العدد 3740 - الأحد 02 ديسمبر 2012م الموافق 18 محرم 1434هـ

أنتم شعب طيب حتى السذاجة

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

«أنتم شعب طيب حتى السذاجة»... هكذا فاجأني صديقي الباحث الأوروبي والخبير بشئوننا.

وقبل أن أفيق من الصدمة أضاف من الشعر بيتاً «وأنتم تكرّرون أخطاءكم، وكل مرة بطريقةٍ أفدح من السابقة».

وأجهز بالثالثة قائلاً: «وأنتم لا تعيشون الحاضر وتتحسرون على الماضي الجميل».

كان ذلك كافياً لإشعال مناقشة حامية بيننا، وقد تدفقت الدماء الحارة في عروقي، بينما ظلّ صديقي ممسكاً بأعصابه الباردة. قلت له: كيف؟

قال لي: «ألستم دائماً تتفاخرون بأنكم شعب طيب، ويصفح عن من ارتكب الجرائم بحقه، لمجرد تطييب الخواطر؟ ألستم تنسون دروسكم المؤلمة لمجرد وعود معلقة في الهواء؟ ألستم تحنّون دائماً إلى الماضي حيث كانت السواحل على امتداد البصر والبحر مفتوح أمامكم، والنخيل تظللكم، والأراضي فسيحة من حولكم؟ لكنكم لا تسألون أنفسكم لمن ذهبت سواحلكم ومن استولى عليها ليحرمكم من البحر الفسيح. وكيف تمت مصادرة أراضيكم الفسيحة، ومن الذي أجهز على نخيلكم الباسقات وحوّلها إلى عمارات الأسمنت الصماء؟ وكيف تم تجفيف عيون مياهكم وأوقف تدفق الماء في سيبانها وقتل الأسماك في رقراقها؟

تتحسرون على أيام زمان حيث كان أهالي المحرق يصفون في شاطئ اليابور (كرباباد حالياً) أيام كنتم تتزاورون بل وتتزاوجون. يوم كانت فرق الأفراح من المحرق تزفّ عرسان القرى. يوم كانت أيام محرّم تجمع أهل البحرين دون مذاهب، وتُنذر النذور بأسماء أصحاب الطف. يوم كنتم متجاورين في صفوف الدراسة، وفي الملاعب والنوادي، وفي الأحزاب والشلل؟

تتغنّون بأيام الهيئة وأمجادها، وبرجالاتها الذين أنكروا مذاهبهم وأعلوا شأن الوطنية والهوية البحرينية.

ذهلت لمعرفته الدقيقة بأحوالنا. وواصل حديثه المتدفق: لكنكم لا تسألون أنفسكم كيف ومن أوصلكم إلى هذا الحال، حيث كل قرية أو مدينة خط أحمر على الآخر الغريب. وحيث يتم وصم بعضكم البعض بأبشع النعوت كالعمالة والخيانة، والرافضة، والصفوية والوهابية. حلّت القطيعة بينكم مكان التواصل والتراحم، وأصبحتهم تثقون بالغريب وترتابون من الشقيق.

قربتم الأجنبي وأبعدتم ابن جلدتكم، ومكّنتم الطارئين على بعضكم البعض. خيراتكم تذهب لغيركم وأنتم تستجدون صدقات الجوار... ماذا دهاكم؟

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 3740 - الأحد 02 ديسمبر 2012م الموافق 18 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 10:11 ص

      هذا احد المودج على كلام الدكتور

      يقول الطيبة الزايد غباء يجب ان تعلم من التاريخ ان لا نثق في من الخارج لانهم سبب المشاكلنا سرقة اراضي املاك الدول وسرقه السواحل والبحار البلد والفساد
      المالية والادارية حسب المصادر الرسمية جعل الفاعل مبني لمجهول وضع شماعة
      الاخطاء هو ثقتنا الزايد على الخارج اذن انتهىت المشاكل اذ بتعدنا عن ايران وانجلترا
      ستعود باذن الله جميع الاختلاسات والسرقه وكرامة وحرية الانسان المهدورة والحمد والشكر على نعمة العقل والتفكير السليم

    • زائر 36 زائر 33 | 1:30 م

      شر البلية مايضحك

      واحد من المعلقين مسوي روحه فهلوي يقول خلنا نبتعد عن إيران وانجلترا وكل الأراضي المسروقة والسواحل بترجع!!!!! لاتعليق بعد اليوم

    • زائر 32 | 7:34 ص

      السذاجه في الصمت والخنوع وليس في المطالبه بالحقوق

      السذاجه في الرد على اي امر او خطوه يطالب بها المتنفذون واصحاب السلطه "صح كلامك سيدي ، نعم سيدي ، حاضر سيدي ، طال عمرك سيدي ، علم سيدي ، ....... " / حاول تقول كلمات " لا خطأ ، إجراء خاطئ ، لا استطيع ، غير مقبول ، ........" هذا ما ارجعنا للوراء كثيرا.

