب الحكومة ويتبرون أنفسهم معارضين. ولا يعجبهم دون ذلك. فمن كانو يعيبون علي من يطالب بنا سموه برطمان أصبحوا أول من يترشحون له. انها المصلحة الشخصية. هناك من يعيش الرخاء ولكن بذل.
بلد عكس عكاس والمقاييس المقلوبة
يقلبون الحق باطلا والباطل حقا والمخلص للوطن خائنا والشهيد قتيلا ومن يهاجم الناس في بيوتهم ويخترق نواميسهم واعراضهم شهيدا . هم يعتبرونها المعركة الاسلامية الحاسمة مع شعبهم لذلك كل توصيفاتهم لشعبهم بالعمالة والخيانة والصفوية والمجوسية حتى يصبح قتالنا جهادا لهم في سبيل الله. هو كذلك وقد قرأنا بعض التصريحات لأحدهم يحث الشرطة على استخدام المزيد من الشوزن لتمزيق ظهور شبابنا. والقهر ان هذا احد ممن انتفع من دماء شهدائنا في التسعينات والذين طالبوا بالبرلمان فلما اصبح برلمانيا الآن يطالب بتمزيق اجسادنا
بلد المفارقات من قبل أيضاً
و ماكان عيشك في المنفى لسنوات الا بسبب هذه المفارقات ! الله مايرضى بالظلم و نحن مطمأنون بأنه سينتقم لنا ممن ظلمنا
اللهم احفظ بلدي
سألت احد الاخًوةً المصريين هل شعرت وانت في مدرسة جلها من الطلاب الشيعة بروح عدائية في العقدين التي قضيتها ومازلت بينهم أجاب بالنفي فسألته لو كان ممنً عاش بينهم عدائيين هل سيبقى ليوم واحد في البحرين أجاب بالنفي . هذين السؤالين كأنما أردت منهما توبيخه على روح العداء غير المبرر إبان الأزمة لكل ما هو شيعي
جننونا كل شي بالعكس
لا ازال مصدوم من تهمة الاطباء بتوسيع جرح احد الشهداء وسرقة اكياس الدم لتشويه صورة الحكومة وسبعة اشخاص لقطع لسان وتلفيقات اخرى يدهش المرء عند سماعها
البحرين والبحرينيون
أخي الكريم أشكرك أولا على مقالك, وأقول لك: أنا أيضا إيماني عميق أن الشعب سيتغلب على المتكسبين من وراء الفرقة والفتنة والشقاق, وستعود اللحمة الوطنية والألفة بين أبنائه. إن الشعب الدي قاوم الإستعمار البريطاني ودحره عن الوطن قادر على التغلب على كل ما يحاك ضده. (محرقي/حايكي)
صح السانك
انشاالله الفرج قريب