هاأنذا في مطار النجف الأشرف عائدةً إلى أرض البحرين الحبيبة، تنتابني مشاعر متناقضة بين فرحي بقرب اللقاء بطفليَّ وبالأهل والأصدقاء، والحزن على فراق أرض العراق الطيبة، بكل تناقضاتها وبكل ما تحتويه من عراقة وحضارة ومقدسات دينية وإنسانية.
بدأت الرحلة قبل أسبوع، وكادت تتعثر في بدايتها عندما اكتشفت وأنا في مطار البحرين أن وجهة الرحلة تغيرت إلى النجف بدلاً عن بغداد، وبين أخذ ورد قررت أن أتوكل على الله وأتوجه إلى النجف، وقد ساعدني في اتخاذ هذا القرار أنَّ الجهة الداعية وعدتني بأنها سترسل مَن سيكون في استقبالي في النجف الأشرف.
حلقت الطائرة ساعتين وحلقت أفكاري دهرين حول العراق بكل ما يعنيه من ماضٍ جميل وحاضر مخيف؛ فما يصلنا من أخبار عن العراق كله يدعو إلى القلق والخوف من أن أكون في بغداد التي طالما حلمت بزيارتها، كيف لا وهي مهد الحضارات وأرض الأنبياء والشعراء؟
الصورة الذهنية التي عشعشت في مخيلتي كما غيري ممن لم يزر العراق واعتمد في معلوماته عنه على وسائل الإعلام - التي غالباًً ما تهول المخيف وتحقر من شأن الجميل - كانت مختلفة تماماً عما رأيت، بل إن العراق استطاع في أيام معدودة أن يكسر حواجز و «فوبيات» كانت عالقة في نفسي وعقلي؛ فلا العراق هو عراق الانفجارات والفتنة الطائفية والاحتراب والاقتتال، ولا بغداد خالية من أهلها وما يملكون من جمال وطيبة، ولا النجف تطرد زائريها، ولا كربلاء تنوء بثقل أحزانها.
ولابدَّ أن أعترف قبل مغادرة العراق بأنني كنتُ خائفةً جداً ومرعوبة إلى أقصى درجات الرعب حين انفتحت أبواب الطائرة وسمعت الكابتن يقول: «مرحباً بكم في النجف الأشرف»، ولكن مخاوفي تلك تلاشت حين سمعت عبارة «هلا عيني» و «تفضلي أغاتي» و «الله بالخير» و «شكو ماكو»، وغيرها من العبارات العراقية التي تدخل القلب من باب واسع لتطمئنه ولتنشر عطر المحبة والألفة في تلافيفه.
مهلا... ليس كل ما رأيته كان جميلاً كما أوحت الفقرات السابقة؛ فقد رأيت أيضاً خراباً، ورأيت شوارع في وسط بغداد والمدن المهمة لا تصلح لحمل اسم «شوارع». ورأيت فقراً مخجلاً في بلدٍ نفطي كان من أغنى دول العالم في يوم من الأيام. ورأيت نساء يفترشن الأرصفة ببضاعة لا تكاد تساوي شيئاً. ورأيت أطفالاً يستجدون عند الإشارات الضوئية. ورأيت جنوداً مسلحين يقفون بكامل عدتهم وعتادهم في «السيطرات» أو ما نسميه «الحواجز الأمنية» أو «نقاط التفتيش» التي اعتدنا عليها في البحرين منذ أكثر من عام ونصف.
