جوعى الموائد:

ولقدْ أتاكَ منَ المدينةِ فارسٌ يسعى، يقولُ:

الناسُ جوعى بالمدينةِ سيدي

وفتاتُ خبزِك لا يقيهِم منك!

فاتركْهم يجيدونَ الحكايةَ والسبابَ ويلعنونَ اللّيلَ

يقتسمونَ ألعابَ الصغارِ وقطعةَ الحلوى

وأحلاماً أتتهُم مِنْ صراخِ الطين!

جوعى الهواء:

أنتم تريدونَ الحياةَ

وهم بقاؤكَ إن أردتَ ظلالَكَ الأخرى

تهجّاهم على أملٍ

تعلّم رسمَ لوحتِكِ الأخيرةِ فوقَ غيمتِهِم

توسّد حلمَكَ الآتي على أكتافهِم

وانزل إليهِم في الشوارعِ

قبلَ أنْ ترتاحَ من عدّ الرصاصاتِ الأخيرةِ في جيوبِكَ واختبرهم

إنهم قدَرٌ وشيكُ الظلِّ قدْ ينسى تعاليمَ الرياح!

جوعى الحلم:

غدُهم تفاصيلُ السجونِ وصرخةُ الأجدادِ:

لن يرثوكَ يا مولاي إنْ طالتْ حكايتُهُم

ولن يُشفي غليلَ الفقرِ سيفُ أبيكَ!

فاتركْهُم يربّونَ الأماني في ظلالِ الأرضِ

وارحمهم قليلاً إنهُم فقراءُ منسيّون لم يتعلموا شيئاً

ولم يتدرّبوا إلا على الخوفِ المعّلبِ في الشوارعِ

والبيوت!