العدد 3731 - الجمعة 23 نوفمبر 2012م الموافق 09 محرم 1434هـ

اللهجات في البحرين: اشتقاق اسم الفاعل

اسم الفاعل هو اسم مشتق يدل على معنى مجرد حادث وعلى فاعل،ه فهو يشبه الفعل في المعنى. ويشتق اسم الفاعل في اللغة العربية الفصحى بطريقتين، أما في اللهجات في البحرين فتتعدد طرق الاشتقاق وتتباين أوزان اسم الفاعل، سواء ما بين اللهجات المحكية في البحرين أو بينها وبين اللغة العربية الفصحى. ولتسهيل دراسة تلك الطرق والأوزان سنقسم الأفعال لعددٍ من المجموعات الفرعية.

اسم الفاعل من الفعل الثلاثي الصحيح

يشتق اسم الفاعل في اللغة العربية الفصحى من الفعل الماضي، وذلك بزيادة ألف بعد أول حرف من حروف الفعل مع كسر الحرف قبل الأخير؛ أي يصبح على وزن فَاعِل، وكذلك في اللهجات في البحرين يشتق أيضاً بنفس الطريقة إلا أن هناك ثلاثة أوزان لاسم الفاعل هي: فَاعِل وفَاعُل وفَاعَل، أي بالكسر والضم والفتح، وهذه الأوزان متباينة بين اللهجات في البحرين أي اللهجة البحرانية ولهجة العرب. ففي لهجة العرب هناك وزنان: فاعِل وفاعَل وبصورة نادرة وزن فاعُل، وفي اللهجة البحرانية توجد الصيغتان فاعِل وفاعُل فقط. وهناك قواعد لصياغة هذه الأوزان.

في ما يخص اللهجة البحرانية فيمكننا تطبيق القاعدة التي استنبطها سيدشبر القصاب للهجات في القطيف التي تنص على أن صيغة الفعل المختومة بأحد الحروف المفخمة، والمستعلية: الخاء، والراء، والصاد، والضاد، والغين، والقاف والـ?اف الفارسية، والكاف الفصحى يصاغ منها اسم الفاعل على وزن فاعُل بالضم (القصاب 2002، الواحة العدد 24) مثل: حامُض، وگاصُر وناگُص وفاطُر، إلا أن اللهجة المعاصرة تميل للترقيق فيكون نطقها أقرب للكسر من الضم. أما بقية الصيغ فتصاغ على وزن فاعِل بالكسر مثل: كاتِب, وضارِب، وساكِت. أما في لهجة العرب فيصاغ دائماً على وزن فاعِل بالكسر باستثناء اللهجة الفرعية التي أسماها مبخوت «لهجة النساء والجنس الثالث» فيكون فيها الحرف ما قبل الأخير لأسم الفاعل دائماً مفتوحاً، مثل: فَاهَم وفَاطَر (مبخوت 1993، ص 150). وقد يضم الحرف ما قبل الأخير في بعض أسماء الأفعال التي تنتهي بحروف مستعلية مثل زالُق وراكُض (مبخوت 1993، ص 150) وهذه الحالة لا زالت تحتاج لمزيد من الدراسة في اللهجات المحكية حالياً، لهجة العرب واللهجة البحرانية، لتبيان مدى شياعها.

اسم الفاعل من الفعل الثلاثي المعتل

يشتق اسم الفاعل من الفعل الثلاثي المعتل بنفس الطريقة التي يشتق بها من الفعل الثلاثي الصحيح أي على وزن فاعِل مع بعض التعديلات، ففي الفعل المثال لا يحدث تغيير، مثال: وزن يصبح وازِن، وفي الفعل الناقص تقلب الألف المقصورة إلى ياء، مثال: درى يصبح داري، أما الفعل الأجوف مثل قال وصام فإن ألف الفعل تقلب إلى همزة مكسورة منعاً لالتقاء الساكنين، فيصبح اسم الفاعل لتلك الأفعال قائل وصائم. تتفق اللهجات في البحرين مع اللهجة الفصحى في طريقة الاشتقاق وتختلف عنها فقط في حالة اسم الفاعل المشتق من الفعل الأجوف؛ حيث تسهل الهمزة إلى ياء فتقول صايم في صائم، وكذلك تتباين أوزان اسم الفاعل كما هي للفعل الصحيح ففي اللهجة البحرانية يشتق اسم الفاعل على وزن فاعُل للأفعال المنتهية بأحد الحروف المستعلية مثل: بايُگ (من باق بمعنى سرق)، إلا أن هناك من يميل للترقيق. أما بقية الأفعال المعتلة فتصاغ على وزن فاعِل مثل: نايِم وصايِم. أما في لهجة العرب فهي على وزن فاعِل، باستثناء اللهجة الفرعية للنساء والجنس الثالث فتأتي على وزن فاعَل، فيقال: نايَم وصايَم (مبخوت 1993، ص 150).

