قالت وكالة انباء البحرين (بنا) في تقرير لها امس (الجمعة): شكل النهوض بالمرأة البحرينية علامة بارزة وركنا أساسيا من أركان المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، واستطاعت المملكة في ظل إيمان جلالته بأن «تحقيق التنمية الشاملة لا يتأتى من دون مشاركة فاعلة للمرأة»، أن تضفي المزيد من الإنجازات والمكتسبات على صعيد تمكين المرأة في جميع المجالات، ولاسيما في السلك الدبلوماسي الذي يعد أحد أبرز المجالات التي استطاعت المرأة البحرينية ان تترك بصمتها الواضحة عليه.
ويأتي احتفال المملكة هذا العام بـ «يوم المرأة البحرينية» الذي يوافق الاول من شهر ديسمبر/ كانون الاول من كل عام، وقد بات لدى المرأة البحرينية رصيد وافر من الإنجازات والمكتسبات في السلك الدبلوماسي، والتي بدأت في جنيها مع بداية عهد الاصلاحي لجلالة الملك، حيث تبوأت مكانة مرموقة في هذا المجال بفضل الإيمان المتزايد لدى القيادة السياسية بدور المرأة المحوري في برامج التنمية الشاملة، والجهود المتواصلة لقرينة حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في ترجمة طموحات المرأة البحرينية إلى واقع ملموس. ويمكن القول ان المرأة البحرينية عرفت طريقها لأول مرة نحو المناصب العليا في السلك الدبلوماسي، منذ تولي جلالة الملك مقاليد الحكم في البلاد، إذ أصدر جلالته في ديسمبر 1999 أمرًا ملكيًا بتعيين أول سفيرة بحرينية وهي الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة التي تم تعيينها سفيرة للمملكة لدى الجمهورية الفرنسية، وظلت تشغل هذا المنصب حتى منتصف عام 2005، كما عملت سفيرة غير مقيمة لدى اسبانيا وبلجيكا وسويسرا ومندوبة دائمة للمملكة لدى «اليونسكو»، وتم انتخابها في 8 يونيو/ حزيران 2006 رئيسة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحادية والستين، لتصبح أول عربية ومسلمة وثالث امرأة في العالم تشغل هذا المنصب الدولي الرفيع.
ثم توالت المراسيم الملكية التي أعطت للمرأة البحرينية دورا أكبر في مجال العمل الدبلوماسي، حيث تم في شهر يونيو من عام 2007 تعيين بيبي سيدشرف العلوي رئيسة للبعثة الدبلوماسية البحرينية لدى جمهورية الصين الشعبية بلقب سفير فوق العادة مفوض. كما تم في يونيو 2008 تعيين ثالث سفيرة بحرينية، وهي هدى عزرا نونو التي تم تعيينها سفيرة للمملكة لدى الولايات المتحدة الأميركية، وفي يوليو/ تموز 2011 أصدر جلالة الملك مرسوما برقم 82 لسنة 2011 بتعيين «رابع سفيرة بحرينية» أليس توماس سمعان رئيسة للبعثة الدبلوماسية البحرينية لدى المملكة المتحدة بلقب سفير فوق العادة مفوض، كما تم تعيينها في مايو/ ايار 2012 سفيرة غير مقيمة في ايرلندا.
كما تبوأت المرأة مناصب قيادية أخرى داخل وزارة الخارجية والهيئات الدبلوماسية المختلفة، إذ تم على سبيل المثال تعيين الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة وكيلاً مساعداً للشئون العربية والافرو آسيوية والمنظمات بوزارة الخارجية، وتقلدت فائقة سعيد الصالح منصب مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية لتصبح أول امرأة خليجية تشغل مثل هذا المنصب.
