لدينا 5 مصانع فخّار في مملكة البحرين، والجميع يعلم بِقِدَم هذه الحرفة، ويعلم بأهمّية استمرار مصانع الفخّار، إلاّ أنّ المصانع تشكو هذه الأيام من شح الطين الأحمر والأسمر، وعليه فإنّ المهنة مهدّدة بالانقراض، على رغم وجودها منذ ما يقارب 3000 سنة قبل الميلاد!
توجّهنا إلى أحد المصانع، وسألنا القائمين على هذه الحرفة العريقة، عن أسباب مخاوفهم، فالطين الأحمر معروف توافره في تلال الرفاع سواء الشرقي أو الغربي، ولكننا تفاجأنا عندما أخبرنا صاحب المصنع بأنّ أحد النوّاب اشتكى من وجود حفر تهدد أمن وسلامة الناس بسبب نقل الطين، وعليه أُجبر أصحاب المصانع بعدم استخدام الطين الموجود عند سارية العلم أو تلك الموجودة في تلال منطقة الرفاع.
لسنا ضد الأمن والسلامة، ولكن هناك طرقاً لحفظ أمن وسلامة المواطنين، مع عدم المساس بحرفة قديمة كهذه الحرفة، المشهورة بها مملكتنا الغالية. وللأسف فإنّ عدم الاهتمام بحرفة الفخّار، ستودي بها كمثيلاتها إلى كتابٍ يُقرأ في التاريخ، وليس حرفة موجودة ومشهورة بها البحرين.
لماذا لا يستطيع أصحاب المصانع الحصول على التربة الطينية من تلال الرفاع، وردم الحفر بالتعاون مع الجهات المختصّة؟ وهل هناك تنسيق بين أصحاب المصانع والمجلس البلدي في المنطقة من أجل الحصول على الطين؟ وهل هناك بدائل تساعد أصحاب المصانع في حرفتهم حتى لا تذهب كما ذهبت الحرف الأخرى إلى كتب التاريخ؟
كلّها تساؤلات لا نطمح إلاّ في تجاوب المسئولين معها، فحرفة الفخّار كانت ومازالت حرفةً من حرف عديدة اشتهر بها أهل البحرين، وما أن يتوجّه سائح إلينا حتى يسألنا عن مكان المصانع وعن كيفية شراء المنتوجات.
إذاً هناك طلب على الحرفة ولكن ليس هناك اهتمام بها بالشكل المطلوب، وللأسف فإنّ الجالية الآسيوية تحاول السيطرة عليها، هذه الحرفة التي كانت في يوم من الأيام بأيدي أهلنا البحرينيين.
نتمنّى من المسئولين الحفاظ على هذه الحرف، وأن يتوجّهوا إلى مصانع الفخّار حتى ينظروا في احتياجاتهم ومعاناتهم، وأن يوفّروا لهم الطين الأحمر والأسمر وغيره، حتى لا نخسر مصانع الفخّار ولا نخسر هذه الحرفة التاريخية العريقة، فمن ضيّع ماضيه ضيّع مستقبله، ونحن لدينا من عبق الماضي الكثير، فلنحافظ عليه.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3732 - السبت 24 نوفمبر 2012م الموافق 10 محرم 1434هـ
الفخار و..و..و..
كل الحرف والمهن التي تخص الشعب البحريني الأصيل انقرضت أوفي طريقها للإنقراض مع السبق والإصرار الحكومي الطائفي ـ للأسف الشديد ـ حتى لا تبقى شاهداً على أصالة أهل هذه الأرض . توجهي يا أخت مريم إلى الزراعة وتربية المواشي ، وإلى صناعة النسيج ، وإلى الحدادة وإلى التناكه وإلى الصفافير وإلى صناعة السلال وغيرها من خامات النخيل ولا تنسي مهنة القلافة وصناعة السفن التقليدية و..و..و.. وكلها حرف ومهن تقليدية تراثية انقرضت وقرأنا عليها الفاتحة
الجواب للاسف هو محاربة البحريني
ان الدول عادة ما تساعد هذه النواع من الحرف الموغلة في القدم الى حضارة ديلمون التي كانت قبل اكثر من ثلاثمائة قبل مولد النبي عبسي المسيح، فهذا تراث يجب ان يحافظ عليه، ومن هذا المنطلق هو واجب على المجالس البلدية المساعدة لابذل العراقيل. فان المجلس البلدي الجنوبي يرفض وضع الحلول لهؤلاء الحرفيين البحرينيين الذين ورثوا هذه الحرفة ابا عن جد. فهو يسيسون الامل على حساب البلد، وبذلك يشطرون
مسئولية الحكومة
لما لا توفر الحكومة لهم متطلبات هذه المهنة كما فعلت مع اصحاب المحلات التي تبيع الأدوات الفخارية التي تقع في مدينة حمد بالقرب من منطقة بوري خاصة وان هذه الأدوات عليها إقبال كثير من البحرينين والأجانب ناهيك ان هذه المهنة لها تاريخ عريق تمتاز بها البحرين منذ القدم بما معناه ان تقوم ببناء مصنع لهم كما تريد ان تفعل في مدينة عبسي لأصحاب المحلات المحترقة