تطرح مجلة «القافلة» الصادرة عن أرامكو السعودية في عددها لشهري نوفمبر - ديسمبر 2012م قضية باتت تؤرق المراقبين في الأرصاد الجوية وتثير قلق الإنسان في الجزيرة العربية، ألا وهي الزلازل. فصعوبة توقع مواعيدها، وقدرتها على نشر الدمار بسرعة تفوق الكوارث الطبيعية الأخرى جعلتها أكثر الكوارث إثارة لقلق الإنسان أينما كان. وكانت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية قد نظمت بداية العام الجاري الملتقى الخليجي السابع في جدة لتقيم المخاطر الزلزالية في المنطقة العربية ولمناقشة المخاطر الجيولوجية ومدى تأثيرها على البنى التحتية والمنشآت وما يجب عمله إزاءها، وذلك من خلال استعراض الورقة التي أعدها كل من: الجيولوجي عبدالرحمن كنكار ومدير عام المركز الوطني للزلازل والبراكين هاني زهران ورئيس اللجنة المنظمة للملتقة أحمد العطاس وفيها ما يبقي القلق ضمن حدود معقولة.

ويطالع القارئ في العدد تقريراً علمياً عمّا يعرف في صناعة البترول بالحقول الذكية، ويشرح المهندس سعيد آل مبارك في تقريره العلمي كيفية تنفيذ عملية وضع مجسات إلكترونية في مكامن البترول حتى تساهم في تدفق المعلومات ومد إدارة الكمائن بالبيانات الآنية والغزيرة عن كل ما يتعلق بالآبار البترولية.

كما يحفل العدد في زاوية الاقتصاد بدراسة عن المدن الصناعية في المملكة، أعدها الباحث الاقتصادي عبدالرزاق الشيخ. وتتقصى الدراسة تجربة السعودية في هذا المجال، حيث يبلغ عدد المدن الصناعية 14 مدينة تضم 1800 مصنعاً تتجاوز استثماراتها 600 مليار ريال. فيما يخصص باب العلوم والبيئة صفحاته للعناصر الأرضية النادرة، إذ يجد القارئ خلفية متكاملة عن هذه العناصر الفلزية أعدها المهندس أمجد قاسم، يوضح فيها دورها في صناعة الأجهزة الحديثة كالهواتف الذكية وشاشات التلفزيون المسطحة والكثير من الصناعات الإلكترونية الحديثة.

ومن إضاءات المجلة الخاطفة في باب زاد العلوم يجد القارئ ثلاثة مقتطفات أولها عن برنامج يساعد على العثور على الحجاج المفقودين أثناء أداء فريضة الحج في المشاعر المقدسة، وثانيها عن أثر التلفزيون الثلاثي الأبعاد على الصحة ومخاطره على السلامة الشخصية، وثالثها عن فوائد فاكهة البرتقال للقلب والشرايين. ويعرض باب «الحياة اليومية موضوعين: الأول عن الأحذية وبالأخص نعال الأحذية، أو ما يسمى باللغة الإنجليزية (الآوت سول) للكاتب حسام صلاح الدين الذي يسلط الضوء على النعل وصناعته في موضوع ثري وكتابة بانورامية متنقلة ولطيفة. والموضوع الثاني يتطرق إلى أمراض الشتاء وينصب الطرح على التعريف بها وبأعراضها ومسبباتها والحث على الوقاية منها بالطرق المجربة طبياً. ويوسع القارئ آفاقه مع الباحث في الفيزياء والفلك من جامعة أوسلا في السويد مازن عبدالعزيز عن الكون، حيث يحاول الكشف عن حقائق مجهولة فيه تتعلق بأعداد النجوم وأحجامها وأبعادها وطبيعة مكوناتها والكواكب والأقمار التي تحويها. أما في واحة الثقافة والأدب نأنس بقراءة في أوجه إبداع الأديب الروائي والقاص المصري محمود الطهطاوي، ونبحر في عالمه الذي يتداخل فيها البعد الواقعي مع الميثلوجي والفنتازي غائصاً في التجربة الإنسانية عبر كتابة ذات أساليب متعددة تكشف تمكنه اللغوي وتسبر عمق مداركه المعرفية. يستعرض الكاتب علاء الدين رمضان عدداً من رواياته مثل «بئر العسل» وغيرها.

والمادة الثانية التي نطالعها في واحة الأدب والثقافة من خلال زاوية «ديوان الأمس ديوان اليوم» قراءة يقدمها الشاعر حسين الجفال في الجانب الإبداعي الشعري للشاعرة والسينمائية الإماراتية نجوم الغانم. إذ يقف الكاتب على أهم خصائص شعرها ويستدل بمقولاتها ونظرتها في الشعر والسينما ويختمها بمختارات من قصائدها.

وتتطرق واحة الثقافة والأدب إلى الإعلام الجديد من خلال موضوع بعنوان «القصة الإخبارية في زمن تويتر»، يستعرض فيه الكاتب جهاد صعيليك عضو الجمعية الأميركية لتقدم العلوم عدداً من الجوانب التطبيقية المختلفة لتأثيرات تويتر في صياغة شكل الإعلام الجديد للقصة الإخبارية. ثم يستريح القارئ في واحة الشعر مع الكاتب عماد علي بوخمسين يستعرض فيها حضور الذئب في الشعر العربي، ويتنقل بوخمسين بين القوافي والمعاني والقصص التي ورد فيها ذكر الذئب في مرواحة أدبية لطيفة.