مهلاً مرةً أخرى... فللمرة الأولى منذ اعتدتُ على الحواجز في البحرين، تعمدت وأنا في بغداد أن أقف قرب جندي يحمل سلاحاً حديثاً، من القوة العسكرية التي خصصتها وزارة الثقافة العراقية لحماية الشعراء العرب المشاركين في «ملتقى بغداد الشعري» ولم أشعر بالخوف! نعم، لم أشعر بالخوف الذي أشعر به في الوطن. لم يعرف الخوف طريقه إلى قلبي لأنني كنت واثقة تمام الثقة من أن هذا الجندي لن يوجه سلاحه باتجاهي أبداً. علّمني العراق أن لكل مكان سلبيات وإيجابيات، جمال وقبح، محبة وكراهية، مادام هنالك إنسان، وعلى المرء أن يختار بين المتناقضات.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3754 - الأحد 16 ديسمبر 2012م الموافق 02 صفر 1434هـ
حرية تعبير .. لا ضيق أفق
لماذا فرط الحساسية وضيق الافق من مقال كتبته كاتبة توضح وجهة نظرها، هم يشهرون ويسيؤن للناس لا احد يحاسبهم وغيرهم عندما يبدي رأيه يحارب حربا شعواء، ماذا قالت الكاتبة من منكر، كل ما سردته من حقائق نعيشها يوميا في القرى. اعتقد انكم لا زلتم تتعاملون بمنطق ....وهذا ما لا نقره. تحية للكاتبة سوسن دهنيم ولدورها الريادي
ابو حسين
الاخي العزيز يقول انه عاش قبل عشر سنوات في القراق كان متقدم كاد يخرج من
العالم الثالث يكون الاول او علي اقل العالم الثاني غجيب غريب جدا وكان يزور المرقد ان شاء الله ما كان موجود يوم الجيش العراق ضرب وهدم قبة مرقد الامام
الحسين وقتل من في المرقد وما موجود يوم قتل الشيعة في الجنوب والاكراد في
الشمال هذا من فعل الاستكبار ياخي هذا لعب علي العقول حتى اذ كان النظام
الحالي سيء لاتستطيع ان تمجد نظام الطاغي العراق صدام ياخي لنا طلبة
شهداء قتلهم النظام الفاشي بدون اي دنب
حرية تعبير وليس اساءه
لماذا هذه الحساسية المفرطه وضيق الافق الصادرة عن بعض من يدعون الحرص على الوطن من مقال كتبته كاتبة توضح وجهة نظرها، يشهرون ويسيؤن للناس لا احد يحاسبهم وغيرهم عندما يبدي رأيه يحارب حربا شعواء، هل هذا هو فهمهم لحرية التعبير؟ يبدو كذلك .. أليس الاجدر بكم ان تطوروا انفسكم وتوطنوها على تحمل الاختلاف في الرأي. الكاتبة سوسن دهنيم تستحق كل التقدير والثناء ولم تذكر الا حقائق كلنا نلمسها وبشكل يومي،
سنابسيون
زائر عشره ومن على شاكلته لماذا كل ما قانا اعجبنا بلد قلتوا روحوا عيشوا فيه ؟؟؟ليش فاكرينا نفسكم بس يسدون بوزكم بفلوس تبيعون بلدكم الاصل واهلكم وجيرانكم وتجون ركيض ،البلد بلدنا ومهما قاسينا بنتم فيها وانت اذا مو عاجبك شعب البحرين الاصيل روح بلد ثاني دور لك على شعب يعجبك .....
