العدد 3738 - الجمعة 30 نوفمبر 2012م الموافق 16 محرم 1434هـ

قاسم: المشكلة السياسية في البحرين سببها الظلم السياسي وتهميش الشعب...والقطان: الشائعات جريمة ضد الوطن وصاحبها خائن

الشيخ عيسى قاسم - الشيخ عدنان القطان
الشيخ عيسى قاسم - الشيخ عدنان القطان

قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم: «إن المشكلة السياسية في البحرين سببها الظلم السياسي، وتهميش الشعب»، واصفاً الواقع في الساحة العربية بأنه «واقع سيئ مخوف، منذر بتفجراتٍ خطيرة. واقع يعيش حالة الانقسامات المتعددة والتفتت الاجتماعي».

واعتبر قاسم، في خطبته يوم أمس الجمعة (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012)، أن «العلاقات الشعبية في البحرين برغم الواقع التعددي، هي من أهدأ وأفضل العلاقات التي تعيشها شعوب الأمة في داخل كلٍ منها، رغم المحاولات الحثيثة التي يدأب عليها الإعلام المرئي والمسموع والمقروء بدفع سياسي، وتصر عليها أعمدة مُخصَّصة في صحف يوميَّة على الأخذ بهذا الشعب في اتجاه الانقسام الحاد وحالة الاحتراب التي لا ترحم».

وتحدث قاسم في خطبته عن نقاط عدة تتعلق بالوضع السياسي في البحرين. وأشار في إحدى النقاط إلى أن «الرموز المنتسبون للحراك الشعبيّ من جمعيَّات سياسيَّة وأفراد يعلنون رفضهم للعنف من كل الأطراف وينادون بالتزام المنهج السلميّ، والحكومة تُمعن في ممارسة العنف».

وأضاف «الجمعيَّات تدعو للإصلاح وتقدّم رؤية واضحة لما ترى فيه حلاً في هذا الاتجاه، والإجابة على هذا الطرح ممارسات من الحلِّ الأمنيّ القاسي على الأرض على يد الجهة الرسميَّة، واستمرار في انتهاك حقوق الإنسان وتوسع في بعض صوره».

وتطرق قاسم إلى ما يجري في قرية مهزة بجزيرة سترة، قائلاً: «لقد أعقبت تجربة العكر المرَّة التي جسَّدت مثالاً صارخاً من العقوبة الجماعيَّة، والاستهانة البالغة بحق المواطَنَة وكرامة الإنسان، تجربة قاسية أخرى، هي التي مورست في حقِّ مهزَّة وطال أمدها، وقد عجَّت بعدد هائل من الاقتحامات والمداهمات في الساعات الأخيرة من الليل وفي صورة مُخلة بالدين والخلق والحياء وحتى القانون!؛ كما تفيده البيانات المعتلقة بوصف الأهالي من أهل القرية نفسها».

وفي موضوع استدعاء الخطباء والرواديد ومسئولي المآتم، ذكر قاسم أنه «أُضيف إلى مشهد العنف الرسميّ والتضييق على الحريَّات، الملاحقات غير الدينيَّة وغير القانونيَّة لشعيرة مُحرَّم هذا العام، بصورة مُبالغ فيها وبأساليب استفزازيَّة متعددة، ووصل التجريم والإدانة للنطق بآيةٍ من آيات الكتاب الكريم أو رواية تاريخيَّة من روايات ثورة كربلاء أو شعارٍ من الشعارات المأثورة عن الإمام الحسين عليه السلام».

وفي حديثه عن وثيقة اللاعنف التي أصدرتها الجمعيات السياسية أخيراً، قال قاسم: «كان المناسب بعد صدور وثيقة اللا عنف من قِبَل الجمعيَّات السياسيَّة المعارضة، بل قبل ذلك، أنْ تصدر وثيقة مماثلة من قِبَل السلطة تخاطب قوَّات الأمن وكافة الأجهزة الأمنيَّة، والمُعذِّبين والمُهَاجمين للبيوت الآمنة في الساعات الأخيرة من الليل، والذين يغرقون المناطق السكنيَّة بالغازات السامة والخانقة - ولو من غير سببٍ أصلاً!-، ولكن لا شيء من ذلك واقعاً والأمر جارٍ على خلافه».

وفي سياق خطبته، أفاد بأنه «كان المناسب واللائق أنّ توصيات لجنة تقصِّي الحقائق المستقلة والتي قد تعهدَّت الحكومة بتنفيذها، قد أنجز تنفيذها مهمَّة المحاسبة والمعاقبة للمُعَذِّبِين، ومُصدِّري الأوامر بالتعذيب والقتل، وأنهى ظاهرة المداهمات الليليَّة لبيوت الآمنين في صورتها الخارجة على مُقَرَّرات الدين والخلق والقانون، وأعاد كل المفصولين إلى مواقعهم، وأخلى السجون من كل المحكومين باعترافاتٍ أُخذت تحت التعذيب، وسهَّل خروج المسيرات الاحتجاجيَّة السلميَّة من دون مشاكل وعراقيل وملاحقات وعقوبات».

