حسنا فعل مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة اليد باعتماد ورصد مكافآت مالية لمباريات الدرجة الأولى للموسم الحالي، بالإضافة إلى مكافآت أخرى للفرق الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى في مسابقة الدوري والذي من شأنه رفع مستوى المنافسة بين الفرق.
المبالغ المالية الموضوعة وإن كانت بسيطة جدا جدا بالمقارنة مع ما كان يقدم خلال رعاية بيت التمويل الخليجي للدوري قبل مواسم، إلا أنه الطريق الصحيح في الاهتمام باللعبة من خلال الدعم المادي المستمر الذي يقدمه الاتحاد للأندية المنضوية تحت مظلته، والذي يعد مشابها بشكل كبير لوجود الرعاية التي كنا نتمناها للمسابقة.
بعد حصول اتحاد الطائرة على موافقة بتلكو لرعاية مسابقاته والمنتخبات الوطنية، جاء الرصد الأخير لاتحاد اليد بمثابة إعلان وجود، وخصوصا أنه الاتحاد الوحيد من بين الألعاب الجماعية الذي لم تظفر برعاية احدى الشركات، فما كان له إلا أن يتخذ هذا القرار الذي كان مفترضا على جميع الاتحاد قبل حصولها على الرعاية، لأننا كنا نعاني سابقا من مسابقات تلعب فقط لمجرد الفوز بميدالية ملونة.
هذا التطور من خلال رصد المكافآت المالية، يجب أن يواجه بتعامل صحيح من جانب الأندية، حتى تحصل المسابقة ويحصل الاتحاد على الهدف الذي من خلاله قام باتخاذ قرار كهذا، وربما يتوجب على الاتحاد ذاته أن يعمل من خلال سلطته وقنواته الخاصة على ضمان أن تأخذ هذه المكافآت طريقها لتقديم الفائدة للفريق الذي يلعب في مسابقته، أقصد من كلامي هذا أن الاتحاد يجب أن يضع شروطا على الموارد التي سيتم من خلالها استخدام هذه المكافآت، ذلك أن بعض الأندية تقوم بالسحب من الميزانيات المخصصة للعبة اليد، من أجل صرفها على بقية الألعاب التي يحتضنها النادي، الأمر الذي يرجعنا للدائرة الأولى، مع أن الألعاب الأخرى لها ميزانيتها الخاصة أيضا.
لا ننكر أن الأندية تواجه ظروفا قاسية في طريقة استخدام الميزانية الضعيفة التي تخصصها المؤسسة العامة لكل ناد من أنديتنا، لكن هناك من الأشخاص داخل الأندية يساهمون أيضا في زيادة المتاعب وتراكم الديون، فمثلا ناد يلعب في الدرجة الأولى بلعبة كرة اليد يحصل على ميزانية قدرها 24 ألف دينار بحريني قيمة تواجده في مصاف الدرجة الأولى، إضافة إلى قيمة انتقال لاعبيه لسنوات للأندية الأخرى، لا يعرف كيف يوزع هذه الميزانية، وخصوصا إذا ما عرفنا أن اللعبة لا تحظى بمشاركة اللاعب المحترف الذي «يشفط» كل الأموال، أين تذهب إذا هذه الميزانية، إذا ما عرفنا أن الكثير من اللاعبين يشتكون عدم تقديرهم وعدم وجود رواتب أو مخصصات شهرية لهم، هذا الحديث بالطبع قبل اعتماد المكافآت، فيا ترى كيف سيكون صرف هذه المكافآت؟
ربما على الاتحاد أن يتدخل في طريقة صرف هذه المكافآت إذا وجب ذلك، ولعل اعتماد صرفها كاملة أو غالبيتها كمكافآت للاعبين، مع علمنا بأن معظم اللاعبين يمارسون اللعبة من دون مقابل، ونحن في عصر الاحتراف والمال، سيكون طريقا للسير بالأندية للدخول في تعلم المبادئ الأولى للإدارة المحترفة، كما ان الاتحاد قادر على اعتماد صرف هذه المكافآت مباشرة بعد كل دور من أجل بث المنافسة والتحدي أكثر للأدوار التالية.
أتمنى من قلبي أن تنفق أنديتنا هذه المكافآت بشكلها الصحيح وبعيدا عن إعارتها للألعاب الأخرى، كما هي الدعوة للألعاب الأخرى، كل ذلك من أجل أن تسعى كل لعبة في كل ناد لتحفيز نفسها والاعتماد على ذاتها في المنافسة على ألقاب الموسم المختلفة، وإلا فإن لعبة ككرة القدم ستسحب البساط والميزانية دائما مهما كان مستوى الفريق فيها.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3749 - الثلثاء 11 ديسمبر 2012م الموافق 27 محرم 1434هـ