ما دام الحال كذلك
ما رأيته في العراق هو الحق و أعتقد أنه أفضل للعيش فيه من البحرين. لماذا لا تهاجري إلى هناك و تبقي في النجف الأشرف و كربلاء فهو أكثر أمناً لك؟
نعمي اذهبي للعراق
اذا الجندي العراقي لايخيفك ويخبفك المسكين الجندي المقلوب علية رجل الامن البحريني او المرتزق كما تردد المعارضة الكشخة في البحرين لماذا لا تطلبين من وزير الداخلية ان يجلب جنود عراقين ونرتاح من الملتوف وحرق الاطارات الذي يستهدف رجال الامن البواسل ويستهدفنا بطة شبد
الى زائر رقم 1
اسمح لي أخي الكريم أن أقول لك ان كنت زرت العراق قبل عشر سنوات فأنا زرته قبلك بسنتين وان كنت لم تزره فأرجوك أن تكف عن التعليق. فالعراق قاسى من النظام الطاغي البائد الدي أرجع العراق إلى الوراء ومازال يعاني من التكفيريين الدين يتقصدون زوار الإمام الحسين عليه السلام, وما نقاط السيطرة الموجودة هناك ما هي إلا لحفظ الزوار والمقيمين من كيد أؤلئك التكفيريين الحاقدين على زوار أهل البيت. "لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي يا حسين". (محرقي/حايكي)
قبل عشر سنوات هو العراق
أنا لم أزره قبل عشر سنوات أنا عشت فيه قبل عشر سنوات وربما قبل أن تولد أنت ، العراق قبل هذه الفترة كان سيخرج من العالم الثالث ليكون في مصاف أمريكا الجنوبية ولكن قوى الاستكبار لا تريد لبلد عربي أن يخرج من قوقعة العالم الثالث وتريده أن يكون بلدا متخلفا ، لم يكن العراق يعاني من شيئ أسمه طائفية مثل ما هو حادث الآن حتى لو فرشوا لك الأرض حرير ، كنا نزور مرقد الإمام الحسين وبقية الأمة الأطهار ولم يكن أحد يمنعنا كما تعتقد . الآن استشرت الطائفية والفقر وكثر المتسولين في بلد هو أغنى بلد عربي.الله يرجم زمان
ابوحسين
العراق فغلا جريح ليس من الان جميع الحكام التى تعاقبة علي هذة الارض الطيبة
كانوا طواغيت العاصر من ايام الحجاج الي الطاغية الكبير صدام حسين الذى
كان سبب الدمار الذي حدث الى العراق بسبب التهور في حروب وصراعات
لو حاول بناء عراق حرة لكان خيرا ولكن التكبر على الشعب العربي الاصبل بسبب
هذا طاغية العصر الحديث المقبور هدام حيسين راجيا من الله ان يفرج عن هذا
الشعب العربي الاصيل
المغول من حواليك
شكرا اخت سوسن لعاطفتك تجاه عراقنا الحبيب....المغول تجدهم في كل دولة قريبة منا،بل كم ابن علقمي لدينا نحن العرب؟قبل ايام عقد مؤتمر في مراكش لبيع وتهديم سوريا؟ياترى ماذا نطلق على هذا المؤتمر؟..انني اجزم لو مسك السلطة في العراق جنرال او تابع لرأيت العراق هادئا مستقرا لكن من دون حرية ولا تداول للسلطة؟هم يريدون العراق مزرعة كباقي مزارعهم،نأكل ونشرب ونعمل لكننا صم بكم.
صدقتِ
أكثر مايؤلم ان يشعر الانسان بالأمن والتقدير خارج بلده وحينما يعود ليحقق معه الغريب الذي أريد له ان يكون بديله في المواطنة
وهل تشرفتي ...
وهل تشرفتي بزيارة صاحب القبة النوراء بالنجف؟
لو زرت العراق قبل عشر سنوات.
رغم ما فعله المغول الجدد في العراق لكنه يبقى العراق الأبي المضياف وشعبه الكريم الأصيل ، هذا البلد الذي كانت ثروته لجميع العرب ، لقد كان العراق بلدا بكل ما تحمل المعنى من كلمة ولو أنك يا سوسن زرته قبل عشرة أعوام فقط لقلت أنك لست في بلد من العالم الثالث ولن تري هذا الخراب وهذه النقاط للتفتيش ولن تري هؤلاء الأطفال البؤساء ولن تري أحد ينام في الشارع أو يتسول والترحيب بك أو بغيرك في قمته ، الآن العراق يطلق عليه دولة ولكن من غير مقومات الدولة الحديثة التي كانت عليه قبل عشر سنوات ، هو عراق بالأسم فقط.