رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة (21 ديسمبر/ كانون الأول 2012) «الفوضى» في سورية التي تعد موسكو أبرز حلفاء نظامها، وذلك في ختام قمة في بروكسل مع حلف شمال الأطلسي الذي أعلن رصده مجدداً إطلاق صواريخ «سكود» في سورية.
في غضون ذلك، دارت اشتباكات قصيرة الأمد لكن عنيفة بعد ظهر أمس في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، تزامناً مع عودة الآلاف من اللاجئين الذين غادروه جراء الغارات الجوية وأعمال العنف في الأيام الأخيرة.
وقال الرئيس الروسي في العاصمة البلجيكية: إن «سورية ليست بعيدة عن حدودنا ولا نريد أن تعمها الفوضى، كما نلاحظ في بعض بلدان المنطقة». وأضاف «المهم بالنسبة إلينا، هو النظام في سورية»، وروسيا «مهتمة» بإقامة نظام ديمقراطي وهي «ليست المدافعة عن السلطات السورية».
واعتبر أنه «من أجل التوصل إلى اتفاقات على المدى البعيد، يجب الاتفاق أولاً على مستقبل سورية، وعلى مصلحة جميع مواطنيها وجميع أقلياتها الأتنية والطائفية»، وعلى الجميع «الجلوس حول طاولة المفاوضات».
ورفض الائتلاف السوري المعارض مبادرة لحل الأزمة السورية طرحتها طهران، الحليف البارز لنظام الرئيس بشار الأسد، معتبراً أنها محاولة «يائسة لإلقاء طوق النجاة لسفينة النظام السوري الغارقة لا محالة».
في بروكسل أيضاً، قال الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسين «يمكنني أن أؤكد أننا رصدنا إطلاق صواريخ من نوع سكود ونأسف لهذا العمل»، معتبراً الخطوة من أعمال «نظام يائس يقترب من الانهيار»، ما يؤكد «ضرورة تأمين حماية فعالة لتركيا». وسينشر الحلف قريباً بطاريات «باتريوت» المضادة للصواريخ في تركيا بناء لطلبها.
وفي حين أفاد مصدر قريب من الحلف أن الصواريخ رصدت أمس الأول (الخميس)، قال ناشطون في شمال سورية إن صاروخي «أرض - أرض» سقطا في المنطقة أمس.
وكانت واشنطن أعلنت في 13 ديسمبر الجاري أن النظام السوري استخدم هذا النوع من الصواريخ للمرة الأولى. ونفت دمشق الأمر بشدة، معتبرة أنه «شائعات» هدفها «التأثير على صورة سورية».
في موازاة ذلك، شهد جنوب العاصمة السورية اشتباكات عنيفة «في ساحة الريجة وقرب مدرسة اليرموك في مخيم اليرموك بين مقاتلين يعتقد أنهم من اللجان الشعبية الموالية للنظام السوري ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة بينهم فلسطينيون»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أوضح أنها استمرت زهاء 90 دقيقة.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن الاشتباكات وقعت على الأطراف الشمالية للمخيم بين «مقاتلين معارضين تجمعوا في هذه الساحة ولم يخرجوا من المخيم»، بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه على إثر أعمال العنف في الأيام الماضية، وفلسطينيين موالين للنظام السوري.
وبدأ آلاف اللاجئين الفلسطينيين منذ أمس الأول بالعودة إلى المخيم الذي غادره نحو 100 ألف شخص جراء الغارات الجوية التي تعرض لها يومي الأحد والثلثاء الماضيين، والاشتباكات بين معارضين للنظام السوري وموالين له. وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة انه سيقدم نحو 12 كيلوغراماً من الأغذية كل أسبوع لكل عائلة ما يكلف 1.5 مليون دولار لشراء 580 طنّاً من الغذاء تسمح بتقديم المساعدات الغذائية لـ 125 ألف شخص خلال ثلاثة أشهر.
وقال سكان عائدون أمس إنهم لم يلاحظوا أي وجود مسلح، أكان للمقاتلين المعارضين الذين تقدموا داخل المخيم منذ الأحد، أم لمقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة الموالية للنظام.
العدد 3759 - الجمعة 21 ديسمبر 2012م الموافق 07 صفر 1434هـ