العدد 3750 - الأربعاء 12 ديسمبر 2012م الموافق 28 محرم 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

العدل أساس الملك

«أهم أمر في القيادة المثالية هو أن تبادر بالقيام بالفعل حتى يسهل على الآخرين تطبيقه» بهذه الكلمات يعبر رئيس الأوروجواي خوسيه موخيكا عن تبرعه بـ 90 في المئة من راتبه لصالح الأعمال الخيرية، وهو ما جعله يحصد لقب «أفقر رئيس في العالم وأكثرهم سخاء»، فالرجل لا يملك حسابات مصرفية ولا ديوناً.

المبلغ الذي يتركه لنفسه يكفيه ليعيش حياة كريمة، وبحسب حديث له أجراه مع إحدى الصحف الفرنسية «يجب أن يكفيه... وخاصة أن العديد من أفراد شعبه يعيشون بأقل من ذلك بكثير»، رجل بهذه العقلية يحكم بلاده بهذه الطريقة... كان لابد من أن يكون مؤشر منظمة الشفافية العالمية في صالحه، فمعدل الفساد في الأوروجواي انخفض بشكل كبير خلال ولايته للبلاد، إذ يحتل المرتبة الثانية في قائمة الدول الأقل فساداً في أميركا اللاتينية.

في مصر نعيش على وقع الشعارات، أينما ذهبت تجد «العدل أساس الملك»، وغيرها من المقولات حتى باتت شعارات نراها ونحفظها... من دون حتى أن نسأل عن معانيها.

التاريخ الإسلامي مليء بمن هم أعدل وأفضل من «خوسيه موخيكا»، وصلت في عهده الدولة إلى أرقى حال، فاطمأن الحاكم وسعدت الرعية، وهذا ما دفع رسول كسرى إلى قول قولته الشهيرة عندما رأى الفاروق عمر بن الخطاب (رض): «حَكَمت... فعَدلت... فأمِنت... فنِمت... يا عمر». فيا أمة أمرها الله بإقامة العدل... لا تضيعوا العدل، قال حسن القصار - رحمه الله -: كنت أحلب الغنمَ في خلافة عمر، فمررت براعٍ وفي غنمه نحو من ثلاثين ذئباً حسبتهم كلاباً، ولم أكن رأيتُ الذئابَ من قبل، فقلت: يا راعي، ما ترجو بكل هذه الكلاب؟ فقال: يا بُني، إنها ليست كلاباً، وإنما هي ذئاب، يا بُني، إذا صلح الرأس، فليس على الجسد بأس.

أحمد مصطفى الغر


الدير وانتشار الكلاب الضالة

من المنطقة الجديدة المحاذية للمطار وبالتحديد شمال شرق مرورا بالجامع الغربي، حيث تنتشر الكلاب الضالة وتتكاثر بشكلٍ سريع وتنتشر في ربوع هذه المنطقة، وتعيث فيها الوساخة والخراب وتبعث فيها الروائح النتنة.

عند بزوغ الفجر ورفع الأذان تتجمع فلول الكلاب وتزحف نحو البيوت المأهولة وتقوم بتمزيق أكياس القمامة التي وُضعت بجانب البيوت وتفريغها من محتواها وإخراج خباياها، وترك باقي الفضلات والفتات متناثرة أمام المنازل وفي وسط الشوارع والطرقات فضلا عن المنظر المقزز للزبالة وهي متناثرة والصوت النشاز للنبيح.

عمال البلدية عندما يأتوا لتأدية واجبهم يصبحوا في دهشة، ولا يستطيعوا حمل أكياس القمامة ووضعها في الشاحنة المخصصة لذلك لأنها ممزقة وكل الذي بداخلها تناثر هنا وهناك، وإذا ما قاموا للعمل وانتشال الأكياس قاموا على مضض وامتعاض.

وفي الوقت ذاته تكون الكلاب مصدر تهديد مباشر للأهالي ومنهم الأطفال أيضا ومرتادو الجامع الغربي وخاصة عند الفجر حيث يتم الانتشار المرعب! ما حدا ببعض المصلين ترك الجامع مكرها والتوجه لمسجد آخر خوفا وابتعادا عن مساوئ الكلاب.

نرجو من الجهات المختصة التوجه لحل هذه المشكلة التي أصبحت اجتماعية، وتهدد المجتمع وتدخل الخوف والهلع في قلوبهم، ناهيك عما تجره من أمراض وأوبئة وروائح لا تستطع النفس تقبلها جراء إطلاقهم بحرية تامة يسرحون في أوساط مجتمعنا.

مصطفى الخوخي


بقايا صداقة مهشمة

غرقت في بقايا هموم فتات صديقة سوء مازال منثوراً هنا وهناك في ساحة منزلها المذنب الكئيب.

فقط بقايا حياة منتثرة هنا وهناك... معطف قديم مهمل فوق كرسي صدئ... وطاولة دائرية بيضاء ملوثة بالقاذورات والغبار... تقبع فوقها علب من عصير البرتقال تحوم فوقها الدواب... حوض كبير فيه بقايا ماء قد لوثتها طحالب خضراء.

وكأنما المنزل جسد كانت تسكنه روح في ما مضى فمزقها السراب من أطرافه العاصية المذنبة.

نوافذ المنزل يكسوها غبار وبقع مجهولة جعلت من النوافذ الزجاجية لوحة ألوان بلا معنى.

تسكنه امرأة خاوية... شعرها أبيض منكوش وملابسها قديمة... تقوقعت وسط كرسي طويل... كانت الرائحة النتنة تنبعث من جميع أرجاء المكان... وكان الكرسي ممزقاً من بين جميع أطرافه والقطط التي قد شاركتها السكن مزقت بقايا الكرسي القذر.

