سيسجل التاريخ العربي بأحرف من صخر، وقائع مؤتمر مراكش، الذي عقدته الجامعة العربية الأربعاء الماضي، للتخلص من أحد الحكام العرب الدكتاتوريين، وتصدير فائض الديمقراطية المتوفر لديهم، ليتمتع بها الشعب السوري الشقيق.
المؤتمر شاركت فيه 120 دولة، في مقدمتها دولٌ عربيةٌ لم تذق طعم الديمقراطية ولم تشمَّ رائحتها بعد. وبعضها لا يوجد فيه انتخابات حتى لاختيار مختار في قريةٍ صغيرةٍ. فمازالت شعوبنا لم تنضج بعد لاختيار ممثليها في البرلمان، ولابد أن تستمر ألف عام أخرى في أداء دور الرعية، والسمع والطاعة، تحت حكم راعٍ يقودها بالعصا، ويلوح لها بالبرسيم، حتى تنضج عقولها وتتفتح مداركها وتشهد طفرة جينية تنتقل بموجبها فجأةً من رتبة البقر إلى مصاف البشر.
المؤتمر لم يقتصر على الدول الأعضاء في الجامعة العربية، بل شارك فيه الاتحاد الأوروبي، الذي كانت دوله حتى الخمسينيات، تستعمر دول القارتين الآسيوية والافريقية، وتتوزعها بينها أسلاباً وغنائم. وأُحضِرت الأمم المتحدة لتكون شاهداً أممياً في مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» الشقيق، في مدينة مراكش بالمغرب الأقصى، الذي شهد مثل هذه الوقائع عشرات المرات، وشاهد عشرات الانقلابات والمؤامرات لخلع عشرات الملوك والسلاطين.
كنا نقرأ في صبانا قصص جورجي زيدان التاريخية، وما كان يُحاك في القلاع والقصور من مؤامرات ليخلع الملوك بعضهم بعضاً، وكيف كان بعضهم يتحالف مع الفرنجة للإطاحة بأعدائه. وكان زيدان يصوّر ما يجري في القصور من فساد وبذخ وانحلال أخلاقي وتحكم الجواري في بعض السلاطين وحكم الراقصات ببعض السلطنات. وكانت أكثر قصصه مستوحاةً من فترة ملوك الطوائف في الأندلس.
في تلك الفترة، سقطت الدولة المركزية في الأندلس، وقامت على أنقاضها 22 دويلة، كعدد دول الجامعة العربية اليوم، كل منها يخضع لقبيلة أو سلطان، أشهرهم بنو الأغلب، وبنو عباد، وبنو الأفطس، وبنو الأحمر. واستمر التناحر بينهم قروناً، حتى أصبحوا يدفعون الجزية للممالك المسيحية التي تناوشتهم من كل جانب حتى طردتهم جميعاً من الأندلس.
كنا نقرأ في كتب التاريخ كيف كانت تتم المراسلات سرّاً بين هؤلاء الحكام وبين حكام الفرنجة، وكيف يتفق أحدهم على القتال معهم ضد الممالك المجاورة وما يجره ذلك من سفك دماء «الرعية» المسلمة، مقابل أن يُترك حاكماً على مدينة صغيرة مثل بلنسية أو دانية أو البرازين.
اليوم، وبعد ثمانية قرون من سقوط آخر ممالك الطوائف وطرد آخر الحكام العرب من الاندلس... فيشاهد العالم على الفضائيات مؤتمراً احتشدت فيه كل هذه الوفود العربية والأجنبية، التي تتحدّث بطلاقةٍ وبلاغة، عن الخيار الديمقراطي الذي لابد منه في سورية، وعن ضرورة نصرة الشعب السوري المظلوم، بينما على بعد كيلومتراتٍ منه يقبع شعبٌ مظلومٌ آخر، نصفه يعيش في الشتات، ونصفه الآخر يعيش تحت الاحتلال منذ 64 عاماً، ويتعرض لمجازر وحروب كل بضعة أعوام، دون أن يتحرك الضمير العالمي، أو يعقدوا مؤتمراً لنصرته، أو التفكير بنجدته.
تذكر كتب التاريخ ان ابن عباد حين حاصر القشتاليون مملكته خطب قائلاً: «والله لا يُسمع عني أني أعدت الأندلس دار كفرٍ فتقوم عليّ اللعنة في منابر الإسلام مثلما قامت على غيري. تالله إني لأوثر أن أرعى الجِمال لسلطان مراكش على أن أغدو تابعاً لملك النصارى وأؤدي له الجزية»، فهل كان صدفةً عمياء اختيار مراكش لمؤتمر نصرة الشعب السوري الشقيق؟
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3754 - الأحد 16 ديسمبر 2012م الموافق 02 صفر 1434هـ
دموع تماسيح
ليتكم نصرتم الشعب الفلسطيني بربع ما تنصرون به الشعب السوري الآن. حتى التبرعات منعتموها عن اخواننا الفلسطينيين. انها دموع التماسيح التي لا يصدقها أحد.
