العدد 3750 - الأربعاء 12 ديسمبر 2012م الموافق 28 محرم 1434هـ

خبير «السكلر» العالمي يرفع تقريره التقييمي للخدمات الصحية للوزير الأسبوع المقبل

نسبة انتشار المرض في البحرين متساوية مع انتشاره في جامايكا

المؤتمر الصحافي للخبير العالمي بمرض «السكلر» جراهام سيرجنت أمس
المؤتمر الصحافي للخبير العالمي بمرض «السكلر» جراهام سيرجنت أمس

أكد الخبير العالمي بمرض «السكلر»، جراهام سيرجنت، أنه سيرفع تقريراً بشأن زيارته للمراكز الصحية ومجمع السلمانية الطبي فيما يتعلق بالخدمات الطبية لمرضى «السكلر» خلال الأسبوع المقبل، والتي على إثرها سيصدر وزير الصحة، صادق الشهابي، توصياته.

وأوضح سيرجنت خلال مؤتمر صحافي عقد أمس بمبنى الوزارة أنه زار مجمع السلمانية الطبي والمراكز الصحية خلال زيارته للبحرين والتي استمرت لمدة 4 أيام، مبيناً بأنه عاش في جامايكا لسنوات طويلة تعرف من خلالها على مرض «السكلر» وعلاجه، ليصدر بذلك مؤلفات أصبحت تدرَّس في الجامعات.

وأشار سيرجنت إلى أن زيارته للبحرين تعد الرابعة، إذ إنه زارها سابقاً وقدم بعض النصائح لرفع مستوى الخدمات المقدمة للمرضى، مبيناً أن المرض منتشر في جامايكا، ويسمى بمرض فقر الدم المنجلي الإفريقي، في حين يطلق عليه بـ «فقر الدم المنجلي الأسيوي» بالنسبة لباقي البلدان، وهي البحرين والمملكة العربية السعودية والهند.

وذكر سيرجنت أن النوع الأسيوي ليس غريباً عنه، مشيراً إلى أن المرض عبارة أن شكل كريات الدم الحمراء يكون منجلياً، مما يمنع وصول الدم لبعض الخلايا، ليؤثر على الأغشية المحيطة بهذه الخلايا، والتي قد تسبب في بعض الأحيان جلطة دماغية أو عطل في بعض أعضاء الجسم.

وأكد سيرجنت أن كريات الدم في جسم الإنسان الطبيعي تتغير كل 120 يوماً، في الوقت الذي تتغير فيه الكريات في جسم مريض «السكلر» كل 10 أيام، مبيناً أن ذلك قد يؤدي إلى زيادة الضغط على نخاع العظام.

وتحدث سيرجنت عن الفرق بين مريض «السكلر» في جامايكا والمريض في البحرين، مبيناً أن ألم مريض «السكلر» يكون في شدته من عمر 15 عاماً حتى 25 عاماً، وقد يدخل المريض المستشفى بسبب الألم مرة كل سنتين، في حين إن الأعراض تخف تدريجياً ما بين عمر 25 إلى 30 عاماً، في الوقت الذي لا يتذكر فيه المريض متى أدخل فيه المستشفى عندما يتراوح عمره ما بين 40 إلى 50 عاماً.

وذكر سيرجنت أن مريض «السكلر» في جامايكا يعاني من الألم بسبب البرد والرطوبة والحالة النفسية وممارسة بعض التمارين الرياضية، مؤكداً أن عدد المصابين بالمرض فيها بلغ 4 آلاف مصاب، وهي نفس نسبة الإصابة في البحرين، والتي سجلتها إحصائيات وزارة الصحة، مبيناً أن في جامايكا يدخل ما بين 10 إلى 15 مريضاً من 4 آلاف مريض إلى المستشفى، وهذه النسبة فقط هي التي تحتاج إلى المهدئات والمسكنات، مبيناً أن في البحرين بالرغم من نفس عدد الإصابة بالمرض مقارنة بجامايكا، إلا أن هناك اعتماداً كبيراً من قبِل المرضى على المهدئات والمسكنات، إذ إن أغلب من زارهم أثناء جولته في المستشفى كانوا قد وصلوا لمرحلة الاعتمادية على الأدوية المسكنة.