سقف المنزل كان من نصيب حشرة العنكبوت... فقد نسجت بين جميع زواياه قبيلة من مساكنها متشابكة ومتفرعة... وغرفتها خاوية إلا من كرسي نتن وتلفاز قديم بلا ألوان ولا صورة واضحة.

تصارعت مع القطة على بقايا طعام العشاء... مدت يدها والعروق قد جف الدم والروح منها فتدفقا وتصارعا مع جلدها الممزق للخروج إلى أين... لا يعلمون شيئا... فقط كانت عروقها تحاول وبكل صراع الهروب من جسدها الغريب.

أصابعها ترتجف بهدوء حتمي وأظافرها ملوثة سوداء.

انقضت القطة عليها تصارعها على الطعام... وأورمت يدها بجروح سطحية أدمتها وأغرقت ثوبها الأبيض القديم ببقع من الدم تطفو فوقه.

كانت تخفي في يدها اليسرى شيئاً دسته تحت ثوبها والكرسي... وكأنها لا تريد أن يكتشف فحواه أي أحد... وما كان ألا بقايا صورة قديمة مطوية وممزقة أطرافها... وأخيرا قررت الاستسلام وسحبت الصورة من تحتها بهدوء صامت، وفتحت طياتها بحذر شديد حتى لا تتمزق بقايا الصورة المهشمة.

لم يكن هنالك إلا فتاتان متعانقتان تبتسمان في صفو وسرور في الصورة... ومازالت يدها الأخرى تقطر دماً فوق ردائها الأبيض... ثم رفعت سبابتها الملوثة بالدم ووضعتها فوق وجه الفتاة الممتلئة السمراء.

تعود الحياة مجددا في هذا المنزل مباركة ميمونة... صفاء الحياة يتراقص في أرجائه... طاولة دائرية من البلاستك بيضاء اللون فوقها وضعت بعناية فائقة قطعة خام أبيض مزركشة بورود صغيرة حمراء براقة ويجاورها كرسي أسود صغير ألقي فوقه معطف أبيض ثمين ابتاعته نوال منذ بضعة أسابيع من باريس وكان لا بد لها أن تتفاخر لصديقتها إحسان... وكانت علب من عصير البرتقال المفضل لدى الصديقتين فوق الطاولة.

نوال وإحسان يتراشقان بالمياه داخل حوض الاستحمام المنعش.

اهتزت الصورة وشوشت... ففقدت ألوانها وبريقها فغدت سوداء باهتة بلا صوت.

صديقتها المقربة منها... تخطف زوجها وتجعله متيمًا بيها... وكان شرط زواجها من زوج صاحبتها أن يطلق صديقتها الوفية نوال ويقطع عنها سبل الراحة والرغد.

فقد بكت نوال سنين عدة... وهي التي قد نالت من العزة والزهو الكثير.

وما كانت صديقتها إحسان إلا أن تضمر لها الحقد والحسد... فما كانت تبذله نوال لها لم يكن ليرضي طمعها وجشعها... فقررت أن تمد يدها هذه المرة لتسرق زوج صديقتها من دون إذن... ولم يكن هذا يشفي غليلها بل كان رمي نوال في الوحل هو الذي يرضيها ويشفع لحقدها.

حواء الأزداني


اعتراف قافيتي

ها أنا قد بدأت تواً بالاعتراف

وقد تلجلج لساني بالارتجاف

وأناملي تتوق نحوك بالانحراف

تلامس كفاك ممسكة بالحواف

واشتاقت عيناي نحوك بالانجراف

هامسة بدون أن تكل أو تخاف

بجرأة همست على نحو الخلاف

أولا تعلم لأجلك كتبت تلك القواف

هل ترغب في سماع المزيد

هناك في ذكرى الألم العتيد

حيث بدأت أداعب أصلك العنيد

واكسر حاجز الصمت الفريد

وأغزو قلبك تحدياً وأتقرب للوريد

وصولات عشقاً وقصصاً وأيام عيد

واكتب فيك تفاخراً كل أبيات القصيد

وكان هناك حفل ورقص ومطر ورعيد

أولا تعلم لأجلك قد ذاب هذا الحديد

قد اسودت ربيع أيامي فلبيت

وطغى الجفاف بأحلامي فارويت

وتساقطت أوراق الأماقي فاجتنيت

وعقمت ثمار ريعي فتحريت

وتلاطمت أمواج كلأي فأسريت

وتزلزلت أركان قواعدي فاسعيت

وتزاحمت كومات الجليد فأجليت

فصولي باتت متشابهة فأسميت

أولا تعلم لأجلك قد همت وارثيت

في مولدك الفريد قد أعددت لنا السهرة

والمدعوون أنا وأنت وليل وسماؤنا المقمرة

وفستان أبيض وثوب وحلتك المسفرة

ورقص على شاطئ وشفاهي المحمرة

وأرغب كالعادة سماع أحاديثك المسكرة

وأردد لك تعابير الحب ومعانيها المكررة

وكعكة الحفل وقطع بطعم الشوكولاته المرة

أولا تعلم لأجلك تمنيت الحياة ألف ألف مرة

لن أوفيك حقك مهما كانت تلك الصوائح

قد طغى شعر العشق فوق كل الصبائح

وتسامرنا أخيراً وبت بحبي الطائش سائح

وتفاءلنا بالأحضان وقبلات وطيب روائح

وتفاخرت بي عنوة والغيت دمعي الفاضح

وكل أمانيي في كنفك غدوت بها غير نازح

مباحة روحي لك ولن تكون يوماً معي نائح

أولا تعلم لأجلك تغنيت وتلفظت الشعر الفاصح

كل عام وأنت حبيبي

السيدة

العدد 3750 - الأربعاء 12 ديسمبر 2012م الموافق 28 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً