العدد 3759 - الجمعة 21 ديسمبر 2012م الموافق 07 صفر 1434هـ

«مغردون»: الشيخ الجمري قائد «المبادرة»... ورجل بقامة الوطن

في الثامن عشر من ديسمبر/ كانون الأول 2006، كان البحرينيون على موعد مع صباحٍ حزين، امتزجت فيه الدموع بحنين الذكريات، فما أشرقت شمس ذلك اليوم إلا بغروب روح الشيخ عبدالأمير الجمري عن الحياة، فكانت المرارة برسم الموعد الذي ترجل فيه القائد... الذي لطالما ألهم الجماهير الملتفة حوله، بعد طول معاناة مع المرض.

ففي منتصف تسعينات القرن الماضي، سطع نجم الشيخ الجمري كزعيم سياسي معارض، قاد الحركة المطلبية التي تسارعت أحداثها في البلاد ما بين (1994 و 2000)، للمطالبة بعودة الحياة النيابية في البحرين، وذلك بعد أن مارس أدواراً عدة قبل هذه الفترة، كطالب هاجر إلى النجف الأشرف لتلقي العلوم الدينية، ثم عضواً برلمانيّاً في كتلة الاسلاميين، فقاضٍ في المحكمة الجعفرية، إلى أن عاش العقد الأخير من عمره في لجج العمل السياسي حثيث الخطى، وقضى عمره القيادي بين السجن والاقامة الجبرية، قبل أن يسقط منهكاً على فراش مرضه الأخير مع بداية الألفية، وبعد أن شهدت البلاد تحولاً كبيراً آنذاك بالتوقيع على ميثاق العمل الوطني والآثار التي تلته.

مثَّل العقد الأخير من حياة الشيخ الجمري، خلاصة ارتباطه بقلوب الجماهير وعقولهم، والذين أولوه وصحبه، الذين عرفوا بـ «أصحاب المبادرة» ومن أبرزهم: حسن مشيمع، والرجل اللصيق بالشيخ الجمري، عبدالوهاب حسين، ونائب الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ حسين الديهي والنائب السابق عن كتلة الوفاق الشيخ حسن سلطان وغيرهم، الثقة الخالصة في قيادة الساحة، واتخاذ القرارات المفصلية، كقرارهم التاريخي بالمصالحة، وإنهاء الاحتقان التسعيني الذي عصف بالبلاد أكثر من 5 أعوام، والقبول بالتسوية عبر التصويت على ميثاق العمل الوطني.

وبعد 6 أعوام من رحيل الشيخ الجمري، لاتزال ذكراه محفورة في وجدان الجماهير، وخاصة الذين عايشوا فترة تصديه لقيادة الساحة، وفي كل عام مع عودة ذكرى رحيله، تعود الجماهير ذاكرةً لشيخها الذي أفرغ وسعه في حمل قضاياها.

وإلى جانب المسيرات والفعاليات التي أقيمت استذكاراً له، احتفل الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أيضاً بذكرى رحيل الشيخ على طريقتهم الخاصة، فكثير من الحسابات «التويترية» خصصت تغريداتها للتعبير عن مشاعرها تجاه الشيخ الجمري، وآخرون استحضروا بعضاً من مواقفه وكلماته، وحسابات نشرت له صوراً مختلفة، ولاسيما خطبه الجماهيرية، ووقوفه بين صحبه «أصحاب المبادرة»، ولقاءاته المختلفة، وزياراته للقرى، وغيرها.

حساب جمعية الوفاق على «تويتر»، نشر جزءاً من خطاب امام مسجد الصادق(ع) الشيخ عيسى قاسم حول عطاء الشيخ الجمري في صلاة الجمعة (أمس)، حيث خاطبه: «هنا شعب لا ينساك، ومعاناته تزيده ذكراً جميلاً لك، وإحساساً عميقاً بالحاجة إلى دورك، شعب يحبك ويكبرك بما يثيره ذلك من ذكر إخلاصك وتضحيتك وبسالتك، ويستلهم الدروس المربية منك».

من جانبه، قال الصحافي عادل المرزوق على حسابه (@adelmarzooq): «لن أكتب في ذكرى الشيخ عبدالأمير الجمري شيئاً، هذا الرجل يعاش ولا يكتب عنه، يبكى عليه ولا يرثى، هذا روح عزتنا وكرامتنا الأبدية».