وأوضح سيرجنت أن خلال زيارته لقسم الطوارئ والحوادث بمجمع السلمانية الطبي لاحظ أن من 200 إلى 250 يلجئون للمستشفى، وكل يوم يحتاج 120 منهم إلى إدخالهم للمستشفى بسبب الألم وإعطائهم المسكنات، مبيناً أن في جامايكا يتم إعطاء المسكنات عن طريق الفم مع مغادرة المستشفى في نفس اليوم، وليس إبر المورفين، إذ إنه طوال تواجد في جامايكا لم يكن العلاج بالمورفين.

ولفت سيرجنت إلى أن المشكلة قد تكون في اختلاف طبيعة المرض أو في اختلاف المريض، مشيراً إلى أنه وجد أن عدد المصابين من الأطفال بالمرض المتواجدين في قسم الأطفال بمستشفى السلمانية 4 من أصل 22 سريراً، إضافة إلى أن هناك عناية واهتماماً بين الطبيب وأهل الطفل المريض، منوهاً إلى أنه في عمر معين ينتقل الطفل إلى أطباء آخرين وهي الفترة التي قد تزيد فيه عدد النوبات بسبب النمو الجسدي والنفسي؛ فقد يحتاج المريض إلى عناية أكثر، إضافة إلى أن بعض المرضى يلجئون للمستشفى فقط عند الشعور بالألم، مما قد يعرضهم للخطر.

وأكد سيرجنت أن الحل يكمن في تقليل الاعتماد على المسكنات لدى المرضى الذين يعانون حالياً من الاعتماد الكلي على هذه المسكنات، مع تجنيب الأطفال ومن لم يصلوا إلى مرحلة الاعتماد على هذه المسكنات الوصول لهذه المرحلة.

وأوضح سيرجنت أن من خلال زيارته تبين له أن البحرين تملك إمكانيات وخدمات أفضل من جامايكا والبرازيل ولندن، مبيناً أن هناك نقصاً في الكادر، وهذا ما تشهده جميع مستشفيات العالم، إلا أن النقص الموجود في الكادر هو الكادر المتخصص في «السكلر» والمتفرغ للمرضى.

وفي رد سيرجنت على ما يتعلق بعدد وفيات «السكلر» التي شهدتها البحرين، أكد أن جميع البشر معرضين للموت، مؤكداً أن العمر الافتراضي لمريض «السكلر» يكون أقل بعشرين عاماً مقارنة بالإنسان السليم، مبيناً أن العمر الافتراضي للإنسان السليم في جامايكا يبلغ 70 عاماً، إلا أنه تم تسجيل وفيات لمرضى تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 30 عاماً.

وأوضح سيرجنت أنه لا يستطيع توجيه اللوم لوزارة الصحة البحرينية، إذ إنه لابد من تشريح الجثث لمعرفة سبب الوفاة، مبيناً أن في جامايكا عند موت الطفل المصاب بالمرض 95 في المئة من أولياء الأمور يوافقون على إجراء التشريح؛ وذلك لتجنب وقوع حالة وفاة ثانية لطفل أخر مصاب بالمرض.

من جهتها، أكدت رئيسة مركز أمراض الدم الوراثية، شيخة العريض، أن وفاة 45 حالة هذا العام تشكل 1 في المئة من 4 آلاف مريض مسجلين لدى وزارة الصحة، مبينة أن عدد الوفيات إذا تم مقارنتها بعدد المسجلين لدى الجمعية البحرينية لرعاية مرضى «السكلر» تشكل 2 في المئة، مبينة أن عدد وفيات مرضى «السكلر» تشكل 2.5 في المئة من نسبة الوفيات مجملاً.

وأما فيما يتعلق بزيادة نسبة الوفيات هذا العام، أوضحت العريض أن الزيادة غير مقبولة، إلا أن الوزارة لا يمكن أن تعرف سبب الزيادة دون أن يتم تشريح جثة المريض، إذ إنه لابد دراسة كل حالة لمعرفة سبب الوفاة.

وذكرت العريض أن البحرين قطعت شوطاً في مجال الخدمات الصحية المقدمة لمرضى «السكلر»، إذ إن في البحرين لا توجد وفيات مرضى سكلر للأطفال، وذلك بسبب مشروع فحص الطفل منذ ولادته لمعرفة إصابته بأمراض الدم الوراثية، في الوقت الذي سجلت في بعض المناطق أطفال يموتون في عمرهم الأول بسبب المرض.

وأعلنت العريض عن إطلاق برنامج تنسيق بين مجمع السلمانية الطبي والمراكز الصحية لمرضى فقر الدم المنجلي، والذي سيتم إطلاقه خلال الشهر المقبل.

