أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند اليوم الأربعاء (19 ديسمبر/ كانون الأول 2012) انه لم يأت إلى الجزائر من أجل التوبة أو تقديم الاعتذار مثلما تطالب به العديد من الأحزاب و جمعيات أهلية.
وقال أولاند ، في مؤتمر صحفي بعد ساعتين ونصف من المباحثات مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بإقامة الدولة بزرالدة غربي العاصمة الجزائرية التي وصلها في وقت سابق من اليوم الأربعاء ، "لم آت إلى هنا للتوبة أو الاعتذار ولم أتلق طلبا بهذا الشأن أيضا فأنا هنا من أجل البناء والمسألة الأهم هو المستقبل".
وأوضح أولاند أن زيارته للجزائر جاءت في "الوقت المناسب لعصر جديد في العلاقات الثنائية على محور الجزائر/باريس عصر يضمن الاستمرارية" وان اختياره الجزائر كأول محطة في المنطقة المغاربية منذ توليه الرئاسة الفرنسية مرده احتفال الجزائر بخمسينية الاستقلال.
ولم يرفض أولاند الحديث عن ملف الذاكرة والتاريخ المشترك بين البلدين، "من أجل كشف الحقيقة عن الماضي" لكنه اشترط أن لا يشكل هذا الماضي عائقا أمام العمل المشترك بين الطرفين مستقبلا.
وأكد معارضته لدعوات مراجعة مضمون اتفاقية 1968 المنظمة لإقامة رعايا البلدين، بالقول "أعتقد أنه من الأحسن عدم تغيير مضمون الاتفاقية". والتزم بهذا الصدد باتخاذ إجراءات ملموسة في اتجاه تسهيل منح التأشيرات للجزائريين الراغبين في التنقل نحو فرنسا، سيما من الشباب والطلبة. واعتبر أن الجزائر وفرنسا في توافق بشأن ملف النزاع في مالي وقال "نحن في توافق مع الرئيس بوتفليقة"، دون أن يخوض في التفاصيل مكتفيا بالقول إن "الأفارقة فقط وحدهم" من يمكنهم شن عملية عسكرية ضد "الجماعات الإسلامية" التي تسيطر على شمال مالي.
وتابع "مثل الجزائر فإننا نحن (فرنسا) مع المفاوضات السياسية ومحاربة الإرهاب، ونحن لن نقبل قيام القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في شمال مالي، ومن المؤكد أن قرار التدخل العسكري في تلك المنطقة يعود لمجلس الأمن وليس لفرنسا".