في إحدى دورات مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف، وبعد الاستماع إلى تقرير السير نايجل رودلي المقرر الخاص بمناهضة التعذيب في التسعينيات، عن دولة البحرين (قبل أن تتحول إلى مملكة البحرين)، والذي تجاوزت صفحاته، صفحات تقرير الصين التي يتجاوز سكانها المليار نسمة، سألني صديقٌ في حركة حقوق الإنسان ببراءة: «صديقي، بالتأكيد فإن البحرين بحجم الهند، وإلا ما كان تقريرها بهذا الحجم»، رددت عليه محرجاً: «لا، ليست بحجم الهند، بل أقل منها»، فرد علي جازماً: «بالتأكيد ليست أصغر من باكستان». وحتى لا يستمر النقاش بهذه الوتيرة دون طائل، وافقته على قوله!
لكنني بذلك وقعت في حرج آخر، وهو أنه طلب مني أن أريه البحرين على الخريطة، وللأسف لم يكن بالإمكان تبينها على الخريطة المتوفرة حينها. أقول ذلك ليس استصغارا لبلدي، ولكن خجلاً من أن سمعة بلدي ارتبطت بأمور يخجل المرء من نسبتها لبلده، أي بأعلى نسبة من ضحايا القتل خارج القانون وضحايا التعذيب، والجرحى، والمعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، وأكبر نسبة من النساء والأطفال من الضحايا، قياساً إلى عدد السكان، بل حتى بالأرقام المطلقة للضحايا. أما التضخيم الثاني الذي لا يتناسب مع مساحة البحرين وسكانها فهو التركيبة السياسية لإدارة البلاد.
هل سمعتم عن بلد لا تتجاوز مساحته 725 كيلومترا مربعا وسكانه 1.2 مليون، أقل من نصفهم مواطنون، يقسّم إلى خمس محافظات، ولكل محافظة محافظٌ يتبعه العشرات من الموظفين، يتبع وزارة الداخلية، وبلدية بها عشرات الموظفين تتبع وزارة البلديات، ومجلس بلدي منتخب، وتتداخل صلاحيات المحافظة والبلدية والمجلس البلدي، بحيث أن هناك صراعاً على تحديد مسئولية من في المشاريع، وصلاحية من في التراخيص ويتبع من البيوت الآيلة للسقوط، والنظافة، وإصلاح الشوارع مما يحتاج إلى الرجوع إلى هيئة الافتاء ومجلس الوزراء.
بالله عليكم، الكويت وسكانها 3 ملايين، ومساحتها 20 مرة مساحة البحرين، وثروتها مئة مرة قياساً بالبحرين، ولديها مجلس بلدي واحد من 15 عضواً منتخباً وكفى.
أما إذا أتينا للوزارات فهي ذات هيكلية مشابهة بل تتجاوز الوزارات الفيدرالية بالولايات المتحدة الأميركية. فهناك الوزير ثم مجموعة من الوكلاء ومجموعة أكبر من الوكلاء المساعدين، أما المديرون العامون والمديرون فحدّث ولا حرج بل ان مركز البحرين للدراسات والبحوث (المحلول) وكنت باحثاً فيه ضمن 70 باحثاً وموظفاً، فكان مركباً على شاكلة الوزارات. وكذلك الأمر بالنسبة للشركات الحكومية، التي يفترض فيها الكفاءة، فمثلاً طيران الخليج التي لا يتجاوز حجمها طيران العربية في الشارقة، بها الرئيس التنفيذي وعدد من نوابه وما يقارب 20 مديراً عاماً.
