كنت في دعوة كريمة من قبل جمعية التوعية الإسلامية للمساهمة لطرح ورقة عن مركز الإمام الحسين (ع) للدراسات والبحوث وهو في طور ولادته الأولى.
وبعد الساعة العاشرة بدقائق وقفت أمام جمهور المحاضرة في خيمة الجمعية وسط مدينة المنامة ليلة السادس من محرم وتوقعت أن يكون العدد لا بأس به باعتبار أن من يقفون خارج الخيمة في طرقات العاصمة بالمئات إن لم يكونوا بالآلاف. وإذا بالعدد بسيط، مع أن معه تمت المحاضرة بفائدة، ولكن بقي السؤال: أين مصداق العبارة التي نرددها يومياً في هذا الموسم «يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً»، وكم مرة نكرّر هذه العبارة؟ لا أظن أن هناك من يستطيع أن يحصيها حتماً، فكيف لا نرى شبابنا ومثقفينا في مثل هذه الفعاليات، وقبلها بدقائق أخرى كان هناك حوار مفتوح بشأن الحراك الحسيني والشعائر الحسينية والرأي فيها، وكذلك كان الحضور أقل من متواضع. بالطبع ليس المقصود بهذه العبارة بحد ذاتها أن تكون مع الإمام الحسين (ع) وآل بيته وصحبه الأبرار في نهضته المباركة لتصحيح ممارسة الناس للدين وليس الدين نفسه؛ في أرض كربلاء ولتُقتل هناك على ترابها فتفوز بالجنة مثلاً، فهذا لن يكون حتى بالأمنيات الآن. إنما القصد أن تكون مناصراً للحسين (ع) وأهدافه ومبادئه أينما كنت، وإلا هل يُعقل أن يكون هناك بشر يؤمن بعدالة قضية الحسين (ع) ويحب بيت رسول الله (ص) ويعرف حقهم ومكانتهم في الإسلام ولا يتمنى أن يكون من مناصريهم والسائرين على دربهم؟ سيكون الجواب بالطبع: لا، ليس هناك شخص بالمعنى المعاكس المطروح هنا. إذاً كيف تكون مع الحسين (ع) في هذا الزمان وأينما كنت؟ الإجابة بسيطة وفي متناول يدك من الناحية الاجتماعية والعقائدية، أولاً لأن حراك الحسين كان ضمن الرؤية الفقهية أساساً وهو شعار هذا العام. فإذا نظرنا إلى هذا الجانب دعونا نوجّه بعض العتاب لبعضنا البعض قليلاً بشفافية وبقلوب مفتوحة على بعضنا البعض، ضمن المكون ذاته قبل أن تكون مفتوحة على الآخر، ونتقبل أي عتاب أو نقد نافع منه. وهكذا نكون قد فتحنا كوة ثقافة الحوار ضمن نسيجنا أولاً لنعرف كيف نحاور الآخر ثانياً كما فعل الرسول (ص) مع أصحابه دائماً، وهذا ما علمنا اياه الإمام علي بن أبي طالب (ع) على إثر الرسول الكريم (ص).
من هذا الباب، نقول للبعض أيهما أهم أن نقف أمام المضائف طويلاً بالساعات ونسرف في استخدام الطعام ولا ندخل مواقع الحوار والثقافة الحسينية ولو لدقائق معدودة، أم أن نكون مصداقاً حقيقياً لعبارة «يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً»، فنعطي مثل هذه المواقع مع الحسينيات زخماً عظيماً لنكون مع الحسين في هذا الزمان فنفوز بصحبته؟ وهنا علق أحد الخطباء أن لا عتاب على أصحاب المضائف في تقديم الطعام فهي عادة مستحبة وبركة لصاحبه وللناس، ولكن العتاب على من يسرف في الاستخدام ولا يراعي الطرق الصحيحة لدعم هذا التوجه.
