العدد 3733 - الأحد 25 نوفمبر 2012م الموافق 11 محرم 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

الوحش والبريئة!

خفق قلبي كثيراً وأنا أسمع خفايا ضرب الأزواج لزوجاتهم مستمرة! وخصوصا في شهر محرم الحرام الذي لم تنطفئ فيه نيران قلوبنا بعد بمقتل الصفوة الطاهرة والتمثيل بجثة ريحانة الرسول (ص) وسبي مخدراته! ولم تهدأ صرخات أطفاله واستغاثة نسائه! حتى تتكرر لنا مأساة أخرى بطلها وحش متخف في لباس إنسان بثوب أبيض وشماغ أحمر! كالدم الذي سال في واقعة كربلاء! ولن أخفي عليكم سراً انني لم أستطع أن أخفف من قبح عنواني! ولم أستطع تخفيف ما بين سطوره في مقالي هذا بسبب وحشية وهمجية أفعال الوحش، وما نسمعه يومياً من عنف الوحش وثعلبته على الزوجة المسكينة الحلقة الأضعف والتي غصت بقضاياها أضابير وملفات المحاكم! وحولت بسببها عيون القضاة! وصمتت عنها اللجان الحقوقية! وحفيت أقدامها أمام أبواب المحامين!

أيها الوحش... وأنا أخاطبك وأنت تقرأ ما بين سطوري هذه فاسمع وانتصح خصوصاً وأنت تعيش فاجعة كربلاء! وتضرب على صدرك كل ليلة وتنادي «يا زينب»! ولكنها لقلقة لسان ودموع التماسيح! فلا تكن شمرا الذي أدمى بسوطها جسم بطلة كربلاء وأجسام بنات المصطفى! أذاقه الله عذاب الآخرة! ولا عمر بن سعد الذي أحرق قلوب الهاشميات قبل خيامهم! أحرقه الله في الدنيا قبل الآخرة! ولا أبوالحتوف الذي رمى بحجرته فشق بها جبهة الرسول قبل ريحانته! شقه الله نصفين! ولا يزيدا الذي سبى بطلة كربلاء! بل كن كالسجاد في سكونه وفرائصه ترتعد (من خشية الله)! وفي هدؤوه وأعضاء جسمه النحيل ترتعش! عطوفاً حنوناً على الضعفاء والمساكين! عندما يقف أمام أكبر الجبابرة يؤدي الصلاة أو كالعباس ساقي العطاشا! وكالحر الذي حرر عقله وعاطفته قبل فوات الأوان! فصحح عقلك وعاطفتك قبل لحدك! وكحبيب حبيب لزوجته وعطوف على عياله! وبذلك تكون لزوجتك قدوة فتنطبق عليك مقولة الرسول (ص): «لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها»!، لكن هذا لا يعني أن تركع وتسجد لك بينما أنت تدوس كرامتها وتطرد عزتها من منزلها أو تطبع على خديها خطوط الإهانة وآثار الضرب!، حيث لا يمر يوم إلا ونسمع قضية إبادة وتصفية هنا وهناك مبررا بذلك حق الزوج! كما نسمع عن زوج في احدى المدن البحرينية دائم الضرب والإهانة لزوجته ماعدا يوم تسلمها راتبها! وآخر ختم حياته بآثار رفساته وكدماته على جسم حواء! قبل أن يرميها خارج منزلها وأن يسحب راتبها! صدقوني اننا نعيش واقعة كربلاء كل عام ولكننا ننسى أننا نمارس بعض صور جرائمها يوميا مع زوجاتنا! كما قال الإمام علي (ع) عن المرأة «المرأة ريحانة وليس قهرمانة».

أيها الوحش ألم تحاصرها فتمنع عنها الأكل والماء! كما تحاصر الصهاينة غزة اليوم ويمنع عن أطفالها الدواء والغذاء!

وهل تريد المزيد أيها الوحش المتنمر المتثعلب المتأسد على المرأة البريئة! المتخفي وراء ثوب فضفاضة بيضاء! وشماخ من أفخر الشماغات السويسرية وعقال أسود كلون قلبك! لكنك دون قلب ولا عاطفة! وأنت تنفث دخان سيجارتك في وجهها احتقارا لها!، ثم تختم دورك بضربها بعقالك الأسود المتين! كالشمر يضرب الهاشميات! في حين أن بكاءك في ليلة العاشر من محرم يصل إلى الشارع! ويريدها أن تكون عبدة له وأن تقول «ظل رجل ولا ظل حائط»!

