في الوقت الذي نحتفل فيه بالأثر الذي يحدثه المتطوعون في عالمنا، دعونا نتذكر الأماكن العديدة التي تظهر فيها الحاجة إليهم: مناطق الحرب وفصول الدراسة، والمستشفيات والمنازل، التي يحتاج فيها أولئك الذين يواجهون مشقة ما تقديم يد العون إليهم.

دعونا أيضاً نتذكر أن روح التطوّع تستوعب الجميع، بدءًا من الناشط الذي يعمل طول الوقت لصالح قضية ما، وحتى المواطن العادي الذي يعمل على التواصل وقتما تسنّى له ذلك. كل من هؤلاء يعطي المثل على روح التعاطف التي نحتاج إليها. وكلٌّ منهم يسهم إسهاماً قيّماً في بلوغ أهدافنا المشتركة.

إن نشاط التطوع، الذي لا يرتبط بوقت محدد لدى الحاجة إلى خدمة الآخرين، قد اتخذ أبعاداً جديدة في عصرنا الرقمي الحالي. إذ إن كل فرد باستطاعته استعمال شبكة الإنترنت، أو لديه هاتفٌ محمولٌ بوسعه أن يحدث تأثيراً ما.

إنني أشيد بأولئك الذي يتطوّعون كل عام لصالح مجتمعاتهم المحلية. وأشعر بامتنان خاص إزاء متطوعي الأمم المتحدة، البالغ عددهم 700 7 متطوع، الذين يساندون الجهود المبذولة من أجل الحيلولة دون نشوب النزاعات، ويساعدون المجتمعات على التعافي بعد القتال، ويروّجون للتنمية المستدامة، ويقدّمون يد العون في حالة وقوع الأزمات، وينفذون العديد من المشاريع الأخرى لتحقيق الصالح العام. إن ما يقومون به من عمل قد ساعد على النهوض بالأهداف الإنمائية للألفية، وأنا على ثقة أنهم سوف يسهمون أيضاً في إحراز تقدّمٍ في خطة التنمية لما بعد عام 2015.

إن روح التطوّع التي ترتكز على قيم التضامن والثقة المتبادلة، تسمو فوق كل الحدود الثقافية واللغوية والجغرافية. ومن خلال بذل الوقت وتقديم المهارات دون انتظار عائد مادي، ترتفع معنويات المتطوعين أنفسهم بسبب شعورهم أن لديهم هدفاً ليحققوه.

دعونا، في هذا اليوم، نجدد تصميمنا على تزويد الآخرين بالقوة والإلهام من خلال روح التطوع.