    • زائر 34 زائر 32 | 10:27 ص

      شكرا على التعليق

      نعم يابن الاجاويد تعليقك في قلب الموضوع هذه المشكلة التي ذمرت البلد النفاق والمجاملة لاجل الحفاظ على المناصب والترقيات وعسى الوطن يحترق بأكمله

    • زائر 31 | 6:43 ص

      خوش مقال

      اي والله سنين مظلومين وساكتين .خذو البر والبحر والقهر خلونه نكرهه بعضنا هذي الشي الي ذابحني.

    • زائر 28 | 4:58 ص

      هناك فرق واضح في طريقة التعامل من حيث

      الإلتزام الديني متأصل في هذا الشعب وحرمة الدماء ومحافظة هذا الشعب على ان لا يتم المسّ بعرض احد او دمه الا بوجه حق ذلك جعل البعض يستغل ذلك لانه لا يقيم نفس الوزن والمعايير لدماء الابرياء هذه احد النقاط وهناك امور اخرى لا يمكن ذكرها

    • زائر 27 | 4:36 ص

      الطيبه الزايده

      الطيبه الزايد غباء وهذا الشيء صحيح وينطبق علينا 100% يجب علينا ان نتعلم من التاريخ القريب والبعيد ولا نثق باحد من الخارج لا الانجليز ولا الايرانيين فهؤلاء سبب مصائب أجدادنا وبئس ابائنا وعجزنا و لا تدعو الدور يصل الى الأبناء

    • زائر 30 زائر 27 | 6:33 ص

      كلامك صحيح

      أخيرا وجدت تعليق منطقي!

    • زائر 26 | 4:25 ص

      الحقيقة والواقع اهم من معرفة اسم صديق الدكتور

      ياخي العزيز الدكتور يتكلم عن واقع موجود فعلا ونحن من جيل الذى عاش هذا الواقع ليس مهم ان يكون بنات افكار الدكتور ام لا جميع النقاط الذي اذكرها هي
      موجود لماذ الهروب واقربها تقرير املاك الدول المسروقه والفساد المالى والاداية
      الذي يتكلم تقرير ديوان الرقابة المالية في كل عام هذا هي مشاكلنا جمعيا
      والمتضرر كافة الشعب وانتم ما شغلكم الا اسم صديق الدكتور لن يتغير
      حال البلد بهذه العقليات السقيمة

    • زائر 24 | 3:30 ص

      لمن سأل

      من يسأل عن صديقك حتى يطمئن ارد عليه ان الحقيقة كفيلة لمصداقية المقال ولو كان مؤلفا من بنات عقله

    • زائر 23 | 3:22 ص

      اسم اشخص

      الاخ بو عبدالله يطلب معرفة اسم الرجل ليكون الكلام ذي مصداقية!!! هذه جزء كبير من الطيبة!!

    • زائر 19 | 2:42 ص

      جماعة سيبويه لنصرة اللغة العربية

      يا عزيزي الكل مظلوم
      المظلوم مظلوم بطبيعة الحال وهو ظالم لنفسه إن سكت على الظلم
      الظالم أيضاً مظلوم فهو يظلم نفسه عندما يظلم الآخرين أو عندما يسكت عن من يظلمهم
      والظلم ظلمات يوم القيامة

    • زائر 18 | 2:31 ص

      خل نكون صريحين وبدون زحل ان كبار القوم وعليتهم جعلوا الشعب يصل الى هذا المستوى ؟؟؟

      الشعب والناس طيبون وملتزمون جدا جدا الى حد انهم يتناقلون بعض المقولات عبر الاجيال كأنها وحي وقرآن كريم ويطبقونها حرفيا في السياسة والدين والاجتماع مثل " قلدها عالم واطلع منها سالم " او " صير جبان وعيش لامك زمان " وهكذا كبار القوم وعليتهم ما زالوا يدحنون ويخدرون بها الشعب الطيب الى اليوم والشعب طيب جدا ويسمع كل يوم او اسبوع نحن مسالمون ومصلحون ونحب الاصلاح هذا وبعد ما حصل من حوادث الدنيا والتغييرات ربيع العربي ويدغدغون بها الشعب زيادة في امعان التدجيين والتخدير فكيف بما قبل ؟؟

    • زائر 16 | 2:23 ص

      لم يقدم حلا

      هذه الامور جميع البحرانيين يعرفونها و واعون لها و هم يسعون لحلها .. إن كانت سذاجة فهو بعدم تقديمه حلا لنا اشترك معنا فيها ... ما فائدة الوصف من دون حل ؟؟!!