اسم الفاعل من الفعل المزيد والرباعي

في اللغة العربية الفصحى يشتق اسم الفاعل من الفعل فوق الثلاثي من الفعل المضارع، وذلك بإبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وكسر الحرف الذي قبل الأخير، باستثناء الأفعال على وزن يَفْعَلُّ مثل يحمر (في اللهجات المحلية يصبح يَفْعَلُ بالتخفيف) فإنه يصاغ على وزن مُفْعَلُّ أي مُحمَر. وتتفق جميع اللهجات في البحرين على طريقة الاشتقاق لكنها تتباين في وزن اسم الفاعل، والتباين هو في حركة الميم في أول اسم الفاعل التي تكون مضمومة في الفصحى بينما في اللهجات في البحرين تكون مكسورة في جميع صيغ اسم الفاعل المشتق من المزيد والرباعي باستثناء اسم الفاعل المشتق من الفعل المهموز الفاء (مثل أّذَّن) والفعل الذي يبدأ مضارعه بياء ساكنة مسبوقة بهمزة مكسورة (مثل إيْعَرِّس)، وكذلك اسم الفاعل الذي تكون صيغته في الفصحى على وزن «مُفعِل»، فهذه الأنواع الثلاثة تتباين فيها حركة الميم التي قد تأتي في اللهجات المحلية مضمومة أو مكسورة أو مفتوحة أو ساكنة، وكذلك تتباين في حركة الحرف ما قبل الأخير الذي يكون مكسوراً في الفصحى بينما في اللهجات المحلية قد يكون مكسوراً أو مرفوعاً أو مفتوحاً، ويمكن توضيح ذلك كالتالي (انظر الجدول لمزيد من التفاصيل):

في حالة اسم الفاعل الذي تكون صيغته في الفصحى على وزن «مُفعِل»، ففي اللهجة البحرانية يضم الحرف ما قبل الأخير إذا كان ينتهي بأحد حروف الاستعلاء السالفة الذكر، مثل: مِشعُر، ويكون هذا الحرف مكسوراً في بقية أسماء الأفعال، أما الميم فتكون مكسورة في جميع أسماء الأفعال ماعدا تلك التي يلي فيها حرف الميم أحد حروف الاستعلاء فتصبح مضمومة، مثل: مـُ?حُم (له طعم قديم). أما في لهجة العرب فتكون الميم مكسورة، وكذلك يكون الحرف ما قبل الأخير مكسور باستثناء اللهجة الفرعية من لهجة العرب التي تفتح الحرف ما قبل الأخير لجميع أنواع أسماء الأفعال ماعدا تلك المشتقة من الأفعال الثلاثية المزيدة بثلاثة حروف (السداسية) فتتفق في تصريفها مع لهجة العرب للرجال (مبخوت 1993، ص 150).

أما في حالة أن اسم الفاعل أشتق من فعل مزيد مهموز الفاء، فإن ميمه تكون مفتوحة وسنتناول هذه الأفعال بالتفصيل، انظر الأسفل. أما الأفعال المضارعة التي تكون حروف المضارعة فيها ياء ساكنة مسبوقة بهمزة مكسورة مثل الأفعال التي تكون على وزن إيْفَاعِل مثل إِيْخَالِف، فإن اسم الفاعل يشتق منها باستبدال الياء الساكنة فيها بميمٍ ساكنة فتصبح على وزن إمْفَاعِل مثل إِمْخَالِف.

اسم الفاعل من الفعل الثلاثي المهموز

في اللغة العربية الفصحى يصاغ اسم الفاعل من الفعل الثلاثي الصحيح المهموز (مثل أمر، أخذ، أكل) تماماً كما في الفعل الثلاثي الصحيح وذلك بإضافة ألف بعد الحرف الأول، ولكن الذي يحدث هنا هو إدغام الألف والهمزة فتصبح مدة وبذلك يصاغ اسم الفعل من أمر وأخذ وأكل بهذه الصورة: آمر وآخذ وآكل. بينما في اللهجات في البحرين فإنه إما أن يصاغ بتحويل إحدى الهمزتين إلى ميم كما في آخذ وآكل فتصبحا: ماخد وماكل، أو أن يبقى المد على حاله وتضاف إليه الميم، كما في اسم الفاعل المصاغ من الفعل أمر، فيقال: مآمر بينما هو في اللغة آمر، ويعلل القصاب وجود هذه الهمزة في (مآمر) أن «أصلها الهمزة المضمومة التي على الواو: مؤامر، ولكن الابتداء بالساكن واستحالة الضمة في أول الكلمة إلى سكون منعها من الظهور فتحولت إلى همزة مفتوحة» (القصاب 2002، الواحة العدد 24).

اسم الفاعل من الفعل المهموز المضعف

يعتبر الفعل المضعف من الأفعال المزيدة أي أن اسم الفاعل لها يشتق من الفعل المضارع، والأفعال المهموزة المضعفة مثل: أذَّن وأجَّر، والمضارع منها يؤذن ويؤجر ومنها يصاغ اسم الفاعل باستبدال حرف المضارعة بنون مضمومة فتصبح مؤذن ومؤجر، إلا أن العامة في البحرين تحول همزة اسم الفاعل المضمومة إلى مفتوحة فيصير اسم الفاعل تبعاً لهذه الظاهرة: مأدِّن أو مأذِّن ومأجُّر.

العدد 3731 - الجمعة 23 نوفمبر 2012م الموافق 09 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً