العدد 3752 - الجمعة 14 ديسمبر 2012م الموافق 30 محرم 1434هـ

الفقيدة حرم العلامة السيدجواد الوداعي... رحيل الإنسانة «صاحبة الواجب والخصال الحميدة»

توافد المواطنون إلى مجلس عزائها من كل الطوائف والفئات...

رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني لدى تقديمه العزاء لعائلتي الوداعي والعصفور
رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني لدى تقديمه العزاء لعائلتي الوداعي والعصفور

تركت الفقيدة الحاجة بتول بنت الشيخ خلف العصفور؛ حرم العلامة السيدجواد الوداعي برحيلها إلى الرفيق الأعلى رصيداً كبيراً من محبة الناس، فالفقيدة التي رحلت إلى بارئها يوم الاثنين الماضي (10 ديسمبر/ كانون الأول 2012) عرفت بالإنسانة صاحبة الواجب والخصال الحميدة، فلا عجب أن يتوافد إلى مجلس عزائها المواطنون من كل الفئات والطوائف لمواساة عائلتي الوداعي والعصفور من شخصيات ووجهاء ومسئولين ومن عامة الناس، فقد كانت للفقيدة مكانة في الوسط الاجتماعي لما عُرف عنها قربها من الناس طيلة حياتها.

والفقيدة هي ابنة العلامة المرحوم الشيخ خلف العصفور وشقيقة كل من الشيخين أحمد وعبدالحسين وزوجة العلامة السيدجواد الوداعي ووالدة السيدسعيد الوداعي، عاشت مع زوجها مذ كان يطلب العلم في العراق 25 عاماً، وأنجبت له بنتاً و9 من الذكور، ويصفها حفيدها السيدمحمود الوداعي بقوله: «ذات قلب طاهر مليء بالإيمان، فكانت الجدة والأم الحنون حتى على غير أبنائها، ولها مكانة في المجتمع لأنها صاحبة واجب وخصال حميدة يرحمها الله».

وطوال أيام العزاء الثلاثة، وكما هو المعهود عن أهل البحرين، كان الناس يلتقون بمحبة ويتبادلون التعزية ويطمئنون على أحوال بعضهم البعض، وفي هذا يصف ابن أخيها محافظ الشمالية علي بن الشيخ عبدالحسين خلف العصفور بالقول: «كانت العمة رحمها الله محبة للجميع، وتعلمنا منها الكثير من الصفات الجميلة بإنسانية رائعة فأحبها كل من عرفها، وكم كنا في حزن على فقدها لكننا شعرنا بمحبة الناس لها وكذلك شعرنا بقوة العلاقة بين أبناء الطائفتين الكريمتين وبين المقيمين في هذه البلاد الطيبة... تلك العلاقة التي لا تؤثر فيها المنغصات أو يضعفها الزمن فكلنا أسرة واحدة».

ونقلاً عن ابنة خالتها الملاية زهراء سيدحسين، فإن المرحومة لم تكن تتخلف يوماً عن حضور المجالس في جميع المناسبات في الأحزان والأفراح، وتتواصل مع الناس، فعلى سبيل المثال، في إحدى المرات، وأثناء ذهابها إلى مجلس للتعزية، صدمتها سيارة ما سبب لها إصابة استلزمت إجراء عملية، إلا أنها استعانت بأبنائها وأحفادها لإيصالها إلى المجلس لتقديم واجب العزاء ما يدل على حرصها الشديد على التواجد والتواصل.

وكتبت ابنتها أفراح السيدسعيد الوداعي فقرة عبرت فيها عن حزنها لفقد جدتها قالت فيها: «أماه أم سيدسعيد أيتها البتول بنت الشيخ زوج الشيخ أخت الشيخ أم الشيخ... يا صاحبة الخصال الحميدة... ماذا عساي أن أقول في فاجعة رحيلك؟ تعجز الكلمات أن توفيك حقك فقد أفجعنا رحيلك وباتت دارك خالية... أيتها الحنونة يا من كان لسانها لا يلهج إلا بالدعاء لنا بالتوفيق في كل لحظة... يا من كان حنانك يغطي الكبير والصغير... كل من عرفك يشهد لك بالحنان والكرم والعطف الكبير... أنا لفقدك لمحزونون وباتت دارك موحشة يا ابنة الشيخ... وداعاً أماه إلى عفو الله ورضوانه».

وسطرت حروف خديجة السيدجواد الوداعي هذه الكلمات: «عندما تفقد حبيباً... عندما يرحل... عندما تدرك أنك لن تراه مرة أخرى... عندما تبكيه بدموع هاطلات... عندما يحترق قلبك ألماً... عندها تقف مع نفسك لتعلم أنه قضاء الله وقدره ولا راد لقضاء الله وأن كل نفس ذائقة الموت... عندها تقف لتتذكر مآثر ذلك الفقيد... خالتي، زوجة أبي هي التي فقدتها، لكنها ما كانت أبداً زوجة أب كما هو متعارف في علاقة زوجة الأب بأبناء زوجها... كانت مثالاً للمرأة الحانية الهادئة... كانت قمة في العطاء، فكم كانت كلماتها بلسماً يداوي ما في النفس من أسى... هكذا كنت أراها أنموذجاً للصلاح والتقوى والإيمان... كنت أرى فيها مربية فاضلة تخرج من مدرستها خيرة الأبناء... فرحمك الله يا خير الأمهات وأسكنك فسيح جناته»، وعنها كتبت سعاد السيدجواد الوداعي: «عشت معها في بيت واحد معظم عمري... لم نعرفها كزوجة أب أبداً... إنها امرأة جليلة بحق تستحق ذرف الدموع وانفطار القلوب، لكن عزاءنا الوحيد أننا نراها في جنات الخلود فقد وفدت على رب كريم».

