تتجه مدارس خاصة إلى تمديد الدوام الدراسي، إذ عمدت إحدى المدارس خلال الأسبوع الماضي إلى تعميم ورقة على أولياء الأمور تتضمن الإشارة إلى ذلك مرفقة باستبانة لاستطلاع آرائهم حول الموضوع ومقترحاتهم والمواد التي يرغبون التركيز عليها خلال فترة التمديد.

وعزت المدرسة رغبتها في تمديد الدوام الدراسي بمدى حاجة الطلبة إلى مزيد من الوقت للتركيز على المواد الدراسية ورفع مستوى الطلبة وتحصيلهم الدراسي فضلاً عن حاجتها إلى الوقت لتدريس مادة اللغة الإنجليزية كونها تعتمد على نظامين لتدريس هذه المادة.

وأرفقت المدرسة استبانة لأولياء الأمور لاستطلاع رأيهم وتسجيل ملاحظاتهم، تضمن موافقتهم من عدمها على مشروع تمديد الدوام المدرسي فضلاً عن سؤالها لهم عن أسباب الرفض أو القبول وما هي المواد التي يرغبون من إدارة المدرسة في التركيز عليها فضلاً عن تخصيصها السؤال الأخير لعرض مقترحاتهم في هذا الصدد.

من جانبهم؛ انقسم أولياء الأمور بين مؤيد ومتحفظ، إذ رأى المؤيدون أن تمديد الدوام سيتيح للطلبة فرصة أكبر لحل واجباتهم المدرسية في الصف الدراسي وبرفقة مدرستهم فضلاً عن أنها آلية جديدة لتقوية بعض الطلبة المتعثرين في الدراسة، ولاسيما في ظل تزايد الواجبات المدرسية عاماً بعد عام، أما من تحفظ على القرار؛ فقد أرجع ذلك إلى تخوفه من أن يخصص ذلك الوقت لمزيد من الأنشطة والفعاليات الترفيهية والتي تكثر في معظم المدارس الخاصة على حد قولهم.

واقترحوا أن يتم تخصيص وقت تمديد الدوام لتقييم الطلبة تمهيدا لإعطاء المتعثرين منهم في الدراسة دروس تقوية، وفي المقابل تخصيص الوقت للمتميزين منهم لصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم وإبرازها.

واتفق الطرفان على ضرورة أن يتم استثمار الوقت المضاف إلى اليوم المدرسي فيما ينفع الطلبة.

يذكر أن وزارة التربية والتعليم قامت بتطبيق المشروع على طلبة المدارس الثانوية الحكومية وتتجه لتطبيقه قريباً على المدارس الإعدادية، وأن مساحة تمديد الزمن المدرسي التي طبقتها الوزارة على المدارس الثانوية كانت في حدود 45 دقيقة في اليوم الواحد بحيث ينتهي الدوام المدرسي في الساعة 2:15 ظهراً بدلاً من الساعة 1:30 ظهراً مثل ما كان معمولاً به سابقاً، فيما ظل موعد بدء اليوم الدراسي كما هو دون تغيير، على أن يصل زمن الحصة الدراسية إلى 60 دقيقة بدلاً من 45 دقيقة للحصة الواحدة، وذلك من دون تغيير عدد الحصص والذي بقي على 6 حصص دراسية في اليوم الواحد.

ويشار إلى أن وكيل وزارة التربية والتعليم للموارد والخدمات الشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة، سبق أن أكد أن مشروع تمديد الدوام المدرسي في المرحلة الثانوية؛ حقق نتائج إيجابية وساهم في تحسين مستوى جودة التعليم، مشيراً إلى أن البحرين استطاعت خلال العام الماضي تخطي مستوى الدول المتقدمة في متوسط ساعات التعليم للمرحلة الثانوية؛ حيث وصلت إلى 924 ساعة مقابل 920 ساعة بالدول المتقدمة، كما أنها اقتربت من تحقيق توصيات منظمة اليونسكو بالوصول إلى معدل 1000 ساعة تعليمية سنويّاً، لافتاً إلى عزم الوزارة على البدء في تطبيق قرار تمديد الدوام الدراسي في المرحلة الإعدادية بدءاً من العام الدراسي المقبل.

يذكر أن المشروع لاقى رفضاً شديداً من المعلمين، وأيدهم في ذلك عدد من النواب تحت قبة البرلمان، وعزوا ذلك إلى ما وصفوه بعدم جاهزية المدارس لتقبل مثل هذا المشروع، إذ تم تشكيل لجنة تحقيق برلمانية بشأن قرار تمديد الدوام الرسمي ومخرجات التعليم الأساسي والثانوي والتي قامت بعدد من الخطوات في هذا الصدد.