ونقول للبعض أيضاً، أيهما أفضل وأكثر أثراً في حياتنا وسلوكنا، أن نقوم لصلاة الليل بعد مشاركتنا في مراسم العزاء أم يغلبنا النوم بحجة التعب فنفوّت أهم هدف قام من أجله الحسين (ع) في نهضته المباركة وهو حفظ الصلاة؟ ونقول للبعض أيضاً، مع إيماننا ببركة الطعام في المضائف، لكن أليس من الإيمان النظافة أيضاً، بل عمود الإنسان المسلم أمام ربه والناس من حوله.
فهل رمي المخلفات وسط الطريق أو على السيارات المتوقفة على جانبي الطرقات أو أمام البيوت هي من الإيمان وتنسجم مع شعار «يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً»؟ أم عكسها والحفاظ على وجه بلدك الحضاري الذي ترمي إليه من وراء كل حراك هو الأهم؟ أوَليس تحصيل العلم، بعيداً عن السهر حتى ساعات الفجر الأولى، أهم لقضية الحسين (ع) ولقضيتك أيضاً، فالحسين (ع) خرج ليزودك بسلاح العلم والعمل وليس الإسراف في الوقت بلا إدارة له على الوجه الأكمل، مع الحفاظ على ممارسة الشعائر بشكل تام ومنصف لتبقى جيلاً بعد جيل، وهكذا علّمنا الآباء والأجداد.
أوَليست المشاركة بفكر ووعي في نشر قضية الحسين، حتى إعلامياً وتقنياً، أفضل من الثرثرة فيما لا ينفع في مثل هذه المواسم حتى نكون مصداقاً لقولنا دائماً وأبداً: «يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً». بالتأكيد إذا راعينا هذا ستكونون أنتم الفائزون وعلى الدرب سائرون... مأجورون.
إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"العدد 3731 - الجمعة 23 نوفمبر 2012م الموافق 09 محرم 1434هـ
لاتقتلوا الحسين ثانية
انا اعتقد ان احياءنا للشعائر تتسم بالفوضى لاندري الى اين نسير وليس هناك اهداف نرسمها للمجتمع بس هي عادة نحييها بدون اهداف واضحة ام عن الاساليب غير المناسبة فحدث ولا حرج
أحسنت
أحسنت
وإن كانت كل هذه المظاهر تبعد شبابنا عن منابع السوء إلا أن وجود هذه المظاهر والاقتراب من منابع الخير أفضل..
جزى الله الشباب خيرا
نعيب زماننا والعيب فينا
الاترى بان التوقيت غير مناسب والموضوع غير ملائم والمكان ووو
فالنبدأ بانفسنا قبل ان نلوم الاخرين اذا أخذنا نعاتب الاخرين لن نقدم لهم ما هو
مفيد وكفانا تلاوم وعتاب وجزى المولى الجميع خيرا
ما أكثر الظجيج وأقل الحجيج
لا اتعب روحك با استاذ... لو كانت المحاضرة سياسية لرأيت الحضور... زمن أغبر رغم الجراح... خطير هّذا الجيل لا موقع للثقافة في قلوبهم وشكرا
قبل ان نعاتب الاخرين دعنا ...
قبل ان نعاتب الاخرين وبخاصة الشباب دعنا نعاتب أنفسنا لماذا لانبتكر أساليب
أكثر جاذبية وهل تريد من شاب للتو جاء من مجلس عزاء أمضى فيه من الوقت الشئ
الوافي وجاء للمشاركة في مواكب العزاء التي لولا مشاركته لما جاءت بهذا الزخم
أرايت كم قطع هؤلاء الشباب من المسافات واجتازوا كل العقبات وتحملوا الكثير
فهل نريد ثانية ان نجلسهم ساعات وهذا طبعا ليس من طبع الشباب فالنبتكر
نحن قبل ان نعاتب ولنثمن لهؤلاء الشباب جهودهم وجزى الله الجميع خيرا
وسلام الله عليك ياأبا عبد الله ببركتك تجمعنا