حدثان رياضيان مررت بهما الاسبوع الماضي جديران أن أسلط الضوء عليهما لاوضح حجم المفارقات بين واقعنا الرياضي في الاندية وواقع الرياضة في دول الجوار. وذلك من اجل إيصال رسالة مهمة للمسئولين نكررفيها طرح سؤال قديم جديد: الى متى ستظل موازنات الاندية على ما هي عليه؟

فالحدث الاول تمثل في اتصال هاتفي من قبل احد المسئولين بناد كبير يرغب في مناقشني فيما طرحته الاسبوع الماضي في مقالي، وبعد جدال قصير قال: «تصور اننا هذا الشهر اضطررنا الى طلب العون من احد الشخصيات المعروفة لصرف جزء من مرتبات المدربين المتأخرة. صراحة اذا استمر الوضع المالي على ما هو عليه حتى بداية العام المقبل من دون ان تكون هناك زيادة في موازنات الاندية، سوف نقدم استقالة جماعية، ونبتعد عن هذا العمل الذي بدأناه منذ عشرات السنين، فالوضع الحالي اصبح لا يطاق، والخوف ان تتراكم على النادي المزيد من الديون ويجرنا ذلك الوضع نحن اعضاء مجلس الادارة الى قضايا نحن في غنى عنها»

اما الامر الاخر فقد جاء عن طريق رسالة بالبريد الالكتروني وجدت فيها قمة المفارقات، وتعطينا مثلا بسيطا على معنى الدعم والرعاية والرغبة في التطور. فالرسالة تخبر عن قيام مؤسسة دوري نجوم قطر بالسحب على جوائز الجولة السابعة من بطولة الدوري مساء يوم الثلاثاء الموافق 4 ديسمبر، والجوائز مقدمة من وكيل سيارات تويوتا وهي عبارة عن 12 جائزة قيمة بينهما سيارتان جديدتان من نوع لاند كروزر.

ارجو التمعن في الحادثتين لنجد حجم المفارقات، والوقوف على اسباب انحدار مستوانا الكروي وتراجع رياضتنا واضطراب مستواها الفني والادراي ما اضطر العديد من الاداريين الى العزوف عن العمل، رغم ان شبابنا عرف عنه حبه للعمل التطوعي وميله للانخراط في مجال خدمة الاندية التي يشجعها.

اخيرا اقول إنني لست من المتشائمين، ولا ادعو من يعمل في الوسط الرياضي ويحاورني في مثل هذه القضايا الى التشاؤم او الابتعاد عن الوسط الرياضي، بل على العكس فإنني دائما ما اذكرهم بأنهم مسئولون بحمل رسالة وطنية يجب القيام بها، الا ان هذه المفارقات الكبيرة بيننا وبين الاشقاء... وايضا ما يشاهد على ارض الواقع حينما تصرف اموال طائلة على بطولات داخلية وخارجية غير جماهيرية. بينما يقتصر دعم اندية الدرجة الاولى على مبالغ زهيدة لا تغطي مصاريف لعبة رياضية. اجد نفسي مدفوعا لطرح هذه التساؤلات على المسئولين لعل الذكرى تنفع المؤمنين.