نستطيع الاستطراد في تفصيل تجليات هذه الظاهرة المرضية. هناك عدة أسباب لذلك لا مجال لذكرها الآن، لكن من أهمها ذاك الذي يدغدغ مشاعر أهل البحرين وهم في معاناتهم السياسية والاقتصادية، بأن البحرين كانت متميزةً دائماً وكيان أزلي، ولذلك رفض الحكم انضمامها لاتحاد إمارات الخليج الذي اقترح في العام 1969 ضمن ترتيبات الانسحاب البريطاني، بإصرارها على أن تكون لديها الرئاسة والعاصمة باعتبارها الأهم، وأن يكون مجلس النواب بالانتخاب المباشر وليس بالتوافق كمرحلة انتقالية، لأن لديها العدد الأكبر من السكان، ولم يكن ذلك نابعاً أصلاً من إيمان بالديمقراطية أو بحقوق المواطن. وهكذا ضاعت فرصة تاريخية لتشكيل كيان خليجي كبير كان يمكن له أن يغيّر مسار الأحداث في الخليج وإن نسبياً.
ومع تقدم الآخرين في الخليج اقتصادياً واجتماعياً على الأقل ومراوحتنا، يجري النفخ دائماً بروح العظمة والتميز والريادة، بدون تواضع أو موضوعية.
ليس مطلوباً منا ألا نفخر بأنفسنا، ولكن أن يتحوّل ذلك إلى تضخيم لأجهزة الدولة، وشطحات في تصورنا لأنفسنا، فذلك مرض لا شفاء منه. ولنتفحص أين بتنا وأين أصبح الآخرون؟ وكيف تقدّموا ونحن مازلنا نراوح مكاننا؟
إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"العدد 3749 - الثلثاء 11 ديسمبر 2012م الموافق 27 محرم 1434هـ
ويش فيك يازائر 14
حولق يعتي قال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أفهمت يا فهيم والله فشلتنه انت مو هو!!
كله فساد إداري
الهيئات الحكومية الكثيرة على الفاضي ومؤسسات الرقابة ومؤسسات لا حصر لها وكلها مصابة بالتخمة في عدد المسئولين.
بل حتى مجلسي النواب والشورى بهما مئات الموظفين على الخيبة ولا أنسى أيضا وووو
أما إذا جئنا لمحل الحاجة، فسترى أن المدرسين والممرضين والأطباء وهيئات التعليم وموظفي القطاع العام الذين يحتاجهم الناس فتراهم في نقص مستمر.
وكله بسبب الفساد الإداري المستشري في البلد
سنابسيون
حتى تقرير بسيوني حجمه مو هين هذا وهو ما كتب الا ربع اللي صار لأن الناس كانت تخاف تقول وش صار ليها ومو الكل راح وتكلم عن الانتهاكات اللي صارت له كبيره يالبحرين في الانتهاكات
هذه أعراض للمرض الحقيقي
كلامكم ممتاز دكتور ولكنه تاخر كثيرا بعد ان كشف الازمة أن كل ما قيل و يقال على كثرة الصدق فيه ما هو إلا واجهه و أن الحقيقة موجودة في نفس محركي هذه الازمة
منجزات بلادي كبيرة لكن ..
المنجزات في بلادي كبيرة لا تحصى ولصغر حجمها فقد استعاضت الحكومة غسل الشوارع بالدم بدل الماء. وبدل صيد الاسماك من البحر الذي يحيط بنا أصبحنا في شحة منه وتفتق عقل الحكومة في انشاء أحواض لأستزراع الاسماك مؤخراً والخير والان هناك مشروع قوي ومبتكر ورائد في البحرين ولآول مرة سيعرفه التاريخ وهو . رخصة تعمل الكترونيا لعملية ترشيد التناسل البشري فلا يتم ذلك الا برخصة من الحكومة أولا ولن يلحق الطفل بوالديه ان لم يحمل ترخيص مسبق من السلطة. اركب قطارك هزلت والله !
