خيم الحزن والترقب على العراق واقليم كردستان بعد اعلان الحكومة العراقية عن تعرض صحة الرئيس العراقي جلال طالباني ( 79عاما) لانتكاسة استدعت نقله على عجل الى أكبر مستشفيات العراق لتلقي العلاج بعد اصابته بجلطة دماغية.
وبحسب مقربين من الطالباني ، يشرف فريق طبي عراقي متخصص على حالة الرئيس الصحية وهو الان في وضع مستقر فيما يترقب وصول اطباء من بريطانيا وألمانيا لمشاركة الفريق العراقي في العلاج.
وقال برزان شيخ عثمان احد العاملين في الدائرة الصحفية للرئيس جلال طالباني ، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية ان "صحة الرئيس اليوم الاربعاء (19 ديسمبر/ كانون الأول 2012) جيدة جدا وبدأ يتماثل للشفاء وهناك استعدادات لنقله الى احد المستشفيات في المانيا لاستكمال العلاج". وهرع عشرات من السياسيين والنواب والشخصيات العراقية ابرزهم رئيس الحكومة نوري المالكي ونوابه ونائب رئيس الجمهورية ووزراء فيما اجرى ممثلون عن المرجعية الشيعية ابرزهم علي السيستاني وبشير النجفي واسحق الفياض ومحمد سعيد الحكيم اتصالات هاتفية للاطمئنان على صحته كذلك الحال من بعض الزعماء العرب.
وقال اسعد سليم (48عاما ) صاحب محل تجاري في بغداد "أعتقد ان الرئيس طالباني شخصية محببة لدى العراقيين لما يمتلكه من حنكة وخبرة سياسية تفوق خبرة جميع السياسيين في العراق في مرحلة ما بعد صدام حسين فهو عاصر كبار الزعامات العربية في الفترات السابقة واستفاد كثيرا من تجاربهم فضلا عن انه رجل سياسة وفكر وليس رجل سلاح".
وأضاف "أعتقد أن العراق ربما سيواجه مشكله لاختيار الشخص البديل عن طالباني رغم انه سيكون من الاكراد حصرا لان منصب الرئيس هو للتحالف الكردستاني لكن يبدو انه ليس من السهولة تسمية شخص بديل عن طالباني ما لم تكن هناك رؤية واضحة لدى الاكراد في تسمية البديل دون عناء". وعلى الرغم من أن الرئيس العراقي يخضع بين الحين والاخر لفحوصات طبية خارج العراق في الولايات المتحدة وألمانيا الا ان وضعه الصحي الاخير القى بظلاله على المواطنين الأكراد الذين شعروا بحزن كبير وقلق على ما آلت إليه صحته.
ويعد طالباني اول كردي يشغل منصب الرئيس في تاريخ العراق.
وقالت منار الاسدي ( 51عاما) موظفة حكومية "على الرغم من عدم تقبل العديد من العراقيين فكرة ان يكون جلال طالباني رئيسا للعراق عندما طرح ترشيحه في السنوات التي اعقبت سقوط صدام حسين بسبب انه اول سياسي كردي يتقلد هذا المنصب المحصور اساسا لدى الطائفة السنية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة الا ان الوقائع اثبتت ان طالباني شخصية سياسية فذة ويتمتع بمؤهلات يفتقدها كثير من السياسيين العراقيين".
واضافت "أنا استمتع كثيرا عندما استمع لاحاديثه التليفزيونية السياسية والاقتصادية التي تعكس تجربة سياسية غنية ورؤية عميقة لمختلف القضايا المحلية والعربية والاقليمية حيث دائما ما يختتم هذه المقابلات بطرفة ساخرة تضفي جوا من المتعه لهذه المقابلات".
ويصف العراقيون طالباني بأنه" صمام امان العملية السياسية وراعي الدستور"لان جميع الخلافات السياسية في البلاد تكون نهايتها في مكتبه لما يمتلكه من اقناع ودراية سياسية لتذليل العقبات وحل الأزمات.
وقال نوروز عباس ( 46 عاما) مسؤول جمعية كردية لتقديم المساعدات الى اللاجئين الكرد في كردستان " يمثل طالباني صمام امان للعراقيين جميعا ويعمل دائما من اجل احلال السلام ومصالحة المتخاصمين وهو رجل مسالم ويحظى بالحب والاحترام".
وأضاف "يضحي طالباني بصحته لأجل تحقيق السلام بين الاكراد والعراقيين جميعا وأعتقد ان الشعب العراقي محظوظ لان طالباني رئيس العراق".
فيما قالت المواطنه شوبو بهروز ( 26 عاما ) وتعمل مهندسة تخطيط " عندما سمعت خبر نقل الرئيس طالباني الى المستشفى لم أتمالك نفسي وبكيت الى ان احمرت عيني ..لم أبك هذا البكاء الا في رحيل والدتي".
واضافت " طالباني هو منقذ العراق و الاكراد ايضا وهو عم لكل عراقي لا اريد له ان يموت لان وفاته تؤدي إلى ازمة حقيقية في العراق هو الذي يجمع كل الكيانات السياسية والمذهبية والقومية تحت طاولة الحوار".
في حين قالت لانة محمد صالح ( 23 عاما) وهي اعلامية من سكان مدينة كركوك "أشعر اني املك الدنيا وما فيها لانه عمي و ابي وكل شىء لانه رجل مسالم و يكره العنف ضد المرأة".
واضافت "عندما سمعت أمس عن تدهور صحته اصبت بالحزن والكأبة لفقدان هذا الرجل الذي يحب الجميع دون تفريق وهو الحامي الحقيقي للدستور العراقي ويقف على مسافة واحدة من الكل".