لننجو
نتقمص الأرواح المنبعثة من الموسيقى...
نحب لوحات بيكاسو؛ الذي وضع مكان الأنف أمنية
نرجف حين ورود خبر جديد عن نظرية التطوّر
لأنها نقطة فاصلة فيما تبقى من إيماننا
نرقص دهشين لذكائنا الخارق حين نتبعُ حدسنا
نحرّر آلامنا اليومية المميتة ونشارك بها أصدقاءنا
لنحولها إلى ضحكاتٍ مميتةٍ أيضاً
ننتظر المستقبل بقلب راجف
لتكون لحظتُنا الآن أسماء لأشياء لا نتذكرها بعد لحظات
نضحك عندما يفترض أن نبكي
ونسهو حين تلحُّ الذاكرة
نرسم أعظمَ لوحاتِنا على رمل الشاطئ
نكذبُ علينا كلّما تداعت أقنعةُ الآخرين
نلتقِطُ ما تمنحُهُ الأرضُ ثم نرميهِ مجدداً ليلتقطهُ غيرنا
لننجو:
نخدع الألم؛
نبتسمُ كثيراً
لننجو...
نُهدي أجملَ «استاتوساتنا» للا أحد!
نشتري علبة أحلام خالية ثم نحشوها بالجمر
نسمِّي الأشياءَ بالأسماءِ التي تُناسبُنا
لا بأسمائِها الواردةِ في بطاقاتِها الشخصيّة
نركضُ مع الريح الهاربةِ من كلابِ الزمن
حتى نكتشفَ أنها كانت ذاهبةً لتملأَ الفراغ
نتعجّبُ من تناقُضاتِنا
كما تتعجب الأمُّ من تصرفات ابنِها العاديةِ جداً
نحبُّ لنكرهَ لاحقاً
ثم لننجو:
نُسرِّح أفكارنا إلى الخلفِ دائماً؛
نترقبُ شيئاً لن يجيءَ أبداً إلا في خيالاتِنا
وكمروحة هوائية على الأرض... نوزِّعُ ابتساماتنا.
العدد 3738 - الجمعة 30 نوفمبر 2012م الموافق 16 محرم 1434هـ