نظمت «جمعية الصم البحرينية» دورةً جديدةً مكثفةً للغة الإشارة في مركز التدريب بمبنى «كريدي ماكس» التابع لبنك البحرين والكويت، لتدريب مجموعة من موظفي البنك استمرت ثلاثة أيام، تكملةً للدورة الأولى التي نظمت في شهر يوليو الماضي.
وتهدف الجمعية إلى نشر ثقافة التعامل مع فئة الصم، لتسهيل عملية التواصل لتيسير المعاملات في المؤسسات الحكومية والخاصة، وقد جرى تنظيم هذه الدورة بناءً على رغبة إدارة بنك البحرين والكويت، الذي حرص على إتمام هذه الدورة من أجل توفير كادر قادر على التعامل مع هذه الفئة من ذوي الإعاقة السمعية.
وضمت الدورة 15 موظفاً من الجنسين، من مختلف فروع البنك. وفي لقاء مع عدد من المجموعة، دار معهم هذا الحوار السريع.
* محمد عيسى، من قسم خدمات الزبائن، يعمل في القطاع المصرفي منذ 17 عاماً، وفي بنك البحرين والكويت منذ 5 أعوام. يقول: «استفدنا من الدورة استفادة كبيرة، وذلك لرغبتنا في تقديم خدمات خاصة للزبائن. فنحن نقابل أحياناً بعض الزبائن من فئة الصم، وخصوصاً في فرع السوق المركزي بالمنامة، ولكن لا نتمكن من التفاعل معهم بسبب هذه الإعاقة، أما الآن فأشعر اننا قادرون على التواصل معهم وشرح الأمور لهم. في الفترة السابقة كان ذلك يتم بالاجتهاد عن طريق محاولة الكتابة لتوصيل المعلومة، أما الآن فيمكننا التواصل عن طريق لغة الاشارة».
* محمد البوفلاسة، يعمل منذ أربع سنوات في قسم خدمات الزبائن، فرع الرفاع، يقول: «فئة الصم موجودة في مجتمعنا، كزبائن من النوع الهادئ، ومن الصعب التواصل معهم باللغة، ومثل هذه الدورات بمثابة برنامج لتأهيل الموظفين بحيث يتمكنون من مخاطبة هذه الفئة. ونحن نحرص على التواصل معهم لكيلا يشعروا بأن لديهم ما ينقصهم أو يجعلهم خجولين لأن صوتهم غير مسموع، فهم أناس طبيعيون».
ويضيف البوفلاسة: «نحن سعداء لهذه الدورة المكثفة التي تكونت من مرحلتين، لأنها تؤهلنا للتعامل معهم، فأنا أستطيع الآن أن أتفاهم معهم ومخاطبتهم بلغة الإشارة، والإجابة على تساؤلاتهم سواءً داخل أو خارج البنك».
ويوضح:قائلاً : «كثير من الصم متعلمون ويستخدمون الكتابة، ولكن بعضهم نطقه ضعيف وبعضهم يتعامل بلغة الإشارة فقط، وفي هذه الحالة كنت أجد نفسي في موقف صعب، وهذه الدورة فرصة لتعلم التخاطب مع الأصم بلغته بدل أن أخسره كزبون. وعموماً هذا شيء إنساني رائع، وأشكر البنك على هذه المبادرة الطيبة التي تشعرهم بأنهم جزء من المجتمع».
* ناريمان شكر الله، من قسم الخدمات المصرفية، تقول: «خبرتي في العمل المصرفي تمتد 18 عاماً، تنقلت خلالها من المقر الرئيسي إلى العدلية والآن في فرع مدينة عيسى. ويمكنني القول إنني استمتع بالتعامل مع هذه الفئة، حيث عملت من بداية مشواري كمتطوعة ومدربة رياضية في معهد الأمل، حيث كان يُدمج الصم مع ذوي التخلف العقلي. كان ذلك قبل 25 عاماً، وكنت يومها استغرب من دمج هاتين الفئتين رغم ملاحظتي لمستوى الذكاء لديهم».
وتضيف شكر الله: «حين التحقت بالبنك في بداية مشواري مع العمل، كنت استمتع حين أقابلهم أو أقابل المكفوفين، وكنت أقول لهم: إنني أغبطكم على الهدوء الذي تعيشون فيه، فأنا أعيش في عالم كله صخب وفوضى».
وتكمل حديثها قائلةً: «كنت في البداية أتعامل معهم عن طريق الكتابة، وكان الزملاء يحوّلونهم إليّ، وأحاول أن أساعدهم لإنجاز معاملاتهم أو الحصول على قرضٍ مثلاً، وكنت أشعر أنهم أكثر التزاماً بالتسديد». وعن الفرق قبل وبعد الدورة تقول: «لدينا موظف أصم يعمل معنا، وكنت أتعامل معه عن طريق الكتابة، أما الآن فيمكنني التعامل معه بلغة الإشارة، والتي ستكون أفضل مع الممارسة».
ويأتي ذلك كمبادرة من بنك البحرين والكويت ضمن خدماته الجديدة، حيث أعلن الرئيس التنفيذي عبدالكريم بوجيري عن التزام البنك بـ «توفير سبل الراحة المصرفية لذوي الاحتياجات الخاصة الذين يشكلون جزءًا لا يتجزأ من هذا المجتمع المتآزر». وسوف يتواجد الموظفون المؤهلون للتحدث بلغة الاشارة في عدد من المجمعات المالية وفروع البنك لخدمة العملاء من ذوي الإعاقة السمعية. وقد شملت المرحلة الأولى من المبادرة تدريب عدد من موظفي الفروع في البنك على تعلم المهارات الأساسية للغة الإشارة بالتعاون مع جمعية الصم البحرينية، ما يؤكد وضع بنك البحرين والكويت كأحد المؤسسات الرائدة في المواطنة المسئولة.
ومن جانبه أعرب رئيس جمعية الصم البحرينية مهدي النعيمي عن جزيل الشكر والتقدير إلى رئيس وإدارة بنك البحرين والكويت، على مبادرتهم بطلب تنظيم هذه الدورة للموظفين، ما يدل على حرص واهتمام البنك لخدمة هذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعاً.
العدد 3733 - الأحد 25 نوفمبر 2012م الموافق 11 محرم 1434هـ