    • زائر 15 | 2:20 ص

      بوعبداللة

      من هو زميلك الخفى الذى لا نعرف من هو لكى يكون الموضوع ذو مصداقية

    • زائر 14 | 2:17 ص

      هذا هو واقعنا المرّ

      سكوتنا سنين ونحن نرى الأخطاء تتراكم ونرى التفرقة العنصرية والتمييز العنصري ونرى استحواذ بعض الطوائف على المناصب وترك الفتات للشعب (يتهاوش عليه).
      نعم هكذا كان يخطط بطريقة فرّق تسد بحيث اننا بالكاد نحصل على وظيفة مغموسة بالذل والهوان بينما بعض الطوائف تتكيف في اختيار الوظائف وتتنقل من وزارة الى اخرى ومن شركة الى اخرى من وظيفة دنيا الى وظيفة اعلى منها بدرجات وبدون مؤهلات واصحاب المؤهلات يصفطون السمك ويغسلون السيارات
      وعندما حاولوا الحل اخترعوا وظائف لتسكيت الناس فقط وليس حل المشكلة

    • زائر 12 | 1:41 ص

      نعم سذاجة من يعفو عن المذنب وهو يكرر ذنبه كل يوم

      وكما يقول الحديث الشريف: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين... إلى متى سيتم لدغنا ونحن نقول لا بأس سيتأدب لاحقاً؟!

    • زائر 11 | 1:33 ص

      احنا مو ساذجين

      نحن لدينا حرمة للدماء والاسلام وضع ظوابط لحرمة الدماء لكن الاخرين احلوا دماءنا واعراضنا ومقدساتنا ولا زلنا نقول بالسلميه بس للصبر حدود

    • زائر 10 | 1:10 ص

      ستراوي مقهور

      هكذا نحن دائماً طيبون متسامحون لأنها طبيعتنا التي تربينا عليها وهي من صفات كرام الناس وليس العيب فينا ولكن العيب في من لم يفهمنا وأراد ان يبسط سيطرته على ارض هذا الوطن بغير وجه حق ولكن في نهاية الأمر سنرى من سوف تنتصر ارادته وان غدا لناضره قريب.

    • زائر 9 | 1:09 ص

      كل ما صيغ

      برأيي هو فنتازية ديمغوجيا لانه السبب معروف وواضح للبيب انه بعد فشل قيادات الاحزاب السالفة وتفككها بسبب المصالح الدونية والكل يصدح انا الاْنا وفقط والشللية المريضة وتخوين البعض للاخر دون مسوغ بدليل قاطع وجازم والادهي تخليهم عن مواقفهم وايدلوجياتهم التاريخية التى صدحوا بها شمالا ويمينا فأضحت معها لاتعدوا الا جعجعات ونفثات سرعان ما كانت هباءا منثورا وفى القلب شجون

    • زائر 8 | 12:53 ص

      ماذا دهاكم؟

      انا اتفق معه سذاجتنا اوصلتنا لما نحن عليه اليوم والاستمرار في السذاجة سيهلكنا فلابد لنا من اخذ حقوقنا ليعلم العالم ان طيبتنا هي مصدر قوتنا لا تخاذلنا

    • زائر 6 | 12:34 ص

      الكل يعلم ولاكن

      أخي العزيز الكل يعلم بهذة الأمور ولاكن الناس عندنا مقسمين بين منافقين وانتهازيين وبين ناس أصحاب حق مضلومين لا احد يستجيب لصراخهم ومعاناتهم بينما صديقك واعتقد أنة أجنبي يمتلك كل الشجاعة والحيادية لطرح هذة القضايا بكل أريحية وموضوعية

    • زائر 35 زائر 6 | 12:23 م

      التوازن

      اعتقد نحن بحاجه الى هيئه وطنيه من جمعيات المعارضه الوطنيه ومن شخصيات وطنيه من الطائفتين الكريمتين على غرار الهيئه الوطنيه في الخمسينات

    • زائر 5 | 12:10 ص

      الله على ايام زمان

      ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 4 | 12:01 ص

      حلو وبعدين شنو قال؟!!

      دوختنا

    • زائر 2 | 10:34 م

      برغم

      برغم ان المقال والمقابلة مؤلفة لاكنها هي الحقيقة المرة

    • زائر 1 | 10:24 م

      تصحيح

      هو كان بيقول "حتى الغباء" بس شكله استحى منك.

اقرأ ايضاً