تمر الرياضة المحلية بمرحلة تغيرات كبيرة في العقد الأخير انعكست على معظم الأندية البحرينية سواء أرادت أم لا بفعل التغيرات الشاملة التي تفرضها الطبيعة البشرية في التغيير للأفضل.
وأصبحت ميزانيات الأندية المحلية جميعها على المحك في ظل زيادة المتطلبات بشكل مطرد مقابل ضعف المردود الذي تقدمه البطولات المحلية وعدم القدرة الفعلية على تسويقها لأسباب عدة ليست مرتبطة بالأندية أو الاتحادات بشكل مباشر، وإنما هي مرتبطة ببنية الاقتصاد الريعي المعتمد على مداخيل النفط بشكل مباشر.
مثل هذه البنية الاقتصادية وفي ظل محدودية القدرة الاقتصادية لبلد بحجم البحرين فمن الصعب الاقتداء بنماذج أوروبية أو أميركية في التسويق الرياضي ولا بد من الاقتداء بالنماذج المحلية الناجحة لتحقيق مداخيل اضافية قادرة على تلبية المتطلبات.
هذه النماذج المحلية مبنية بالأساس على الاستثمار في أملاك خاصة للنادي ولن يكون ذلك طبعا من دون دعم الدولة ومؤسساتها الرياضية الرسمية.
فالأندية لا مجال أمامها للبقاء والمنافسة سوى من خلال الدخول في عالم الاستثمار بما يمكنها من تأمين المتطلبات المتزايدة وتحقيق رغبات لاعبيها.
ويعتبر ناديا المحرق والمنامة قدوة في هذا المجال فقد كانا السباقين للنجاح في عالم الاستثمار وهو ما انعكس على ميزانية الناديين ومازالا أيضا في مرحلة البحث عن استثمارات جديدة تزيد من المداخيل.
ولا يمكن أن تتم العملية الاستثمارية من دون دعم الجهات الرسمية المعنية بتخصيص الأراضي أو باصدار الترخيصات اللازمة ومن دون معاملة خاصة لهذه الأندية لا يمكنها أن تنجح استثماريا.
ومردود الاستثمار ليس للأندية فقط وإنما للدولة التي يمكن في حال أسهمت بالفعل في تحقيق مشاريع استثمارية حقيقية للأندية من أن تتخلص مستقبلا من تكلفة الدعم الذي تقدمه لهذه الأندية ما سيخفف من الضغوط المالية المفروضة عليها.
الاستثمار هو حل واقعي بالتأكيد سيرتقي بمستوى الرياضة المحلية وسيسمح للأندية بتطوير منشآتها بشكل كبير وكذلك بتطوير المستوى الفني لفرقها وسيخلصها من الاتكال الكامل على الدعم الحكومي الذي بات لا يغطي إلا جزءا يسيرا من مصروفات الأندية.
ما نحتاجه هو عمل جماعي كبير يؤمن للأندية المحلية استثمارات حقيقية بدل ترك الأمر للاجتهادات الفردية لكل ناد، في الوقت الذي لا يمكن لأندية كبيرة من أن تستمثر لكون مواقع أنديتها لا تسمح بأي عملية استثمارية في حين أن أندية أخرى مثل الأهلي والنجمة مازالت تعاني لاستثمار أراضي متاحة وفي مواقع مميزة لاعتبارات عدة وتعقيدات كثيرة.
الاستثمار بات ضرورة عصرية ومن دونه لن تتمكن الأندية المحلية من البقاء لأنه باختصار لا مداخيل أخرى للأندية غير الدعم الحكومي في ظل غياب التسويق الرياضي ومداخيل النقل التلفزيوني، فالاستثمار ضمانة للحاضر والمستقبل.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3748 - الإثنين 10 ديسمبر 2012م الموافق 26 محرم 1434هـ
أرجو أن نفرق
أرجو أن نفرق بين الاستثمار التجاري المشروع وفق الضوابط الشرعية والقانونية والاستثمارات الأخرى الوهمية...