لاتزال أوجاع الجروح التي أصيبت بها الأمة العربية والإسلامية منذ العام 1948 مؤلمة منذ اغتصاب بيت المقدس، فمنذ الانتداب البريطاني في ذلك العام المشؤوم بوعد «بلفور»، والشعب الفلسطيني الشقيق يعيش تحت نير الاستعمار الصهيوني.

وتوالت 64 عاماً من المقاومة والصمود والدفاع من جانب الشعب الفلسطيني، ومثلها من التخاذل والضياع والانهزام من جانب الحكومات العربية، حتى بزغ «فجر» جديد على المقاومة الفلسطينية المظفرة، فدافعت عن غزة، وكشفت قناع زيف الجيش الذي لا يهزم.

وتحتفل الشعوب المؤيدة للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وبالعودة الى العام 1977، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال في 29 نوفمبر من كل عام باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (القرار 32/40 ب)، وهو اليوم ذاته الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة قرار تقسيم فلسطين في العام 1947 (القرار رقم: 181).

ويختصر نائب رئيس الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني عبدالله عبدالملك مشهد ودلالات اهتمام أبناء المجتمع البحريني بالتضامن والتأكيد على دعم القضية حيث يوضح أن «أول ما نود التذكير به ونحن نحتفل بيوم عالمي نجدد فيه تأكيد وقوفنا مع شعبها الأبي في فلسطين المحتلة، هو مبادرة حكومة البحرين بإعادة فتح مكتب مقاطعة اسرائيل، وهو المكتب الذي الذي تأسس وفق القانون رقم (5) لسنة 1963 لكنه (أغلق للأسف الشديد)! وهذه أولى مطالبنا كبحرينيين ونحن نحيي يوم التضامن».

وزاد قوله: «نطالب مجلسي النواب والشورى بإعادة النظر في تجريم التعامل مع الكيان الصهيوني... لقد اقره المجلس النيابي في الدورة السابقة لكن مجلس الشورى (أقبره)».

وشدد على أن «الشعب البحريني له الكثير من التباينات والخلافات والاحتفالات في العديد من القضايا، إلا أن القضية الفلسطينية تجمع كل المواطنين والتيارات والاتجاهات، فالكل متضامن ومتفق، ونرى أننا نحن العرب أولى من الغربيين الذين سيحتفلون اليوم بتضامنهم مع الشعب الفلسطيني، ولابد من أن يكون موقفنا أقوى لإيصال رسالتين: الأولى للشعب الفلسطيني ونؤكد فيها له أننا لن نتخل عنهم، والثانية للكيان الصهيوني الغاصب ونعلن له فيها أنه (عدونا الأول)».

ووجه عبدالملك التحية الى المقاومة الفلسطينية الباسلة والتي اثبتت أن دحر هذا العدو لا يتم الا بالمقاومة، مشيداً بكل الأطراف التي قدمت الدعم المالي والعسكري والمعنوي للمقاومة الفلسطينية التي حققت انتصاراً مشرفاً على الصهاينة مؤخراً.

لن نورث «الخذلان العربي»

وتصرح الإعلامية إيمان مرهون بأنها «لن تورث الى أبنائها الخذلان العربي» الذي رافق القضية الفلسطينية، معبرةً عن ذلك بالقول ان «القضية الفلسطينية الحاضرة لها دائماً، تتشابه في الكثير من فصولها مع قصة (مسمار جحا)! ذلك أن القضية الفلسطينية هي المبرر لعقد اتفاقيات بيع وتجارة السلاح بين العرب والغرب، ولهذا نرى المؤشرات صعوداً وهبوطاً ثم تهدأ بعد أن تُعقد صفقات بيع الأسلحة، والمتحكم دائماً هو من يملك السلاح».

وتستدرك لتقول: «هل يمكن أن يقنعني أحد بأن زيارة عدد من المسئولين والوزراء الى غزة، والحديث عن هدنة بين المقاومة والصهاينة أمر ما كان ليحدث الا في هذه الفترة؟ ولماذا لم تتمكن الدول العربية أن تفعل شيئاً طوال السنوات التي مضت؟».

وواصلت محاور حديثها لتشير الى الاتفاق على أن هناك فرقا بين مواقف الحكومات العربية وفقاً لسياساتها المحلية والإقليمية والدولية التي تحدد علاقاتها، وبين مواقف الشعوب العربية التي اتفقت جميعها على دعم قضيتهم والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني باعتبار ما يجري لهم انتهاكا للإنسانية قبل أن يكون انتهاكاً للشعب الفلسطيني.

وثمنت مواقف الشعب البحريني الأصيل ومواقف كل الشعوب العربية والإسلامية والصديقة المتضامنة دائماً مع أهلنا في فلسطين بالقول: «بلادنا المحتلة ليست للمسلمين وحدهم... هي مهد الديانة المسيحية وهي تجمع كل الديانات... نحن لا نعادي الديانة اليهودية لكننا نعادي الكيان الصهيوني الاستعماري المستبد... فاسرائيل كيان محتل دخل الى جسم الوطن العربي كالفيروس منذ العام 1948، ولابد من استئصال هذا الفيروس حتى يعود الجسم سليماً لأنه اصبح ينتقل الى جسم الشعوب العربية».

«غزة»... صوت بحريني

قبل أيام، انتهى الموسيقار خليفة زيمان، عضو فرقة أجراس، من تسجيل أغنية «غزة»، وهي صوت بحريني مهدى الى أهل فلسطين، ويشير الى أن هذه الأغنية تتحدث عن معاناة أهل غزة خصوصاً وفلسطين عموماً، بمثابة لوحة تضامنية مع هذا الشعب الشقيق الأبي.

ويشدد الفنان زيمان على أن رسالة فرقة «أجراس» التي امتدت على مدى 25 عاماً هي رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني، وعلى طوال مسيرتها الفنية وانتاجها مستمر، فلا تخلو أي فعالية الا وتجد القضية الفلسطينية حاضرة في تجربتها.

وقال ان «تضامن الشعوب الحرة الناهضة مع القضية الفلسطينية، يعني أن هناك قلباً ينبض بالمحبة الإنسانية والوقوف الى جانب قضايا الحق مهما كان ذلك الشعب المسحوق، ولنا أن نشير الى قوة الكلمة، فقد توفقت فرقة «أجراس» الى تقديم اعمال من كتابات شعراء كبار من أمثال معين بسيسو، سميح القاسم، المرحوم محمود درويش، راشد حسين وغيرهم وفي ذلك دلالة على إيماننا بالقضية الفلسطينية وارتباطنا المبدئي والأخلاقي والديني والإنساني بها».