بإصدار مركز عيسى الثقافي لمعجم المؤلفين البحرينيين، يعيد البحرينيون إحياء تقليد ثقافي عريق يمتد على الأقل إلى القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي، عندما كتب الشيخ سليمان بن عبدالله الماحوزي البحراني (ت 1121 هـ/ 1709م) المعروف بالمحقق البحراني كتابه «الفهرست»، استجابةً لرسالة بعث بها الميرزا عبدالله أفندي الأصفهاني (ت 1130 هـ/ 1718م). صاحب «رياض العلماء» يسأله فيها عن علماء البحرين، فيجيبه الشيخ الماحوزي برسالةٍ مختصرةٍ ستكون أول مصنّف رجالي عن علماء البحرين. وهي التي ستعرف بـ «فهرست علماء البحرين»، لتتلاحق بعدها تجارب التدوين والفهرسة لعلماء الدين (مؤلفي ذلك العصر والصفوة المتعلمة) وأبرز مصنفاتهم.
ولعل أبرزها تجربة الفقيه الأكبر الشيخ يوسف بن أحمد البحراني (ت 1186هـ/ 1772م) الذي وضع مصنفه الرجالي المهم «لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العين»، وسيأتي بعد الشيخ يوسف؛ الشيخ علي البلادي البحراني (ت 1340هـ) بعد نحو قرن ونصف القرن ليضع كتاب «أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين»، من أجل استكمال هذه المهمة التاريخية المهمة في توثيق تراجم رجال العلم البحرينيين.
قيمة هذه المصنفات ليست في أنها أرّخت للشخصيات الفكرية والعلمية فحسب، بل حفظت أسماء الكتب والمصنفات التي وضعها هؤلاء العلماء، وهي مسألةٌ يدرك أهميتها الفائقة المشتغلون في حقل الدراسات التاريخية وتحقيق التراث.
كانت سعادتي كبيرة بصدور هذا المعجم الذي كنت أترقبه، وخصوصاً لما نعرفه من همة معدّ المعجم منصور محمد سرحان الذي رفد المكتبة البحرينية بإصداراتٍ متميّزةٍ، وسدّ نقصاً في جوانب كانت مغفلة في المكتبة البحرينية، وعُدّ بهذا واحداً من أبرز مؤرّخي الحركة الثقافية في البحرين.
فاجأتني منذ الوهلة الأولى الفخامة التي ظهر بها المعجم، ورق مصقول وملون وغلاف باذخ، وأنا دائماً ما أتشكك في كتب تغالي في فخامتها، وخصوصاً إذا ما كانت لها صبغة معجمية، ويعتريني حيالها شك مسبق يطال مصداقيتها، فالمعاجم يجب أن تكون ذات وقار وحشمة أكاديمية تتناسب مع جديتها المفترضة في معاجم كهذه. تصفحت المعجم ولاحظت إغفاله لعدد كبير من المؤلفين والمؤلفات البحرينية.
المعجم حسبما أوضح معده منصور محمد سرحان، اعتمد آليات توثيق تقوم على سرد مؤهلات المؤلفين، ومجال توجهاتهم الكتابية، وسير حياتهم، وما حصدوه من جوائز وأوسمة وتكريم، مع ذكر مؤلفاتهم وفق تسلسل صدورها الزمني، حيث بلغ عدد المؤلفين 315 شخصية بحرينية. كما بلغ عدد عناوين الكتب التي ضمها المعجم زهاء ألفي عنوان غطت مواضيع وحقولاً معرفية مختلفة، بهدف إطلاع الأجيال الحالية والقادمة على المعلومات والبيانات عن كل مؤلف، ولإبراز دور البحرين الريادي في الإنتاج المعرفي، وتشجيعاً لهم على الإبداع الثقافي والفكري على جميع الأصعدة.
وقد خلا المعجم من عدد كبير من الكتاب والمؤلفين منهم على سبيل المثال: علي فخرو، عبدالهادي خلف، عباس ميرزا المرشد، عبدالشهيد الثور، هشام الشهابي وغسان الشهابي، ومحمود الغريفي وأحمد الغريفي (ت 1985) والشيخ فاضل الزاكي وأحمد الإسكافي (ت 1985) وإبراهيم كمال الدين وسعيد الشهابي والشيخ سعيد النوري والشيخ عبدالهادي المخوضر، والشيخ محمد صنقور، والشيخ محمد عيسى المكباس، وبشير زين العابدين، والشيخ محمد جواد الشهابي والشيخ جعفر الشاخوري والشيخ ميثم السلمان. ومحمد السيد، وأبا ذر الحلواجي، والقاص محمد المؤذن وقاسم حسين وحسين محمد حسين وجواد عبدالوهاب والشيخ حسن الغسرة وسعيد هاشم وعبدالزهراء المولاني والشيخ ماجد العويناتي والشيخ محمد سند وكريم رضي ويوسف البنخليل والشيخ عبدالشهيد الستراوي وآخرون كثر.