ونوّه إلى اعتقال فتاة قبل يومين من قرية الغريفة، واعتبر أن انتزاع المرأة في ظلمة الليل من بين أهلها... إلى المعتقل قد عاد إلى الواجهة من جديد».

وتساءل: «أليس في ذلك كله ما يكشف ويؤكد النيَّة الرسمية، والتصميم الرسمي، وتوجه السياسة الرسمية، وبخطوات عمليَّة ملموسة، على إبقاء مشكلة هذا الوطن بكلفتها الباهظة على كل وجوده وفئاته وحاضره ومستقبله وثروته وإنسانه؟».

كما تحدث قاسم عن الإفراج عن بعض المحكومين وتبرئة آخرين من المتهمين فيما يُعرف بقضية «جمعية أمل»، وذكر أن «هناك تخفيفٌ لمُدَد السجن التي حُكم بها عددٌ من الأخوة الأعزَّاء في جمعيَّة العمل الإسلامي -أمل-، وهذا جميلٌ لو لم يكن الحق والصحيح ألاّ يبقى واحدٌ منهم أو من غيرهم من السجناء السياسيِّين -سجناء الرأي- يوماً واحداً لتعبيره عن رأيه السياسي بطريقةٍ سلميَّة، وهو حق مكفول ديناً وحسب الميثاق والدستور المُختلف عليه وحسب كل الموازين الدوليَّة والمعاهدات الدوليَّة في مجال حقوق الإنسان».

القطان: الشائعات جريمة

ضد الوطن وصاحبها خائن

اعتبر إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن «الشائعات جريمة ضد الوطن وأمن المجتمع، وصاحبها خائن مجرم في حق دينه ومجتمعه وأمته ووطنه، مثير للاضطراب والفوضى في الأمة، وقد يكون شراً من مروّج المخدرات، فكلاهما يستهدف الإنسان، لكن الاستهداف المعنوي أخطر وأعتى».

وقال القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) إن: «الأمة مطالبة كلٌ في مجاله للقضاء على هذه الظاهرة التي لها آثارها المدمرة ضد أمن الأمة واستقرار المجتمع والوطن، كما أن على البيت والمسجد والأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام دوراً كبيراً في المحافظة على سلامة المجتمع من شرورها، وأخطارها، بدءاً بالوعي وتقوية الوازع الإيماني وتبيين الحقائق ونشرها».

ودعا إلى «عدم التساهل في نقل الكلام وبث الأنباء، لا سيما في أوقات الأحداث والأزمات، وعدم التهويل والإثارة في التعليقات، والمبالغة في التحليلات المشبوهة، وإيجاد صيغة علمية وآلية عملية للحوار الحضاري، والموقف السليم في الأحداث والمتغيرات، واختلاف الظروف والمستجدات، بإخلاص وصدق وشفافية، دون تزييف أو التواء، رفعاً من روح المعنوية، وبعداً عن الخور والضعف والانهزامية».

وأوضح أن «الشائعات تتطور بتطور العصور، ويمثّل عصرنا الحاضر عصراً ذهبياً لرواج الشائعات المغرضة، وما ذاك إلا لتطوّر التقانات، وكثرة وسائل الاتصالات، التي مثّلت العالم قرية كونية واحدة، فآلاف الوسائل الإعلامية، والقنوات الفضائية، والشبكات المعلوماتية والمواقع والمنتديات إلى الفيس بوك والتويتر وغيرها، كلها رغم مساهمتها في الخير إلا أن كثيراً منها يتولّى كِبرَ نشر الشائعات المغرضة، والحملات الإعلامية المحمومة»، معتبراً أن هذه الحملات والشائعات «من أبشع صور الإرهاب النفسي والتحطيم المعنوي، له دوافعه المشينة، وأغراضه المشبوهة، ضد عقيدة الأمة ومُثلها، وثوابتها وقيمها، ورموزها وضد أمن الأوطان واستقرارها، والتحريض على ولاة أمورها، وتشويه منجزاتها ومكتسباتها».

ووصف القطان الشائعات بأنها «ألغام معنوية، وقنابل نفسية، ورصاصات طائشة، تفعل أفاعيلها الخبيثة، وتفعل في غرضها ما لا يفعله العدوّ بمخابراته وطابوره الخامس، مركّزة على شائعات الفوضى والفساد والخوف، وإثارة القلق والفزع والرعب والحروب والتخريب والتفجير، وزرع بذور الفتنة الطائفية، وإثارة البلبلة بين الناس، لا سيما في أوقات الأحداث والأزمات، يوافق ذلك فراغ عند المتلقي وفضول، وبطالة وخمول، فتسري الشائعة في الناس مسرى الهواء، وتهيج فيهم هيجان البحر المتلاطم».

وأضاف أن خطورة هذه الشائعات تكمن في أنها «سلاح جنوده مغفّلون أغرار، سحرتهم الشائعات ببريقها الخادع، فأصبحوا يرددونها كالبَّبغاوات، دون أن يدركوا أنهم أدوات يُستخدمون لمصالح أعدائهم، وهم لا يشعرون».