الفخر طوف وطائف وملوك الطوائف ولا مفاخار
أن الله لا يحب كل مختال فخور ولا بالفخر محتال له مكان. فإنما الاعمال بالنيات .. وليس لامرء القيس فقط في ما نوى وما هوى، فالجميع يعمل والكل له عمل منشغل به. و كل بعمله وبعلمه لا بوظيفته أو منصبه أو رتبته أو لقبه.
فقد لا يكون من المسلمات أو من المنكرات لكنها الحقيقة أن الملك لله. أم انها قد ضربت عليهم الذلت والمسكنة وأصيبوا بداء أو بوباء فباؤو بغضب من الله وغرتهم الحياة الدنيا ؟؟
أم أن أمرهم صار بيدهم فصاروا يتشاورون ويتناورون ويتحاورون بغير أمر ربهم؟
الشعوب المحترقة في القدر الامريكي القذر
الى الاخ التميمي الذي يستهل تعليقه بعلامات السؤال والتعجب ويختمها متعجبا من المقال ، الكاتب يوضح الصورة بان فاقد الشئ لايعطي هذا اولا بعدين ياخي يؤكد ذلك عندما يقول هذا هو الشعب الفلسطيني وهاهم العرب نفسهم لماذا اليوم هذه الحمية ، ادن كل السالفة طبخة ينضج فيها الشعب السوري حتى يحترق والطباخون هم الانظمة العربية وصاحب القدر الغرب بقيادة امريكا اما من فيه هم هذا الشعب السوري المظلوم ومن متى الانظمة العربية لم تقف متفرجة على شعوبها وهي تقتل وهل تصدق اليوم بان هذه المؤتمرات لانقاد هذا الشعب
لماذا ازالة بشار؟؟؟
كلهم في القتل سواء لو حصل لهم ما حصل لحكم بشار وكلهم فاقدون للديمقراطية لكن بشار هو المختار للازالة و الاسقاط والسبب خوفا على اسرائيل فكل اصدقاء سوريا حريصون على امن وسلامة اسرائيل
تسوي روحك ماتعرف
يعني تسوي روحك ما تعرف.في دولة ثانية تقتل شعبها اسمها المريخ اعتقد انك من اهل المريخ. صح?
مهازل
حدث العاقل بما لا يليق. ناس ما عندهم مجلس بلدي منتخب يريدون يصدرون الديمقراطي لسوريا؟ من يصدقكم؟
في ناس ماليها حل تصدق الاعلام الحكومي العربي والأمريكي
من يقول مجازر ومذابح يرتكبها نظام بشار نقول لهم هل مصدركم موثوق به وهو الاعلام العربي المتخادل مع امريكا وإسرائيل غالبيتها قصص مفبركة ومسرحيات ثبت تصويرها في بعض دول الخليج وغيرها
تكتب و يكتبون
حفظ الله يراعك
وين المشكلة
أي صحيح حول الأندلس بس الكاتب ما نورنا و قال لنا هل الممالك في الأندلس من الجماعة أو من الطائفة؟؟
تسلم يا بوعلي
مقال رائع لا يقال بعده شئ .
من هوان الدنيا
من هوان الدنيا علي اللة يا سيد فاقد الشئ لا يعطية بس من الي يفهم آلافك السياسي،
يا أخي
لا فرق بين نظام صدام و نظام الأسد. نعم لسنا دولا ديمقراطية ولكن هل تقوم بقية الأنظمه بذبح و قصف و تهجير شعوبها مثل النظام المجرم في سوريا؟
منظار أعور
يا عيني على الموضوعية، انقالت ومازالت تقال اذهبوا إلى ....
ومن التاريخ تؤخذ العبر
اعتبروا ان وجودهم مرتبط بالطاعة لسيدهم
فاجتمعوا بجامعة المفترض فيها لم شمل العرب
كان عميدها العربي ليس بعربي
لك الله يا فلسطين من الهوجاء
لم ولن بعزة الله ان يتمكنوا من سوريا المقاومة
والخوف من ارتداد الهوى يحيق بأذنابه حمي الوغا
التميمي
شنو تقترح مثلا ؟؟!!! تقترح ان الدول العربيه تسكت عن ملك في جمهوريه قتل ما يزيد عن اربعين الف شخص من رجال و اطفال و نساء غير اكثر من نص مليون لاجىء على الاقل غير المشردين في السوريين في دول العالم، احلف بس !!
ابو سيد رضا
لم يذكر الكاتب التخلي عن الشعب السوري ابدا ولكن اذا كان من الممكن التحشيد بعذه القوه لنصرة الشعب السوري فما المانع من التحشيد بنفس القوه لنصرة الشعب القلسطيني الذي خسر اضعاف ما خسره الشعب السوري والفارق الزمني كبير جدا بين البلدين فهذا محتل والثاني يراد تدميره بشتى الوسائل حتى يصبح كالعراق عاجز عن ان يقف علي قدميه الي يوم القيامه