في يوم العاشر من المحرم، نشرت (أ ف ب) تقريراً عن زوار كربلاء هذا العام، حيث كان الزوار يسيرون في مجموعات تردد أناشيد مزجوا فيها بين مأساة الإمام الحسين وبين معاناتهم اليوم.
الوكالة الفرنسية أشارت إلى أن هذه «المدينة هي مركز إحياء واقعة الطف، حيث قتل جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية الإمام الحسين، حفيد النبي محمد، مع عدد من أفراد عائلته العام 680 م».
الأناشيد التي تردّد في هذه المواكب الدينية عادةً ما تحمل إسقاطات سياسية، منذ عقود، حيث تمثل متنفساً للجماهير، ولذلك تعرّضت لحملاتٍ من القمع والتضييق والملاحقات الأمنية، بلغت أوجها أيام الدكتاتور السابق صدّام حسين، الذي تفنّن في التنكيل بمعارضيه، وكان من أبرز الآثار التي خلّفها حكمه، المقابر الجماعية التي تكشّفت للعالم بعد سقوطه. إلا أن الصدمة الكبرى للعراقيين أن الطبقة الحاكمة التي خلفته خيّبت الآمال.
العراق اليوم يعاني من أزمةٍ سياسيةٍ طويلة، وصراعٍ بين الأحزاب السياسية التي كانت في المعارضة سابقاً، فيما تستمر معاناة الشعب من نقص الخدمات وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية وارتفاع معدل البطالة. وتدلل الوكالة على هذا المزج ببعض الأناشيد الناقدة للأوضاع التي رفعت هذا العام: «فلوس النفط جاوين (أين)، وتغرقونه بالدين»، وإلى التناحر بين الأحزاب السياسية: «ألف ليلة خلصت وما خلص همّ العراق، والرئاسات الثلاث ما حصل عندهم وفاق، كلها تركض على المناصب، والشعب حصته المتاعب». كما ينتقدون «الفساد المالي فد عمله ويه الإرهاب، على من تعتب ومن يسوه العتاب، وحك اجفوف (بحق كفّيْ) العباس، سمكنا فاسد الراس».
في هتاف آخر؛ يتحدثون عن تزوير إرادة الناس: «»بكت (سرقت) كلشي وتريد تبوك صوتي، ما خليك لو حتى على موتي، تخالف الدستور يلي اصعدت بالزور، يا بو اليمة (يا أبا الأئمة) هاك اسمع حجينا (كلامنا)». وتخاطب الجماهير الإمام: «يا حسين وياك للموت». وفيما يعتبر ذلك شكوى ظاهريّاً للإمام، إلا أن المقصود هو أن يسمع كلامهم واحتجاجهم رئيس الجمهورية (طالباني) ورئيس الوزراء (المالكي) ورئيس مجلس النواب (النجيفي)، ومعهم زعيم البشمركة (بارزاني).
العراق ابتلي في تاريخه الطويل بحكومات مستبدة توارثت الفساد حتى أصبح إرثاً حضاريّاً متأصلاً، فمنذ أيام العباسيين حيث كانت بغداد عاصمة الحضارة العربية، كان الخلفاء يتلاعبون بالمال العام، وتروي كتب الأدب كيف يوزّعون صرر المال على الشعراء المنافقين والمتملقين، مقابل قصائد رخيصة لا تساوي هللةً في ميزان النقد الفني.
وورث سياستهم العثمانيون لأربعة قرون، وبعدهم جاء العهد الملكي فالجمهوري فالبعثي، وحين جاء دور الأحزاب السياسية، الدينية والقومية والوطنية، عبر صناديق الاقتراع؛ لم يتغير منهج النهب للمال العام.
العراق يمتلك ثروةً بشريةً تزيد على ثلاثين مليوناً، وثروةً زراعيةً وُصف بسببها بأرض السواد، ويخترقه اثنان من أكبر وأشهر الأنهار العربية، وقد رفع عنه سياط الظلم خلال عشرة الأعوام الأخيرة، ما يمكّنه من النهوض. ولا ينقصه للوصول إلى مصاف النمور الآسيوية، إلا وجود نخبة حاكمة نظيفة اليد. فالفساد آفة، وتركته في الشرق ثقيلة ضاربة الجذور.