وتابع «وكم كان للشائعات آثارها السلبية على الرأي العام، وصنّاع القرار في العالم، وكم كانت سبباً في أن يصرف الأعداء جبهة الأمة الداخلية عن مشكلاتها الحقيقية لإغراقها في مشكلات مفتعلة، علاوة على تمزيق الوحدة الإسلامية والوطنية، والعمل على تفتيت الجبهة الداخلية». وحذّر القطان الجميع من «الفتن والشائعات المغرضة والمفسدة، ولا تكونوا ميداناً خصباً لتواجدها وانتشارها بينكم وفي مجتمعكم وفي وطنكم، واحرصوا على التثبت والتبين، وابتعدوا عن إيغار الصدور وبث الشائعات والشرور، وتلاحموا مع ولاة أموركم وحافظوا على وحدتكم واستقراركم أمام الأحداث والفتن والمحن...».

كما وصف القطان مروّج الشائعة بأنه «لئيم الطبع، دنيء الهمة، مريض النفس، منحرف التفكير، صفيق الوجه، عديم المروءة، ضعيف الديانة، يتقاطر خسَّة ودناءة، قد ترسّب الغلّ في أحشائه، فلا يستريح حتى يزبد ويُرغي، ويفسد ويؤذي، فتانٌ فتاكٌ، ساع في الأرض بالفساد، يجرُ الفتن والمحن ويتآمر على البلاد والعباد». وأضاف «إنه عضو مسموم، ذو تجاسر مذموم، وبذاء محموم، يسري سريان النار في الهشيم، يتلوّن كالحرباء، وينفث سمومه كالحية الرقطاء، ديدنه الإفساد والهمز، وسلوكه الشر واللمز، وعادته الخبث والغمز، لا يفتأ إثارة وتشويشاً وتحريضاً، ولا ينفك كذباً وتحريشاً، ولا يبرح تقوّلاً وتهويشاً، فكم حصلت وحصلت من جناية على المؤهلين الأكفياء بسبب شائعة دعيٍّ مأفون، ذي لسان شرير، وقلم أجير، في سوء نية، وخبث طوية، وهذا سرّ النزيف الدائم في جسد الأمة الإسلامية».

وقال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي: «إذا كان في دنيا النبات طفيليات تلتفُّ حول النبتة الصالحة، لتفسد نموّها، فإن الشائعات ومروّجيها أشدُّ وأنكى، لما يقومون به من خلخلة البُنى التحتية للمجتمع، وتقويض أركانه، وتصديع بنيانه، فكم تجنّوا على أبرياء؟! وأشعلوا نار الفتنة بين الأصفياء، وكم نالوا من علماء وعظماء وقادة ورموز دينية ووطنية، وكم هدّمت الشائعة من وشائج؟! وتسبّبت في جرائم، وفككت من أواصر وعلاقات؟! وحطّمت من أمجاد وحضارات، وكم دمّرت من أسر وبيوتات، وأهلكت من حواضر ومجتمعات؟!».

العدد 3738 - الجمعة 30 نوفمبر 2012م الموافق 16 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 11:04 ص

      فاطمه

      الى زائر محرقي
      كلامك صح خوان سنه وشيعه

    • زائر 8 | 7:04 ص

      محرقي

      الأخت فطوم كان جبرتي شويه القطان لو كلمه واحده بس تري حناء إخوان سنه وشيعه

    • زائر 6 | 5:33 ص

      تحية وتقدير

      لفضيلة الشيخ عدنان القطان على هذه الخطبة الرائعة والتي تدعو إلى لم الشمل وزرع بذور المحبة وعدم الإستماع إلى الشائعات التي تريد أن تعصف بالوطن وأهله .. متمنيا أن كل من سمع خطابك أو قرأه أن يتق الله ويعيد حساباته لنعيش في وطن آمن وأخوة متحابين لا يفرقنا مذهب أو طائفة وتحياتي للجميع .

    • زائر 3 | 11:18 م

      فطوم

      اولا: نورت جريدة يا وجه النور والخير .
      ثانيا: كل خطبة تلقيها افضل من ثانيه خطب مميزة كلامك على العين والراس الله يحفضط وخليك وطول بعمرك يارب .
      ثالثا: الله يحميك من العدوان ان شاء الله ويبعد عنك الشر والضر يارب .
      رابعا :شيخ عيسى قاسم في القلب وتاج على الراس .
      بالروح بالدم نفديك يا شيخ عيسى قاسم .

    • زائر 2 | 10:39 م

      نورت الصفحه بوجهك النير يا شيخ عيسي قاسم

      صح لسانك يا سماحة الشيخ نسأل الله العليّ القدير ان يمدّلك طول العمر ويمنّ عليك بالصحة والعافيه ويحميك من كل شر وبلاء بحق غريب كربلاء
      وتبقي لنا ذخراً وفخرًا وعز ياتاج الراس يا أبا سامي .

اقرأ ايضاً