وانطلاقا مما توليه المملكة من اهتمام بدعم وتمكين المرأة البحرينية، فقد سعت وزارة الخارجية برئاسة الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بشكل دؤوب الى إتاحة المجال أمام المرأة لكي تتبوأ مكانتها الملائمة في السلك الدبلوماسي، حيث تمكنت بجدارة من النهوض بمسئولياتها في تمثيل الوطن والذود عنه وصون سيادته والحفاظ على أمنه واستقراره. ودعما لهذا التوجه في تمكين المرأة حقوقها الوظيفية، أصدر وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، قرارا بإنشاء وحدة تكافؤ الفرص بالوزارة بتاريخ 14 أغسطس/ اب 2011م، للعمل على متابعة إدراج احتياجات المرأة في الخطط والبرامج التنموية بالوزارة، وإعداد خطط الوزارة التي تضمن تكافؤ الفرص بين الجنسين في مجال التعيين والترقية والمشاركة في الدورات والفعاليات، وذلك وفق رؤية واضحة أن المرأة شريك فعال في الريادة في الدبلوماسية السياسية والاقتصادية.
وتعزيزا للتواصل الحضاري والثقافي بين البحرين وجميع دول العالم، اطلقت وزارة الخارجية مبادرة «برنامج جسور» برئاسة حرم وزير الخارجية الشيخة وصال بنت محمد آل خليفة، حيث يجري تنفيذ البرنامج على مستويين: الأول يتعلق بالدبلوماسيات الأجنبيات أو زوجات الدبلوماسيين المعينين لدى مملكة البحرين، من خلال تعريفهن بالمنجزات الثقافية والتراثية التي تمتلكها مملكة البحرين. والثاني، يتناول توجيه وإعداد الدبلوماسيات البحرينيات ثقافيا بحيث يعكسن حقيقة وصورة المرأة البحرينية العصرية.
وعلى صعيد المشاركات الدولية، فقد شاركت الوكيل المساعد للشئون العربية والآفروآسيوية والمنظمات بوزارة الخارجية الشيخة رنا بنت عيسى آل خليفة في الاجتماع الوزاري الثالث لدول حركة عدم الانحياز المعني بالنهوض بالمرأة، في العاصمة القطرية الدوحة في فبراير/ شباط 2012 بحضور نحو 500 شخصية يمثلون أكثر من 80 دولة عضوا في الحركة، حيث أكدت ان ميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين اكدا اهمية دور المرأة المحوري في النهوض بالمجتمع وتقدمه.
كما قدمت مملكة البحرين في مايو 2012 مساهمة طوعية لدعم صندوق الأمم المتحدة لإنهاء العنف ضد المرأة وذلك بمكتب رئيس الجمعية العامة بمقر الأمم المتحدة بنيويورك. وذلك ضمن الجهود التي يقوم بها المجلس الأعلى للمرأة في البحرين، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، لدعم جميع الخطوات والبرامج الدولية والأممية الرامية للحد من ظاهرة العنف ضد المرأة ولاسيما في إطار برامج المرأة في الأمم المتحدة التي تعززت بعد إنشاء آلية موحدة لبرامج المرأة المتمثلة في كيان يعنى بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (جهاز الأمم المتحدة المعني بشئون المرأة).
والمتأمل فيما حققته المرأة البحرينية من إنجازات ومكتسبات على صعيد العمل الدبلوماسي وغيره من المجالات الأخرى، يرى أنها تعكس توجها عاما يؤمن بقدرة المرأة على العطاء والإنجاز، والإسهام في بناء المجتمع البحريني كشريك فاعل يتمتع بجميع الحقوق التي يقرها الدستور والقانون ويلتزم بكل الواجبات، وأنها استطاعت بقدراتها وكفاءتها أن تتبوأ المراكز القيادية في مختلف مواقع العمل والمسئولية، وأن دعم القيادة الحكيمة وسعيها المستمر لتوفير كل السبل والإمكانات أمامها لتنطلق بفاعلية في خدمة مجتمعها ووطنها إلى جانب جميع الكوادر الوطنية، مثل حجر الزاوية في انطلاقتها نحو واقع جديد يتناسب مع طموحاتها.
العدد 3738 - الجمعة 30 نوفمبر 2012م الموافق 16 محرم 1434هـ