أطلت ذكرى استشهاد الشاعر البحريني سعيد العويناتي هذا العام في فترة حرجة تعاني منها البلاد كثيراً ويعاني فيها أهل البلاد أكثر، فما القصص التي نسمعها عن المعتقلين السياسيين وعن التعذيب إلا إحالات لماضٍ لم ينتهِ بل ظل مستمراً متجدداً مع اختلاف الشخوص والرموز.
سعيد العويناتي الذي قرأته في «إليك أيها الوطن إليك أيتها الحبيبة» والذي عرفته من خلال أصدقائه الذين عاصروا عذاباته وأحلامه وطموحاته وانشغالاته من خلال عملي في الصحافة، حيث أفردتُ له ملحقاً كاملاً في إحدى الصحف التي كنت أعمل بها سابقاً، وخلال هذا العمل التقيت الكثير من أصدقاء حلمه، بعضهم استمر في نضاله ضد كل ما من شأنه أن يحط من كرامة المرء وصورة الوطن، وبعضهم الآخر تراجع عن هذا الحلم وبات رقماً في معادلة هذا الهدر لكرامة الإنسان والأرض.
سعيد العويناتي الشاعر الذي شكل الفقر والمعاناة محوراً مهماً في شخصيته ونضاله وكتاباته الشعرية، فكان صوتاً شعرياً متميزاً في الحركة الشعرية الجديدة آنذاك، فهو الذي كتب عن الريف ليفتح صفحاته المطوية في ذهن الإنسان وصفحات التاريخ، وليواصل ما بدأه الشاعر يوسف حسن قبله، إذ كتب عن معاناة الفلاحين والفقراء والبسطاء من أبناء القرى من خلال الواقع الذي عاشه فأراد التمرد عليه باستخدام النضال السياسي الذي غيبه عن الشعر قبل أن تتبلور تجربته وتتنقح وتنمو في طريق النجاح.
في شعره كما في حياته وممارساته، كان العويناتي يحلم بالوطن الحر الذي يحتضن أبناءه وصلته الكلمة إلى عمق الإحساس بها فتبناها وعاشها، وكيف لا وهي التي كانت رسوله إلى الناس ورسول صوته إلى الآخر المتشبث بالقمع والظلم.
لقد اتسم شعر العويناتي بالمشاعر الفياضة وبأحاسيس الحزن الشديد، والسوداوية، فهل تراه كان يرثي نفسه قبل أن يرثيه غيره، وهو الشاعر الذي عانى النسيان والتجاهل من قبل المسئولين والنقاد إلا من عاصره في الاهتمامات النضالية، أو من السياسيين الذين مازالوا يقيمون له حفلات التأبين مقدرين إبداعه ونضاله. هل كان يعرف أن الموت سيختطفه شاباً معذباً في السجون، ولهذا كتب كل ذلك الهم من الحزن واللوعة حتى يشعر به من يقرأ نتاجه في فترات لاحقة؟
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3745 - الجمعة 07 ديسمبر 2012م الموافق 23 محرم 1434هـ
قراءة الفاتحة
الشاعر الشهيد لم التقي به ولكن سمعت عنه حين كنت طالب في الجامعة ايام السبعينات حيث قرات عنه شاعر ينتمي للتيار الوطني لذلك حبيته رحم الله شهدائنا الابرار
سعيد
في مدرسة الخميس الاعدادية عرفت سعيد العويناتي. ودرست معاه لمدة عامين. وكان فتى قرويا بسبطا حتى في ملابسه. الذي لايذكره الكثيرون عن سعيد انه كان مشاغبا في الفصل يعلق على المدرسين ويلقي بالنكات التي تثير الضحك وتعرضه لغضب المدرسين واحيانا عقابهم له. ثوب وكوت وغترة ملفوفه على رقبته ونعال. لا انسى صورة سعيد العويناتي في المرحلة الاعدادية ابدا. تصرفاته لم تكن توحي بأنه سوف يصبح مناضلا. بعد سنوات قليلة قابلته في سوق " التجار" محط الطلبة الجامعيين وكان صورة اخرى. بنطلون نيفي وشعر طويل.
الى زائر رقم 2
ليس لدينا مناضلين متاجرين بالوطن. إن من يتاجر بالوطن متآمر وليس مناضل. (محرقي/حايكي)
المصلي
هذا الشاعر كنت ممن عايشه في المدرسة والصف ايضا كان هذا الشاب رائع بخلقه يملك الحس الوطني الصادق والبحراني الأصيل بفكره وعطائه الغير محدود لوطنه وابناء شعبه كان يحلم بوطن يحتضن الجميع بدون تمييز اواقصاء كان رحمه الله تعالى أخ وصديق لكل طالب يشترك معه في الفصل بل في المدرسة فما أن يطل بقامته الوطنيه الشامخة على مجموعة من الطلبة حتى يبادلونه التحية والأحترام كان ذكيا يمتلك حافظة قوية وموهبة في الألقاء وخصوصا في الشعر الحر هذا هو سعيد فذاكرتي لن تنساه ولو نساه الناس جميعا فرحمة الله عليك ياسعيد
لن يوفي الوطن ذاكرة الرحيل
سعيد مات شامخاكنخل أوال مان حالما بنسائم الحرية
رثاء الذات
حقيقة الشاعر من الشعراء المبدعين والمجددين عرف بتواضعه وحبه للناس كان دمث الخلق وهادئ الطباع حادق الرؤى تميز بعمق انتمائه الى مجتمعه ووطنه وجسد تلك المعاني في شعره
كان بعيد في نظراته واحساسته وكان يشعر بانه ظيف عابر في هذا الحياة وذلك الاحساس جعله يسجل رثاء نفسه في قصيدته المعروفة (ازمان) قبل رحيله بوقت قصير
التقيته قبل رحيله بسويعات معدودة لا تتعدى اليوم كانت الشمس تميل الى الغروب مرسلة اشعتها من خلال سعف النخيل حيث توقف لبرهة وجيزة ولم يقل شيئا فقط سأل عن احدهم وقال سلامي الى الاخوة اني راحل
عليه الرحمة
الشهيد سعيد كان شهيد الوطن ، عاش من اجا ان يرى الوطن الحر والشعب السعيد وليس مثل اشباه المناضلين المتاجرين بالوطن
لشعب البحرين شاهد وشهيد في كل العصور
هذا الشعب له من الامجاد والباذلين للانفس والمهج الغالية في سبيل الوطن وعزته وكرامته ما يجعله وطنا خالدا ساميا على كل العصور.
ولكن اقولها هناك تقصير منا كمجتمع في حق هؤلاء الذين ضحّوا وبذلوا المهج
من اجل البحرين لتعريف الاجيال بما قدم هؤلاء واعطوا للوطن
شكرا لك ايها الكاتبة وشكرا لكل من شارك في احياء ذكرى شهداء الوطن
فلن تحيا امة من دون ان تحي ذكرى عظمائها