مهدي خليل


هيثم نور العين!!

في مثل هذا اليوم، الحادي عشر من شهر محرم العام 1430 هـ، حدث ما لم يكن في الحسبان، حدث ما لم تصدقه العيون وتتقبله العقول. أطفأ لنا الزمن شعلة طالما أضاءت بنورها قلوب محبيها، قطف زهرة كان عطرها يفوح في أرجاء المنزل، خطف منا عزيزاً في بداية شبابه وعطائه. استخسر فينا ترعرعه بيننا، فغيبه الموت عنا في لحظات، حرمنا من طلعته البهية وروحه الجادة النشيطة.

هيثم الحسن، ابن الخمسة عشر عاماً، الذي أقبل إلى هذه الدنيا في يوم مميز، 14 فبراير/ شباط، غادرنا في يوم أكثر تميزاً. هيثم الذي بمولده ملأت الفرحة قلوبنا، كسر قلوبنا وملأها بالحزن بمغادرته لنا. في ليلة ماطرة، غادرت مظلمة، رحل هيثم من الوجود إلى حيث لا رجعة. رحل بصمتٍ وهدوءٍ، رحل قبل أن تضمد أختي جراحه وتخفف آلامه وتجفف دموعه. رحل دون أن يترك لنا فرصة لوداعه. رحل تاركاً لنا الذكريات، نتذكره صغيراً في المهد و طفلاً يحبو ويتخطى. نتذكره شابّاً وسيماً، هادئاً لا يكاد صوته يسمع. نتذكره ونتذكر حلمه الأزلي، على رغم صغر سنه، في الدفاع عن فلسطين المغتصبة وتحريرها... برحيله، ودعنا الفرح والمسرات، فارقتنا البسمة، وإن ابتسمنا أو تظاهرنا بالفرح في فترة من الفترات، سرعان ما نتذكر تلك اللحظة المؤلمة فتختفي البسمة من على وجوهنا ونبتئس ثانية.

رحل هيثم من هذه الدنيا مخلفاً وراءه أما مجروحة القلب، مثقلة بالأحزان، مظلمة الدنيا في عينيها... رحل لكنه تربع على قلب أختي وحبيبتي مريم، فهي الأم المنكوبة، الأم التي ربت وتعبت وقاست المصائب الواحدة تلو الأخرى ولا تزال تقاسي. الأم التي كانت تحلم، كأي أم في هذه الدنيا، بيوم تخرج ويوم زفاف فلذة كبدها. فاجأها القدر برحيله، خطفه الغدر منها على غفلة، فزففناه معها في موكب مهيب إلى مثواه الأخير. جلسنا جميعاً مندهشين غير مصدقين ما يدور حولنا، تصدرنا المجلس، تقبلنا التعازي من الأهل والأصدقاء والمحبين بدلاً من تقبل التهاني من المدعوين في ليلة زفافه.

أختي وعزيزتي منذ تلك اللحظة، وهي تعيش أيامها وهيثم يكبر بداخلها سنة بعد سنة، تقدم له الهدايا بمناسبة ومن دون مناسبة. عكفت على تلاوة كتاب الله لتهديه ختمة من القرآن تعقبها ختمة. فعلى رغم مرور أربع سنوات على رحيل هيثم، لايزال قلب عزيزتي يشتعل احتراقاً على فراقه، لم تنجح أي من المساعي في إخماد أو حتى تخفيف ما بداخلها من نار. كيف لا، وهو أملها في الحياة وقلبها النابض ونور عينها التي تبصر بها الوجود. فهل للحياة ملذة وطعمٍ بعد هذا الفراق.

هكذا وبهذه السرعة الفائقة فارقنا هيثم، آثار الرحيل على العيش بيننا. رحم الله هيثم الغالي برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته، وجمعه مع الأولياء والصديقين والصالحين والأطهار، وألهم والديه وأهله ومحبيه الصبر والسلوان على فراقه المر.

فاطمة الدعيسي


شمسُ كربلاء

لاذت شمس السماء

من عين النهَار

وغاصت دمعة غَيم

تاهت من أنفاسها

تودُ لو تنهار!

وتجري تلك الرياح غضباً

وتركض معها الرمال

تلبس الهواء كفناً

أسود من بعد أن كان

أبيض الأنفاس

وانهمرت!

شجون الكون برمته

وتساقطت الأجفان

على منظر مؤلم شَدَ صِياحه

للحُسين رجُلُ السلام!

وعلى أرضٍ كانت تَهُز

سميت بكربٍ وبلاء!