ومن المؤلفات النساء غابت في المعجم أسماء العديد منهن، كـ : أنيسة أحمد خليل المنصور وباسمة القصاب وفوزية الجيب وفاطمة التيتون وخولة مطر وسوسن الشاعر ووضحى المسجن وهناء مرهون وأخريات، في حين طفح المعجم بأسماء مؤلفات اشتهرن بكتب الطبخ!
الغريب أن المعجم جاء وليد عمل جماعي شاركت فيه باحثتان إضافةً إلى المعد هما (شريف محمد الفيحاني وفتحية أحمد الزامل) ما يعني وجود خطة عمل، وتوزيع للأدوار، وعملية فرز أسماء المصنفين البحرينيين مهمة لا تبدو مستحيلة بالنسبة لسرحان الذي ندرك حجم إحاطته ومعرفته الشخصية بغالبية المؤلفين البحرينيين التي تضم مكتبة الشيخ عيسى الثقافي إصداراتهم!
والذي أراه، أن المعجم لو اكتفى بحصر المؤلفين في المجالات والعلوم المختلفة مستبعداً الشعراء لكان أحرى، فالشعر حري بأن يكون له معجم بحريني خاص به، أولاً لكثرة عدد الشعراء، ثانياً لضرورةٍ منهجيةٍ تقتضيها جودة العمل وتركيزه، وثالثاً لوجود تجارب بحرينية مهمة في هذا المجال: لعل أبرزها تجربة علوي الهاشمي في «شعراء البحرين المعاصرين» والشيخ محمد عيسى المكباس في «موسوعة شعراء البحرين»، (4 أجزاء)، وبالإمكان البناء عليها واستكمالها في إطار مشروع معجمي شامل يحصي الشعراء الشباب ويغطي فترة أطول.
أعتقد أن صدور معجم المؤلفين البحرينيين يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، ومهما قيل عن نواقص تعتريه فإن إيجابيات صدوره أكبر بكثير من النواقص التي ظهر بها. فالمعجم يمثل بذرةً يمكن البناء عليها وتطويرها في الطبعات اللاحقة، وما قام به منصور سرحان يعتبر مبادرةً جميلةً تؤسس لمشروع ثقافي سيقدر له البقاء والنمو عبر سلسلة إضافات وتعديلات وتحسين للشروط، وصولاً لمعجم يعكس مستوى الثراء الثقافي والعمق المعرفي في مملكة البحرين.
إقرأ أيضا لـ "وسام السبع"العدد 3748 - الإثنين 10 ديسمبر 2012م الموافق 26 محرم 1434هـ
الكثير من المؤلفين لم تذكر أسمائهم
عباس الجمري
الشيخ حسين الجمري
نادر المتروك
الشيخ محمود العالي
الشيخ صالح الجمري
......إلخ
وغيرهم الكثير الكثير
اين اكثر من عشرين مؤلف معاميري
احسنت يا كاتبنا
في المعامير يوجد اكثر من عشرين شخص لهم كتب لم يذكر الا واحد فقط
ومنهم الشيخ محمد العريبي
وجاسم حسين ال عباس
الشيخ عباس العصفور
الشيخ حسن ال السعيد
وغيرهم من النساء والشعراء
لا اعلم
بداية يطيب لي ان اقدم شكري وامتناني لما تقوم به من عمل تشكر عليه فحقيقة اسلوبك راقي ويتناول جوانب فنية وادبية وتاريخية وتأكد ان لك متابعين كثر وان قلة التعليقات هنا
السياسة تدخل في جميع مناحي الحياة شئنا ام ابينا وحقيقة لا اعلم هل سقوط بعض الاسماء جاء سهوا او عمدا فالاوضاع السياسية في البحرين القت بضلالها على جميع مفاصل حياتنا اليومية
دنيا يابو علاء ...
تسلم وسام..
كما همشت اسماء رموز عالم الريادة في التاليف ونشر الثقافة والعلوم والادبيات السلوكية
كامثال ..
المناضل عبدالرحمن النعيمي
الاستاذ احمد حميدان
السيد ابراهيم العلوي
الاستاذ سلمان دلرباس
الاستاذة هدى المحمود
وكثيرين ....و انا ايضا ...
فنحن بمحيط همشت رموزه واعتلى من دونهم ...
لانقول الا لاحول والا قوة الا بالله العلي العظيم
ومهما يريدون اطفاء النور ..فهو متمم نوره ولو كرهوا ..
تحياتي
هل من تعقيب لمعدي الاصدار ؟
في كل مرة تحدث نواقص ما كان لها ان تحدث لشهرتها ولاحاطة القائمين بالعمل
بها
في الاصدارات السابقة سقطت أسماء وفي هذا الاصدار يحدث ويتكرر ما حدث