المصلي
دكتورنا العزيز أنا كنت في سفر لبلد عربي عزيز وكنت راكب سيارة اجره فوجه السائق لي بعض الأسئلة بعد ما عرفته اني خليجي وبالتحديد من البحرين ومن ضمن الأسئلة والتي وجهها لي ذلك السائق هل انت من الطائفة الشيعية فقلت له نعم قال ما قصتكم مع السلطة صحيح أن السلطة تمارس عليكم اقصاء لدرجة منعكم من العمل في السلك العسكري فو الله العلي القدير احرجت من هذا السؤال ولكني بادرته بالجواب بنعم فحولق في حينها وقال أنا لله وأنا اليه راجعون اولهذه الدرجة وحينها قال لي على وطنكم السلام فلن يكتب له الأستقرار بعد اليوم
حوقل
حوقل يا حبيبي حوقل مو حولق فشلتنا
كما ان بعض الناس يلمع نجمهم في الخير هناك من يلمع نجمه في الشرّ ايضا
الظهور لا يختصر في الامور المحمودة فكثير من الناس تراه متميز الظهور ولكن في الامور السيئة وامور الشرّ
لذلك لا غرابة في ان تتسنم البحرين مكانة عالية في انتهاك حقوق الانسان وكل اناء بالذي فيه ينضح
نعم البحرين كبيرة بحصولها على اكبر قدر من التوصيات من المنظمات الدولية
ليش لا لقد حصدت البحرين اكبر توصيات في تاريخ المنظمات الحقوقية وهذا يعد انجازا للحكومة ليش تنكروا ذلك.
البلد يحجم انجازاته وبحجم انتهاكاته ايضا فبلد مثل البحرين يستطيع ان ينتهك هكذا عدد من الانتهاك هو ايضا يعتبر انجاز
ليش عيل زغلان
ليش زعلت الحين يوم سمعت بالانحاد الخليجي .
صح النوم
إسمعني زين واسكت عن الاتحاد الخليجي لأن العراق تطل على الخليج وبكرة يقولون يبون يدشون معانا ونتورط. فاسكت أحسن ولا تنبش الأمور
عجيب
هل سمعتم عن بلد لا تتجاوز مساحته 725 كيلومترا مربعا وسكانه 1.2 مليون أقل من نصفهم مواطنون،
منهم 83 الف اسره يستلمون معونة الغلاء ال 50 دينار مضروب في 5 افراد متوسط اعدادها يعني يساوي 415 الف مواطن فقير
فيها الأسرة الحاكمة من 230 سنة تحكم وتملك ولأزال معظم اهلها فقراء
اكتشف نفطها 1932 ولا زال شعبها صغير وفقير
التعليم فيها من زمان لكن لأزالت طائفية وعشائرية ومذهبية وعرقية يعني تعليم على الورق وليس في القلوب والعقول
فيها 32 الف متقاعد معظمهم فقراء
انه الغرور والتكبر والتباهي الفاضي
ليش ما يعتبر التقدم في خرق حقوق الانسان تقدم؟
شعب البحرين حصد التقديرات والجوائز العالمية رغم صغر البحرين وهم حكومة البحرين تبوأت مكانة كبيرة في العالم بل وربما تكون الاولى ولكن في انتهاك حقوق الانسان. ألا يعد هذا انجازا كبيرا للحكومة
مقال رائع
مقال جميل جدا ابومنصور ، يعطيك الف عافية
لو حصل الاتحاد في ذلك الوقت لكنا بخير الآن
لو حصل الإتحاد لكان حلنا حال أخوتنا في الإمارات وقطر ... على الأقل بتكون رواتبنا عاليه ومرضيه ولحصلنا على الإمتيازات التي يحصلون عليها الآن مثلا "سرعة الحصول على بيوت الإسكان وهي واسعه ومريحه ، الكهرباء والماء مجاني ... وغيرها من مخصصات وإمتيازات كثيره لا يسع الوقت لذكرها ومواطنيهم واقعا مرتاحون منها .
كبير يالعكري وصغار هم من ي........
تمنياتنا لك بالتوفيق
اصبت
نسأن الله التوفيق لكم دكتورنا العزيز فأنتم اصحاب فكر حر وبصيره على الدولة ان تستفيد منها