من جهتها، ذكرت نائبة منسق الرعاية الصحية لمرضى «السكلر»، هيام سعيد، أن مرض «السكلر» حسب الإحصائيات احتل المرتبة التاسعة فيما يتعلق بأسباب الوفاة في البحرين، في الوقت الذي شكلت فيه باقي الأمراض كالقلب والذبحة الصدرية والسرطان المراتب الأولى.

ومن جانبها، أكدت رئيسة دائرة الأمراض الباطنية، جميلة السلمان، أن المورفين من بروتوكول العلاج، إلا أن عدم تعاون بعض المرضى كان سبباً في اعتمادهم عليه، مشيرة إلى أنه يتم استخدام مسكنات عن طريق الفم لبعض المرضى، والتي أبدت فعاليتها بالنسبة للعديد، في الوقت الذي يصر فيه البعض على أخذ أبر المورفين.

من جهته، أكد منسق رعاية صحية لمرضى «السكلر»، علي درويش، أنه في العام 2010 تم إجراء استبيان على شريحة مكونة من 30 مصاباً بالمرض، نصفهم من النساء والآخر من الرجال، ووجد أن 85 في المئة منهم عاطلين عن العمل أو مفصولين، و85 في المئة منهم غير متزوجين، و80 في المئة دخلهم الشهري أقل من 100 دينار، و75 في المئة منهم يعاني من مشاكل أسرية.

وتحدثت أيضاً رئيسة مركز إبراهيم خليل إبراهيم كانو الصحي الاجتماعي، منى المحمود، عن مرض «السكلر»، وكيف أن البعض أصبح يعتمد بشكل كلي على المسكنات والمهدئات.

العدد 3750 - الأربعاء 12 ديسمبر 2012م الموافق 28 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 3:45 ص

      من المسئول

      في احدى الدول العربية عندما أدخلت المستشفى بسبب نوبة سكلر حادة رفض الطبيب إعطائي جرعة مورفين او اي مسكن آخر قوي وقام بمنادة مدير المستشفى الذي جاء يحمل تعميم من وزير الصحة بعدم صرف مثل هذه الأدوية لأنها وبحسب قوله تسبب الإدمان ...فسؤالي موجه لوزراتنا من الذي عود المرضى هنا على هذه الأدوية فلما اصبحوا لا يستغنون عنها اتهمتوهم بالادمان ..عجبي

    • زائر 5 | 2:31 ص

      الألم القاتل

      يعني بذمتكم اذا مااستخدموا مسكنات يخلون الألم اللي مايحتمل يقتلهم ؟!! وأساسا مريض السكلر مناعته الطبيعية ضعيفة

    • زائر 4 | 2:31 ص

      الألم القاتل

      يعني بذمتكم اذا مااستخدموا مسكنات يخلون الألم اللي مايحتمل يقتلهم ؟!! وأساسا مريض السكلر مناعته الطبيعية ضعيفة

    • زائر 3 | 2:14 ص

      بالنسبه للي يزورون المستشفى عند الألم بس وخطورته عليهم

      دكاترتنه المحترمين ماعندهم شي اسمه فحص دوري لمرضى السكلر سواء في العيادات او المراكز الصحية الا للي على طول في المستشفى لا والفحص بس (cbc) وال(hb) وبس صرار اوك لاتيون مره ثانية

    • زائر 2 | 2:08 ص

      ومن مسؤول عن تنفيذ البروتوكول

      لا تحطون السالفه على المريض اذا الغلط من الطاقم من زملاؤه وممرضين انه قادتني جلطة في الرئة والسبب الإهمال حتى أني كنت في الجناح مدة يومين ونص محوليني من الطوارئ ولا حد من الممرضات ولا الدكاتره يكشف والممرضات ماعندهم الا يحطون ابر المهدئ في السيلان مع العلم أني مادري شيدور حولي ويوم يو أمي وزوجي لاحظو أني مادري بشي والممرضة تحط المهدئ لي وعقب ماسوو فوضى في المستشفى يه دكتور وفحص واكتشفو ان الأكسجين في دمي شارف على الانتهاء واني في بداية غيبوبه فنقلوني العناية وبدلو دمي بالكامل والله ستر

    • زائر 1 | 12:11 ص

      سؤال ومن يجاوب عليه

      من هوا السبب في اعتماد مريض السكلر على المورفين المهدئات ،هل المريض نفسه ؟او جهل فى لبرتكول المعمول به ؟ انتون الي عودتونهم على هذا الدواء انتون الي ماتابعون حالاتهم بشكل مستمر

اقرأ ايضاً