وربما ألهبت حفيدتها سوسن الوداعي المشاعر بنصها الذي عبرت فيه باختصار عن مكانة الراحلة: «جدتي صارت ذكرى أبكيها... طيبتها... كرمها... إيمانها... حنانها... صلاتها... دعاؤها... حكاياتها... وأدق التفاصيل أكثرها إيلاماً... ولا أجد سوى يقيني بنعيمها الآن سلوى ألقاها... أماه... امتحاناتي اقتربت... فكيف أقضيها بلا دعائك... ومن أبشر أولاً بدرجاتي».

العدد 3752 - الجمعة 14 ديسمبر 2012م الموافق 30 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 12:06 م

      لا عجب

      هؤلاء هم ابناء الشيخ خلف فلا عجب

    • زائر 12 | 5:27 ص

      داركليب تعزي الوداعي والعصفور

      تتقدم أهالي داركليب بخالص العزاء والمواساة لـ سيد جواد الوداعي والشيخ أحمد بن خلف العصفور بوفاة بنت الشيخ خلف العصفور، تغمدها بوافر جنانه العليا مع أخوانها وأبيها و أهلها. الفاتحة.

    • زائر 11 | 4:42 ص

      طلب.. نشر صور للتشييع

      أرجو أن يتم نشر صور التشييع لبنت العلامة الشيخ خلف العصفور، وشكراً لكم

    • زائر 10 | 4:41 ص

      إلى جنان الخلد يا أم السعيد...

      سعيدةٌ هي الأم التي أنجبت فروعاً تظلل البحرين بأفيائها الطاهرة، تلك التي يشمُّ أريجها البعيد قبل القريب.. فلا غرو أن يزدلف لتشييعها وعزائها المحبون من خارج البحرين قبل أهل البحرين الذين عرفوها أماً عظيمة.. كيف لا وهي أم الشمس والأقمار التسعة؟
      رحلتِ عن الدنيا ولكن ذكراكِ ستبقى خالدة
      المحب.. أبو حسن

    • زائر 9 | 3:01 ص

      الله يرحمها ويصبر أهلها

      الله يرحم الفقيدة السعيدة ويسكنها فسيح جناته ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
      إنا لله وإنا إليه راجعون

    • زائر 8 | 2:50 ص

      لم تمت

      لم تمت.. من تعدت تربيتها لأبنائها لتصل لأحفادها وكل المحيطين بها،، فخرجت منهم العالم والدكتور والمربي والخطيب والسباقين للعمل الإجتماعي والخيري والثقافي.. لم تمت وأينما حل أبناؤها كانت لهم بصمة وأينما تواجدوا كانوا أصحاب خير..

    • زائر 5 | 2:02 ص

      أبو قاسم

      لم نعرفها و لكن
      من عرف العلامة السيد جواد عرف أن وراء كل عظيم امرأة
      و من عرف السيد سعيد واخوته عرف الحجر الذي تربى فيه
      و من لم يعرف هذه الأسرة المباركة من قبل فقد عرفها بفقدك
      رحمك الله و عرّف بيننا وبينك في مستقر رحمته يا أم السادة الكرام
      يا ابنت العلماء و زوجة العلماء و أم و مربية العلماء
      الفاتحة لروحها والمؤمنين

    • زائر 4 | 1:35 ص

      وقهر عباده بالموت والفناء

      الله يرحمها ويسكنها فسيح جناته .. فعلا كانت انموذجا طيبا .. كانت مثال للمراءة الصالحه المقتديه في حياتها وسترها بالزهراء سلام الله عليها .. رحمك الله ياام سيد سعيد الوداعي

    • زائر 3 | 1:19 ص

      هنيئا لكم هذه الام والجدة والخالة

      لان صفاتها وخصالها هي : ... طيبتها... كرمها... إيمانها... حنانها... صلاتها... دعاؤها... حكاياتها... ولانها البتول بنت الشيخ زوج الشيخ أخت الشيخ أم الشيخ... و صاحبة الخصال الحميدة...

    • زائر 2 | 12:24 ص

      خالتي العزيزة

      رحمك الله وأسكنك فسيح جناته فقد عشتي للخير وحنانك على أبنائك وخرجتي من الدنيا بكل هدوء رحمك الله وصبر أعمامي وأبنائك على فقدك.
      الفاتحة

    • زائر 1 | 11:49 م

      كلمة حق

      رحمها الله برحمتة الواسعه وافسح لها جناته انا لله وانا اليه راجعون تعازينا الى اسرتها الكريمه ومحبيها جميعاً

اقرأ ايضاً