بقي 7 مصابين (6 نساء وطفل)، في الحافلة التي انقلبت في المدينة المنورة يوم الاثنين الماضي، في مجمع السلمانية الطبي، وذلك بعد أن وصلوا مساء أمس الأول (الثلثاء)، عبر مطار البحرين الدولي، ونقلوا إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة.

وذكرت بعض المصابات في حديثهن إلى «الوسط» أمس، أنهن مصابات بكسور ورضوض في أماكن مختلفة من الجسم. وشكون مما وصفنه بـ «الإهمال»، وعدم العناية بهم بالصورة المطلوبة.

الطفل محمد... رحلت عنه أمه في الحادث ويكرر السؤال عن أبيه

نساء وطفل من المصابين في «حافلة المدينة» يرقدون في «السلمانية»

السلمانية - علي الموسوي

بقي 7 مصابين (6 نساء وطفل)، في الحافلة التي انقلبت في المدينة المنورة يوم الاثنين الماضي، وراح ضحيتها 3 بحرينيات، في مجمع السلمانية الطبي، وذلك بعد أن وصلوا مساء أمس الأول (الثلثاء)، عبر مطار البحرين الدولي، ونقلوا إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة، وللتأكد من عدم وجود أية إصابات خطيرة.

وترقد النساء الست في الطابق الثاني من مجمع السلمانية الطبي، فيما يرقد الطفل في الطابق الثالث من المجمع.

وذكرت بعض المصابات في حديثهن لـ «الوسط» أمس، أنهن مصابات بكسور ورضوض في أماكن مختلفة من الجسم. وشكون مما وصفنه بـ «الإهمال»، وعدم العناية بهن بالصورة المطلوبة.

وروَين ما وقع لهن ولبقية ركاب الحافلة عند انقلابها، إذ إنهم «رأوا الموت»، وكتب لهم عمر جديد.

وقالت الشابة سارة جعفر (في العشرينيات من العمر)، إنها تعرضت إلى كسر في ساقها اليسرى، ورضوض في يدها وظهرها.

وذكرت بعض تفاصيل الحادثة، وهي على سريرها في مجمع السلمانية الطبي ويحيط بها أهلها وأصدقاؤها، ان سائق الحافلة كان يقودها بالسرعة الاعتيادية، ولم يكن مسرعاً، وفجأة أغمي عليه، وحاول الشباب القريبون منه السيطرة على الحافلة، إلا أنها انحرفت واصطدمت بحاجز حديد، ثم انقلبت بهم.

وأشارت إلى أن عملية إسعافهم تمت بعد ربع ساعة تقريباً من انقلاب الحافلة، إذ حضرت سيارات الإسعاف ورجال الأمن السعوديون، إلى جانب تواجد عدد من السعوديين والبحرينيين الذين كانوا على الشارع نفسه الذي وقع عليه الحادث.

الحاجة مريم... انقلبت الحافلة فوجدنا أنفسنا تحت التراب

أما الحاجة مريم يوسف الجزيري (53 عاماً)، فقالت إنها تعرضت لكسور في أضلاعها، والتهابات وآلام في مناطق مختلفة من الجسم.

وأشارت إلى أنها لم تكن نائمة عندما انقلبت الحافلة، وخصوصاً أنهم لم يقطعوا مسافة طويلة من لحظة خروجهم من المدينة المنورة.

ووصفت الحادثة بالقول: «بعد أن قطعنا مسافة ساعة تقريباً من خروجنا من المدينة، فوجئنا بأن الحافلة تنتقل من المسار الأيمن إلى الأيسر وبالعكس، فانقلبت بنا، ولم نع لأنفسنا إلا ونحن تحت التراب».

وشكت الحاجة مريم من عدم زيارة أي طبيب لها في مجمع السلمانية الطبي أمس، وقالت: «لم يزرني أي طبيب، ومعاملة المستشفى في السعودية أفضل». أما المصابة ليلى عبدالله علي (في الثلاثينيات من العمر)، فذكرت أنها أصيبت برضوض في الظهر والرقبة، وقد أخذ لها أشعة مرتين، للتأكد من إصابتها. وقالت: «إلى الآن لا أعرف ما هي إصابتي، وقد وعدوني بأن يعطوني علاجاً طبيعياً، ومر يوم أمس دون أن يتم ذلك». وروت علي الحادثة كما رأتها، وقالت: «كنت أجلس في المقاعد الخلفية من الحافلة، وفجأة سمعت صراخ الرجال الجالسين في المقاعد الأمامية، بعدها انقلبت الحافلة، وصرت ما بين داخل وخارج الحافلة، فنصف جسمي داخل الحافلة، والنصف الآخر خارجها، وغطت الرمال أجزاءً من جسمي، وبفضل مساعدة مواطنين سعوديين، تم إخراجي من الحافلة، بعد أن أبعدوا الرمال عن جسمي».

ومن جانبها، قال أمينة إبراهيم (47 عاماً)، إنها تعرضت إلى كسر في الكتف، وتعاني من آلام في أجزاء مختلفة من جسمها.

هذا، وزارت «الوسط» الطفل محمد باقر سعيد (10 أعوام)، وهو ابن الفقيدة سميرة عبدالشهيد (37 عاماً)، التي لقيت مصرعها في الحادث، وهو يرقد في الطابق الثالث من مجمع السلمانية الطبي. وأصيب الطفل محمد بكسر في يده اليمنى.

وبسؤال عمته التي كانت برفقته، وكان نائماً حينها، عن حالته الصحية، قالت إنه كلما يستيقظ من نومه يسأل عن والده، ويقول: «أين البابا أنا لم أره في المستشفى».

وذكرت عمته أن والد محمد متواجد في المدينة المنورة، حيث بقي لحين دفن فقيدته (سميرة)، فيما عاد إلى البحرين ابنه محمد وأخته، اللذان كانا برفقتهما في المدينة المنورة.

هذا، وخرجت من مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة، 3 نساء مصابات، فيما بقي 4 مصابين آخرين في المستشفى المذكور، اثنان منهم حالتهما خطيرة، وقد يحتاجون للبقاء أياماً في المستشفى.

وفي السياق نفسه، أقام أهالي البحرينيات الثلاث اللاتي لقين مصرعهن في حادث انقلاب الحافلة، مجالس عزاء على أرواحهن.

ومن جانبه، جدد صاحب الحملة التي انقلبت حافلتها، سيدعلوي سيدهلال شكره وامتنانه لتوجيهات القيادة السياسية في البحرين، لمتابعة حالة المصابين، مشيداً بمتابعة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وصدور أوامره بنقل المصابين على متن طائرة خاصة إلى البحرين. فيما نوّه بالدور الذي قامت به سفارة مملكة البحرين في الرياض، والقنصلية البحرينية في جدة، إضافة إلى متابعة قسم شئون الحج والعمرة بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف. وشكر سيدهلال حرص وزير الصحة على التواجد في استقبال المصابين في مطار البحرين الدولي، مثمناً كل من وقف إلى جانبهم في هذا الحدث.