فآهٍ على نسَاءٌ أسرت

وآهٍ على الأطفال

تنظر أرواحُهم لمأساة

من بينهم رؤوس الرماح

هناكَ الشَيبُ على أرضٍ

وذاك طفل اسمه قاسم الأبطال

قتل لشسع نعليه

بلا كرامة إنسان!

وعبَاسُ الساقي يُقتل بلا إحساس

بين يديه مَاءٌ

تقطع له يميناً و يسَار

وللحُسين مأساة

وابنه والزينبيَات

وكلها رواية هُزت

لها كل الأزمان

ومن ذا الذي يسمع...

بأنين الطَفِ!؟

ولا تطرق الدمعات

على الوجنات!؟

حُسينٌ وعبَاس والأيتام...

حرارة في قلوب العشَاق!

إسراء سيف

العدد 3733 - الأحد 25 نوفمبر 2012م الموافق 11 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 10:00 م

      الى الااخ مهدي مع التحيه

      الأخ مهدي خليل نحن خدام في مدارس اهل البيت عليهم السلام واذا اردت ان تتعلم ماهو اضهاد المرأه ومن يضهدها فسوف نجيبك بأنك انت اضهدتها واذا احببت ايضاً ان تعلم ماهو فسق المرأه وماهو جهادها فسوف نجيبك

    • زائر 5 | 7:57 م

      ممكن مساعده

      اريد ايميل الجريده لارسال مساهماتي اذا ممكن

    • زائر 4 | 1:14 م

      بين هيثم وعلي سنتين!!

      عزيزتي اعرف تمام المعرفة كم هو مؤلم فقد العزيز والأكثر إيلاما فقد الشباب ويالها من مفارفة فقد فقدت انا ايضا اخي علي ذي 13عاما قبل 4سنوات .... ولازال علي بنبض في قلوبنا وحرارة فقده متوهجة في صدري امي وأبي
      .....عزاءنا في أم المصائب زينب عليها السلام والإيمان بالله تعالى وانهم في مكان اكثر أمانا وجمالا
      الفاتحة لروحيهما

    • زائر 3 | 1:49 ص

      تكملة

      ولا يستطيع أن يُطلقها رأفةً بها، لأنها من بلد آخر، وأهلها يضطهدون البنات خصوصًا المُطلقات، وحذرها آلاف المرات من أن يجد نفسه ذات مرة مضطرًّا لتطليقها أو ضربها، ولكن دون جدوى. ثم جاء يوم بعد صبر سنين فضربها. أيُقال عن مثل هذا وحش؟!! ويوصف بألفاظ سطحية كالتي خطها قلماكما دون اعتبار لاختلاف ظروف وحيثيات كل حالة؟! بصرف النظر عن وجهة نظرنا في صحة تصرفه من عدمه، علمًا أنها استقامت من بعد ضربه لها!!

    • زائر 1 | 11:57 م

      قويه مقالك وحوش

      عجبني مقالك قوي التشبيه لكني نصيحتي لكل أخت من يوم الاول لا تقبلي بأي أهانه لكرامتك من اجل عاطفته يترجم حب لاتسترخصي نفسك مقابل شهاوات الدنيا او إرضاء الاخرين من الأقارب .
      لكني اعتب عليك كاتبة المقال حيث يبدي عليك تكلمي شخص معين واقدر مشاعرك لكنه هذي الصفات يوجد مصلي المساجد مرتادي المراقص دو المناصب وعاملين في مجال الخدمات العامه.
      يجب تربيت الرجل على يدى ام تنصح دائمآ احترام المراءة وإكرامها بذلك يكون رجل نفسين سوي.

    • زائر 2 زائر 1 | 1:39 ص

      زائر 1

      عفوًا، تعليقك كما المقال أحادي النظرة، فليس كل مّن اضطر يومًا لضرب امرأته وحش كما تزعُمان، وليست كل مضروبة بريئة، فرجل تستهتر امرأته بأسرار بيته فتذيعها كل يوم في المحافل، وتستقبله ..... على باب الشقة حيث يراها المارة، وكثيرًا ما تُهينه باللفظ ومد اليد، وتخلق له مشاكل لا حصر لها بسبب حماقتها،رغم أنه يعود من العمل مُنهكًا يطلب الراحة حيثُ يعمل وظيفتين، لأنه رجل يحب أن يرى امرأته ترفل في النعيم، حاول معها بكل الأساليب الحسنى كي تغير من تصرفاتها فلا تستجيب بل تزيد عنادًا وصفاقة

اقرأ ايضاً