شارك فريقا الأهلي بطل الدوري ووصيفه باربار في البطولتين الآسيوية والعربية لكرة اليد التي أقيمتا في الدوحة والرباط، وكلاهما خرجا بـ «خفي حنين» دون أن يعتليا منصات التتويج، في حين حققت الفرق الخليجية نتائج أفضل من ذلك، على رغم أن منتخبنا هو زعيم كرة اليد الخليجية وحامل لقب آخر بطولتين، ويضم نخبة كبيرة من نجوم الفريقين. لذلك أصبح من الواجب البحث عن أسباب الإخفاق، وسبب القصور في أداء الفريقين، وهل أن ذلك نابع من تراجع في مستوى اللعبة، أم أن هناك أمورا أخرى خافية. والسبب أننا أصبحنا نرفض أن تذهب فرقنا لمجرد المشاركة أو الاستفادة من الاحتكاك بفرق البطولة.

اتحادات كرة القدم والسلة والطائرة فتحت باب الاحتراف على مصراعيه أمام الأندية من اجل مسايرة تطور اللعبة بالدخول الى عالم الاحتراف، ولم تعد تعتمد على اللاعب المواطن، بل دخل على الخط لاعبون مهاريون متميزون يدعمون الفرق ويعطونهم قوة وصلابة أكثر، وهو الأمر الذي جعل من فريق المحرق بطل كأس الاتحاد الآسيوي. كما تمكنت الفرق البحرينية من المنافسة في البطولات الخارجية على رغم ضعف مستوى اللاعب المحترف الذي تتعاقد معه أنديتنا بسبب رخص اللاعب، وحتى لا يرهق ميزانيتها. في حين وقف اتحاد كرة اليد مكتوف الأيدي أمام رغبة الأندية بتمسكها بعدم المشاركة في عالم الاحتراف، حتى لا تتحمل الأندية أعباء مصاريف مالية فوق أعبائها. وفي اعتقادي فإن هذا هو السبب وراء عدم تحقيق تلك الأندية نتائج جيدة في تلك البطولتين. وسيعرض -أيضا- اللعبة على المدى البعيد الى تراجع بسبب عدم استعانة الأندية بلاعبين محترفين يشاركون معه في الدوري المحلي؛ لان الاستعانة باللاعب المحترف في البطولات الخارجية فقط لا تفيد في عملية التطور.

لذلك فمن المفروض أن تعي إدارة اتحاد اليد أهمية هذا الأمر، وتعيد حساباتها في هذا المجال، وان تفتح باب الاحتراف أمام فرق الأندية للتعاقد مع لاعبين محترفين؛ لان تقوقعها على اللاعب المحلي لن يفيد اللعبة ويسبب تراجعا في مستواها. كما أن على الأندية أن تعي حقيقة ذلك. ولا تقف عائقا أمام تطور اللعبة، وعليها أن تبحث على موارد مالية يساعدها على التعاقد مع لاعبين محترفين أسوة ببقية الألعاب الجماعية.

كما أتمنى من المسئولين في المؤسسة العامة للشباب والرياضة وهي الجهة المسئولة عن الرياضة في الأندية أن تقدم الدعم المالي الذي يساعدها على التعاقد مع لاعبين أكفاء، وان يخصص دعم سنوي تحت بند «اللاعبين المحترفين» يصرف منه فقط على الأندية التي تتعاقد مع لاعبين محترفين، لأنها شريك فاعل في تطور الرياضة. ومن اجل أن تحقق النتائج الجيدة المشرفة التي تليق بمكانة الرياضة البحرينية.