إن جمود السياسات وشيوع الفساد في أغلب الدول العربية، وما تشعر به قطاعات كبيرة من الشعب العربي من خيبة أمل، جراء التخبط وسوء الأداء والصراعات الحزبية في دول الربيع العربي، يجب ألا ينسينا أن المنطقة بأسرها تمر بمرحلةٍ انتقاليةٍ عابرة.
هذه المرحلة العابرة ستغيّر الكثير من الأوضاع والمعادلات. إنها كالقدر الغالب الذي لا يُقاوم. لن تعود المنطقة العربية بعد العام 2011 كما كانت من قبل. إنها مرحلةٌ تجبّ ما قبلها، وتعيد حرث الأرض وفق مقاييس جديدة غير التي كنا نعرفها خلال خمسين عاماً، «وحدة حرية اشتراكية»، إلى «عيش (خبز)، كرامة، حقوق انسان».
كثيرون وهم يرون زيادة القمع في بلدانهم فيصيبهم الخوف، وكثيرون يشاهدون اضطراب الأوضاع في دول الربيع العربي فيصيبهم اليأس، وينسى هؤلاء وأولئك أنها سنة الله في عباده، «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض... لهُدّمت صوامعُ وبِيََعٌ وصلواتٌ ومساجدُ يُذكر فيها اسمُ اللهِ كثيراً» كما يقول القرآن الكريم في سورة الحج (آية: 40)، و»لفسدت الأرض»، كما في سورة البقرة (آية: 251). هذا التدافع بين الناس، هو ما تشهده من حراك هذه الشعوب من أجل غدٍ أفضل، تحفظ به كرامتها وتنال حقوقها ولا تعود رعيةً تُقاد بالعصا كما تُقاد الأغنام.
أمام هذا الحراك التاريخي غير المسبوق، من حق كل مواطن عربي أن يسأل نفسه: أين أنا من هذا التدافع المجتمعي الخلاق؟ بدءًا من الكاتب والشاعر والصحافي، إلى الأستاذ الجامعي والعامل ورجل الدين المؤتمن على القيم والمبادئ والأخلاق. أين يقف من هذا الحراك؟ وبالتعبير الأكثر شيوعاً هذه الأيام: هل أقف مع الجانب الصحيح أم الخاطئ من التاريخ؟
كثيرون سقطوا في هذا الامتحان الأخلاقي حينما خالفوا مبادئهم وقناعاتهم وجعلوا من أنفسهم دروعاً بشريةً للظلم الاجتماعي والطبقي، ومدافعين شرسين عن سياسات التمييز والاستئثار بالسلطة والمال العام، لقاء مغانم يأخذونها. ولكلٍّ أسلحته الجاهزة للتبرير، ولكن أسوأهم من خالف ما تعلمه في الحوزة أو المعهد الديني، تغليباً لمصلحةٍ شخصيةٍ أو فئويةٍ أو قبلية، على حساب الحرية والكرامة وحقوق الانسان.
المنطقة اليوم في طور التشكّل، كما تشكّلت أوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية قبل عشرين عاماً. وقد أسفر الربيع العربي حتى الآن عن سقوط أربعة أنظمة دكتاتورية مستبدة. والمراحل الانتقالية العاصفة تطول أحياناً عشرة أو عشرين عاماً أو أكثر، وهي فتراتٌ قصيرةٌ جداً في أعمار الشعوب. المهم أن عجلة التاريخ بدأت بالدوران، وهذه هي البدايات.
أخبار مصر الحالية لا تسر، وأحوال تونس بالمثل، لكن هذه ليست هي نهاية التاريخ. والصراعات الداخلية بين الفرقاء والأحزاب في بلدان عاشت تحت الدكتاتورية لقرونِ، قد تطول سنوات، حتى تستقر السفينة على بر الأمان، أو يحاول اختطافها قرصان. والأهم أن هذه الشعوب بعد أن كسرت حاجز الخوف، أصبحت تستخفّ بأية محاولةٍ لفرض رأي واحد، أو ممارسة وصاية حزبية عليها، حتى لو كانت باسم أحزابٍ وشخصياتٍ إسلامية ذات تاريخ طويل.
