ما يحدث حالياً في بعض أندية كرة السلة المحلية من (حرب الانتقالات والمفاوضات) يُعتبر أمراً مُثيراً بالفعل، إذ لا نصحوا إلا على أخبار منشورة في الصحف عن مفاوضات أحد الأندية مع اللاعب الفلاني، ورد ذلك النادي عليه بطلب لاعب آخر، وأصبح السوق مشتعلاً الآن منذ أن وقَّع نادي المنامة مع لاعب الأهلي (سابقاً) محمد قربان (برونو)، إذ حركت (الفلوس) التي استلمها الأهلي البالغة 70 ألف دينار بحريني (نوط ينطح نوط) سوق الانتقالات، إذ بدأ الأهلاويون يحركون أرجل الأخطبوط نحو أكثر من نادٍ، إذ طلبوا الستراوي محمد كويد، وهنالك أخبار عن معاودة مفاوضات النويدرات بشأن علي درباس وكذلك طلب ضم الحالاوي الصاعد علي شكر الله، فيما رد سترة بطلب حسين شاكر والأهلي وافق على ذلك ورد على سترة بمعرفة عرضهم!، وبالتأكيد لن يرضى الأهلاويون بالتخلي عن صانع ألعابهم بمبلغ أقل مما تخلوا فيه عن (برونو) أو على الأقل مبلغ يُقارب له.
ولكن السؤال هنا، هل يستحق (دورينا) أو حتى رياضتنا أن تُصرف فيها مبالغ تصل لهذا الحد على لاعب أو لاعبين في أي لعبة؟!، وخصوصاً إذا ما عرفنا ان هنالك أندية محلية لاتصل ميزانيتها السنوية لمثل هذه المبالغ، بل هي أقل من ذلك بكثير، وبالتالي فإن لدينا معادلة مقلوبة بالتأكيد، وهنالك تفاوت كبير للغاية في أنديتنا، وصحيح أن التفاوت في الأندية موجود في كل دول العالم ولكن على الأقل هذه الدول فإن الأندية الصغيرة فيها ميزانيتها مناسبة نوعاً ما، والأندية الكبيرة تحصل على دعم أكبر من خلال الإعلانات والاشتراكات وأموراً أخرى مثل ما يحصل في السعودية وهي الدولة القريبة منا، وأيضاً في الكويت الميزانية موحدة لجميع الأندية وتبلغ نصف مليون دينار كويتي لكل نادٍ، وبالتالي لو كانت هنالك مبالغ كبيرة تُصرف على لاعبين أو غيره، فإن ذلك يكون متناسباً مع حجم الدعم، وليس كما يحصل لدينا.
وأيضاً يتبادر إلينا سؤال، هل الغرض من صرف مبلغ كبير مثل هذا هو الحصول على بطولة الدوري فقط؟، وهل هذه الطريقة هي فقط التي ستجلب درع الدوري؟، فأين التخطيط والعمل المنظم والاستقرار؟.
في الحقيقة ما نجده ان أغلب الأندية تفتقد لذلك، وبعض الأندية تعتقد ان المال فقط هو من سيجلب أي بطولة أو سيحقق النتائج الإيجابية، بينما نجدها في المقابل (تتفنن) في جلب المدربين وتغييرهم بدون أي تخطيط أو استقرار، وفي هدر للأموال كذلك، ولا ندري هل هذه الأندية تسعى للدخول في موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية في عدد تغيير المدربين أم هنالك سبب آخر!.
ختاماً، أعترف أنني تشعبت في العرض كثيراً، ولكن بالفعل الأمر يحتاج لذلك، والموضوع هو في الأساس متشعب ويحتاج للعديد من الأمثلة والأدلة، وأيضاً أتمنى ألا يتحسس من كلامي أي لاعب حصل على عرضاً معين وبمبالغ كبيرة، فليس (الحسد) هو الغرض من حديثي، بل لتوضيح بعض الأمور.
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 3738 - الجمعة 30 نوفمبر 2012م الموافق 16 محرم 1434هـ
الحاجة إلى التخطيط
أنا من المتابعين الجيدين لكرة السلة
إني دائما أقول ليست العبرة التنافس في تكديس النجوم، بل في كيفية توظيف الللاعبين، وهنا لا بد من وجود إداري مخطط، مدرب خبير بالدوري المحلي والخطط الحديثة، ولاعب يطبق ما يريده المدرب، وجمهور عاشق للعبة.
نادي المحرق في العام الماضي كان في قمة الموضوعية حيث صرح مدير اللعبة بأنه سيفوز في البطولة وفعلا استطاع، لأنه قرأ الواقع الميداني بموضوعية وبعيدا عن قراءات ما تمتلك الأندية الأخرى.