وأنت تشاهد مباراة كروية ممتعة بين النصر والأهلي والإماراتيين في دوري اتصالات للمحترفين تتخيل منظرا رائعا ويأخذك خيالك إلى أبعد مما تراه وتشاهده على الشاشة الفضية، إلى درجة أنك تتصور مشاهدة مباراة في إحدى البطولات الأوروبية، ولكن فجأة يقفز لذهنك سؤال مفاده ما الفارق بينك وبين الأشقاء ليكون لديهم ما عجزت أنت عن الوصول إليه.
الفوارق الفنية والبشرية تكاد تكون غائبة ومتلاشية بل ربما تكون الكرة البحرينية أفضل مما يمتلكونه في هذا الجانب؛ نظرا للخامات والمواهب التي تحتضنها فرقنا وأنديتنا المختلفة، بدليل ما خرج من لاعبين طوال أكثر من 3 عقود من الزمان.
إذا ما هي الفوارق التي جعلت كرتنا ومسابقاتنا ومنتخباتنا تخفق وتفشل في الاستحقاقات الخارجية وحتى الداخلية على صعيد المسابقات المحلية؟، وربما تكون الإجابة سهلة للمتابعين والعارفين ببواطن الأمور للكرة البحرينية ولو عبر الأخذ بالجوانب الظاهرة والمرئية «القشور».
هناك الكثير من السلبيات التي تجعل من كرتنا ومنتخباتنا وأنديتنا تغرق في بحرا من المشكلات والصعوبات وهي تتلخص في: عدم وجود عمل منظم ومقرون بتخطيط مستقبلي سواء على صعيد الأندية أو اتحاد الكرة الذي توافرت له الكثير من الجوانب الإيجابية وخصوصا في العقد الأخير.
تلك جزئية أولى من حلقة الفشل والتراجع التي تعيشه كرتنا، وهناك الكثير من الجزئيات التي لا تنفك تظهر كلما تقدم الزمن، فالأشقاء بدأوا يتقدمون ويتطورون في المجال الرياضي ونحن ما زلنا نراوح مكاننا وبإمكاناتنا التي بدأنا بها منذ ما يربو عن 40 عاما سواء على الصعيد اللوجستي من منشآت وبنى تحتية أو على صعيد الأفكار والعقليات التي تقود العمل الإداري.
نقطة أخرى مهمة ربما تأثرت بها الكرة البحرينية وتحديدا الأندية الوطنية وهي: غياب الدعم المالي وضعف الميزانيات وخصوصا مع غياب الجوانب الداعمة لها سواء الحكومي والاستثماري أو الاقتصادي عبر غياب السوق الإعلاني ولكل منهم دوره المؤثر في ضخ الأموال القادرة على رفع الميزانيات لأنديتنا، ومن دونهم تبقى خزائن أنديتنا خاوية على عروشها تنتظر الإعانات الموسمية من المؤسسة العامة للشباب والرياضة.
الكرة البحرينية لن تتطور أو تتقدم إلا عن طريق ضخ الدماء الجديدة في جميع ومختلف الجوانب الإدارية والفنية وصولا لتوافر المادة والبنية التحتية الجديدة القادرة على تغيير الواقع الذي نعيشه في الفترة الحالية، وعلينا أن نصحو من سباتنا فغيرنا يتقدم ونحن نراوح مكاننا وغارقون في سبات عميق.
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 3740 - الأحد 02 ديسمبر 2012م الموافق 18 محرم 1434هـ
نومة اهل الكهف
صدق المسئولين نايمين نومة أهل الكهف
اذا قعدوا من نومهم راح يعرفون معنى التغيير اللي صار