إن بإمكان العراق أن يحقّق خلال عشرين عاماً، ما حققته ماليزيا خلال أربعين عاماً... ولا يمنعه عن ذلك غير استمرار عقلية «المال العام غنيمة» لدى الحكام الجدد.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3734 - الإثنين 26 نوفمبر 2012م الموافق 12 محرم 1434هـ
الله يرحمة
تقول عن علي الاقل صدام كان بصنع النووي . صدام كان كما تقولون يقتل معارضية النوري يقتل المعارض و غير المعارض فمن أحسن في نظرك ؟
هناك من لايريد الخير للعراق
فتراه يغذي الارهاب ويدعمه
ابعدوا دول الجوار عنها وهي ستصبح بالف خير
دولة الاسلام الحق هي دولة العدل
يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة آية(8). وقيل ان علماء الإسلام فضلوا الحاكم الكافر العادل على المسلم الظالم، ذلك لأن الكافر العادل أستفيد منه أما المسلم الظالم فيهلك الدنيا والآخرة. ما نراه في العراق وغيره هي عصابات حاكمة من المافيا لاهم لديها الا سرقة المال العام
مشكلة بعض الانظمة
لاتريد التطور والاستقرار للعراق لذلك هي تقف بالمرصاااد للعراق ولكم الله ياشعب العراق لكم الله ايها الشعب الجريح
يارب
الله ينصر الحق اينما كان و ينتهي الظلم اينما كان
يارب
الله ينصر الحق اينما كان و ينتهي الظلم اينما كان
البلاء الاكبر
اعتقد بلاء العراق الاكبر هو المال العربي الذي يغذي الارهاب بشكل مطلق وتحريك الصراعات الحزبية , تأكد عزيزي في كل مكان يوجد فساد فلا تخلو اي دولة منه ولكن الفرق نسبة الفساد والادوات المحركة له
العراق ابتلى بدول لاتريد له الخير مطلقا وهي اكبر اداة لتحريك الفساد عبر بث نار الفتنة والتأجيج الطائفي والارهاب فلو انفق العرب عشر ماينفقونه على الارهاب في اعماره وتوحيد صفه لرأيتة بألف خير
لو اطلعت عليهم
لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا، مستحيل العراق ينهض وأمريكا ودول الخليج عليه ، ولو بعد مئات السنين ليست كافية، وما خفي أعظم
عندنا و عندهم خير
عندنا و عندهم خير
ولا يمنعه عن ذلك غير استمرار عقلية «المال العام غنيمة»
العراق و الفساد
تحول من فساد العائلة الى فساد الاحزاب وليس الفساد مقتصر على حزب دون غيره او اثنية دون غيرها ولا متدين وغير ديني و يرجع ذلك الى ان المجتمع العراقي لم تكن لديه بدائل فرضت عليه نفس الوجوه التي كانت معارضة وليس بالضرورة المعارض يكون مسئول حكومي ناجح و دخلت احزاب لتخرب العملية الديمقراطية من الداخل و سهلت للعمل الارهابي و احزاب دخلت كمرحلة انتقالية حتى تحين فرصة الانفصال وتكوين دولتهم المستقلة
وضعت يدك على الجرح يا استاذ قاسم
منذ امد طويل و نحن ننتظر من يتكلم عن العراق و كيف ان السلطات فيه غارقة في الفساد بطريقة عمومية و مفزعة . الكثير يعتبرون انتقاد السلطات الحالية هناك حنينا لعهد صدام ، و هذه عقلية عربية بامتياز ، نظن ان الأنتقاد معناه الحنين للماضي ، وهاهي ليبيا امامنا حيث يخرج المنافقون يتحسرون على عهد القذافي . ولا بد اننا سنرى ذلك في سوريا كذلك . نرجو الأكثار من هذه المقالات البناءة عن وضعنا و وضع اخواننا في الدول العربية الأخرى ووقفكم الله .