الناشط نادر عبدالإمام (@NaderAbdulEmam) علق على إحدى دعوات الحضور للمشاركة في مهرجان لاستذكار سماحة الشيخ الجمري بالقول: «الشيخ الجمري لا يحتاج إلى دعوة بل الوطن كله يأتيه».

النائب السابق عن كتلة الوفاق السيد جميل كاظم (@SJKadhem) وصف الشيخ الجمري بأنه «من القيادات الصالحة التي أثرت حراك هذا الشعب على الصعيد الثقافي والأدبي والاجتماعي والسياسي... فله منا بالغ التقدير والامتنان».

وبعيداً عن «تويتر»؛ فان كلمات انطلقت من أقرب الناس إلى الشيخ الجمري من ضمن الذين كانوا في «اصحاب المبادرة»، حيث أستذكر تأكيد حسن مشيمع (معتقل حاليّاً على ذمة قضية الرموز الـ21) في معرض أحد أحاديثه عن الشيخ الجمري «إن من ضمن السمة القيادية فيه، تواضعه الجم الذي لمسه كل الذين تعاملوا معه وعدم استنكافه الجلوس والاستماع والإنصات لكل طبقات الشعب وشرائح المجتمع المختلفة نساءً وشباباً وكهولاً».

العدد 3759 - الجمعة 21 ديسمبر 2012م الموافق 07 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 12:20 ص

      bahraini

      السلام عليكم ،،من احب الله ،،حبب الناس اليه ،،نشكر سعيك شيخنا الجليل اسكنك الله ما وعد به عباده المخلصين ،،رحم الله من قرأ سورة الفاتحه ،،

    • زائر 10 | 1:55 م

      ذكرى

      و الله كلما أسمع اسم الشيخ الجليل اتذكر وقوفة امام قادة البلاد يقبلهم لدرجة كان يريد تقبيل المصورين في ذلك اليوم ياليت الوسط تضع صورة الفقيد وهو يقبل القادة واذا يوتيوب أفضل وشكراً

    • زائر 9 | 7:39 ص

      عبدالجليل - مقابة

      اتخيلك موجود معانا لان مواقفك تبقى بالخواطر والاوهام ، اتذكر عنما كنت شابا ذهبنا لزيادته في المنزل بعد تم ترخيصه من المشفى وكان لوحده انذاك فذهب ليعمل لنا عصير ليمون بنفسه وكان يمازحنا حتي يضحكنا وهو يبتسم وكانما هو يريد زوال همنا فكان الجواب مني شخصيا الدموع لهذا البطل الاسد رحمك الله ابا جميل وستبفي مقولتك لنا خالد (اشتقت لكم اشياق يعقوب ليوسف) وستبقى معنا بمواقفك الشجاعة

    • زائر 6 | 3:02 ص

      عندما يبتسم

      كان عندما يبتسم يبعث الأمل
      و عندما يبكي يبعث الحرقة مع الأصرار
      و عندما يقف رافعا يده يبعث الطمأنينة
      و عندما يرفع بصوته يرعب الظالمين
      و عندما قال لنا ( اشتقت لكم اشتياق يعقوب ليوسف )
      جدد فينا القوة وروح العودة لميدان الكرامة
      فسلام على روحك الطاهرة أيها الخالد.

    • زائر 5 | 12:50 ص

      فاطمه

      اتعبتنه برحيلك يا الجمري .
      الله يرحمه وغمد روحه اتراب الجنه ان شاء الله يارب .
      رجال طيب حنون شجاع بطل .

    • زائر 4 | 12:24 ص

      الله يرحمك يا قائدي

      حتى وانت تحت الثرى فانك تبعث فينا الامل و الصمود فشكرا لله علي هده النعمه التي افاضها علينا وتغمد روحك الطاهر في واسع جناته

    • زائر 3 | 11:47 م

      احمد

      الشيخ الجمري رمز كبير في قلوبنا وقد ضحى من اجلنا فلن ولن ننسه ابد راحمته الله عليه

    • زائر 1 | 10:07 م

      فاعل خير

      رحمك الله يا شيخنا المجاهد وعلى خطك سائرون انشاء الله تعالى ...

اقرأ ايضاً