الرياضة في مملكة البحرين هي هواية بالأساس وقد كانت كذلك لسنوات طويلة من دون أن تسهم بشكل حقيقي في تغيير واقع الممارسين لها.
ولكن مع التطورات العالمية الكبيرة وانعكاس ذلك على الرياضة في العالم والمنطقة الخليجية وفي البحرين أيضا، فإن الأمور بدأت بالتغير والتحسن لمصلحة اللاعبين بالأساس.
لو جلست مع أي من اللاعبين في عقدي السبعينات والثمانينات والتسعينات لأكدوا بشكل أو بآخر بأن الرياضة لم تضف لهم شيئا، ولو عاد بهم الزمان لما مارسوا الرياضة ولاتجهوا في اتجاهات أخرى.
منذ بداية الألفية الجديدة لا شك في أن الأمور قد اختلفت بداية بلعبة كرة القدم من خلال العقود الخيالية التي بدأت بالتدفق على اللاعبين البحرينيين والتي غيرت حياة الكثير منهم وحققت لها مردودات مالية لم يكن سابقوهم يحلمون بها.
الرياضة في ظل هذه المتغيرات الكبيرة جعلت العلاقة محيرة تماما بين اللاعبين وأنديتهم، إذ تلعب المادة دورا رئيسيا في التحكم بمسار هذه العلاقة.
فاللاعبون بدأوا ينظرون للمردود المالي بالدرجة الأولى وهناك إدارات أندية أدركت هذا الأمر مبكرا وبدآ بالعمل وفقه وإدارات أندية أخرى مازالت تعتقد أنها تعيش في عصر الولاء ولون القميص وخدمة القرية أو المدينة!.
التطور الحاصل لا شك في أنه انعكس إيجابا على أوضاع اللاعبين ومصالحهم، ولكنه كان بالعكس لإدارات الأندية التي لم تعد مواردها تتحمل مطالبات اللاعبين المحقة في ظل أن دورياتنا مخصصة بالأساس للهواة ولا تحقق أي مردودات مالية حقيقية لهذه الأندية.
هذا الواقع فرض خللا كبيرا في العلاقة بين الأندية واللاعبين وهو استمرار لخلل أكبر في الرياضة البحرينية التي هي حائرة بين الاحتراف والهواية، فلا هي قادرة على الاستمرار بنظام الهواية ولا إمكاناتها تسمح لها بالانتقال إلى عام الاحتراف.
الإداريون أنفسهم التي يرفضون منح الاستغناء للاعبيهم لو كانوا هم في موقع هؤلاء اللاعبين لفعلوا ربما أكثر مما يفعله المطالبون باستغنائهم فما حصل لهم في السابق عندما كانوا لاعبين يدفعهم لعدم تكرار الأخطاء والبحث عن مصلحتهم قبل أي شيء آخر، ولكن وجودهم في موقع الإدارة يفرض عليهم الحديث بلغة مختلفة.
اللاعبون البحرينيون من حقهم أن يحصلوا على مردود معقول من الرياضة ومن حق إدارات الأندية أن تحمي فرقها أيضا من الضياع والتفكك وهذه العلاقة بحاجة لتنظيم حقيقي يحفظ حقوق الجميع وإلى حين الوصول إلى هذا التنظيم فإن الحق دائما مع اللاعبين في البحث عن الأفضل وتأمين مستقبلهم كما يرونه مناسبا حتى لا يندموا كما ندم سابقوهم بعد أن يفوت القطار!.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3734 - الإثنين 26 نوفمبر 2012م الموافق 12 محرم 1434هـ