كل هذا المخاض طبيعيٌ لمن درس حركة التاريخ، فالمرأة التي تحمل في بطنها جنيناً لتسعة أشهر، قد تستغرق ولادتها تسع ساعات، وقد تتعسر فتطول ليومين، فكيف ببلدانٍ تحمل في أحشائها كل هذه الحوايا من الاستبداد منذ خمسين عاماً، أن تلد طفلاً سليماً خلال عام؟
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3747 - الأحد 09 ديسمبر 2012م الموافق 25 محرم 1434هـ
و
ومن المفتراض ان نعرف كيف نحرث الارض لصالحنا
عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان
كثيرون سقطوا في هذا الامتحان الأخلاقي حينما خالفوا مبادئهم وقناعاتهم وجعلوا من أنفسهم دروعاً بشريةً للظلم الاجتماعي والطبقي، ومدافعين شرسين عن سياسات التمييز والاستئثار بالسلطة والمال العام، لقاء مغانم يأخذونها. ولكلٍّ أسلحته الجاهزة للتبرير، ولكن أسوأهم من خالف ما تعلمه في الحوزة أو المعهد الديني، تغليباً لمصلحةٍ شخصيةٍ أو فئويةٍ أو قبلية، على حساب الحرية والكرامة وحقوق الانسان.
إسلوب فرعون
كان أمام الدول العربيه التي نجحت الوقت و الفرصه لإثبات ان الإنسان العربي معطاء و أمين ويستطيع الإبداع إذا أتيحت له الفرصه... إنما مانشاهد ان الوضع أصبح أوء نتيجة نظام فرعوني قديم ..
هذا هو نظام الحكم او الاسلوب الاداري الذي كان يتبعه فرعون مع قومه الذين اوردهم النار وبئس الورد المورود
عتمة أم عبث وظلام دامس
قد لا يكون ازدياد الشكوى من زيادة البلوى والناس نيام و هيام بلا حزام الأمان. فكيف لا والناس تعبث وكأنها في حالة من الجنون المطروده من جنوسان.
فليس من الغريب ولا العجيب أن إنسان بلا أسنان لا يصعب عليه الأكل ولا الكلام . فقد يكون واهما أومنغمسا في حالة التفكير و الادمان على الضن والشك والتخيل والعزوف غير المبرر عن ما يقيه من الحر والبرد. أو ربما لم يكن دوام الحال ليس من المحال ؟
فهل أصبحت الشعوب تشكوا لتتخاصم أم تتخاصم لتشكوا من بعضها على بعضها؟
عيني منبجسة
لو سكت الجاهل مااختلف الناس..نحتاج إلى شجاعة في تغيير قناعاتنا البالية، وأفكارنا التي تحولت إلى آيات شيطانية.
صبحك الله بالخير سيد,,,,,
لقد هدمت صوامع وبيع و صلوات و مساجد و مآتم و مضايف و ,,,,,,,
خلها على الله,,,,, سيد,,,,,
التطور والتغيير من سنن الله في الخلق
جهل الانسان يجعله يحاول مقاوة التغيير وهو حاصل رغم انف الانسان مهما اوتي من قوة قد يستطيع اعاقة بعض الامور لبعض الوقت ولكنه لا يستطيع الوقوف صامدا امام سنن الله
كلام الكاتب صحيح لكن
نعم قد يتطلب هذا التغير وقت أطول .. في الماضى بلورة تشكل مجتمع بنمط جديد في كيفية اساليب الحكم قد تتخذ فترة طويلة لكن الان لم يعد هناك وقت كاف فالاحداث ضاغطة مجبرة للناس وللسلطة أياً كانت ان تتخذ القرارات وتفعيلها سريعاً والا لن تتشكل لها قناعة فسرعة ايقاع الحياة مختلف تماماً عن الماضى .. فمن يقف تدوسه عجلة المتغيرات ولن يجد له مكاناً يلتقط انفاسه .. فلا المستبد بقادر على الاستمرار ولا المسوف في ايجاد الحلول ايضا . فحاجة الشعوب ضاغطة بكل المقاييس نظرا لارتفاع نسبة الوعي في المجتمعات المعاصرة .
لا يصح الا الصحيح
كلنا يعرف انه تم اختطاف الحراك في دول الربيع العربي وتحويله الى مجرد استنساخ للانظمة السابقة تساعدهم في ذلك بعض الفضائيات المخادعة لذلك لابد ان يستمر الحراك والتدافع من اجل تحقيق الاهداف التي خرج الناس من اجلها في دول الربيع العربي الذي تحول الى خريف او حسب ماقال مسئول امني خليجي تحول الى فسيخ عربي
سنابسيون
نعلم أن الأزمة قد تأخذ وقتا لتنتهي وليس المهم كم تأخذ من الوقت المهم ما تأتي به من نتائج انظر لمصر صحيح ان ازحة مبارك لم تأخذ وقتا طويلا لكن هل مرسي استطاع أن يقنع الناس انه هو طوق النجاة للخروج منها ؟؟بالتأكيد لا وقد يأتي رئيس ثان وثالث والنتيجه واحد فالناس في عجلة من امرها للخروج من عنق الرجاجه