أعلن رئيس الهيئة المركزية في جمعية تجمع الوحدة الوطنية، عبدالله الحويحي، أن «التجمع سيقيم مؤتمر شعبياً بمشاركة مفكرين من دول مجلس التعاون واليمن ومصر للضغط على الحكومات الخليجية للإسراع في إقامة الاتحاد الخليجي»، لافتاً إلى أن «توقيت هذا المؤتمر القصد منه التزامن مع القمة الخليجية المزمع انعقادها في البحرين الشهر المقبل».

وقال في مؤتمر صحافي عقد في مقر الجمعية في البسيتين أمس الخميس (22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) للإعلان عن المؤتمر الشعبي الذي ستعقده الجمعية في (30 نوفمبر الجاري و 1 ديسمبر/ كانون الأول 2012) إن: «مطلب الوحدة الخليجية لم يعد ترفاً فكرياً، بل ضرورة لابد منها، خاصة مع التغيرات التي تشهدها المنطقة، والمخاطر المحدقة بدول الخليج»، مشدداً على أن «الإصلاح السياسي بات ضرورة في دولنا إلى جانب الإصلاح الاقتصادي».

وأكد الحويحي أن «الاتحاد الخليجي مطلب لكل شعوب دول الخليج، وسنسعى من خلال هذا المؤتمر إلى تشخيص الواقع الخليجي، وبناء واقع وحدوي بين الدول الشقيقة، كما نهدف إلى تعزيز الاتجاهات الوحدوية والبرامج المشتركة، والعمل على مد جسور التواصل بين مفكري دول مجلس التعاون، حيث دعي لهذا المؤتمر مجموعة من مفكري الخليج من الكويت وقطر وعمان والسعودية، واليمن وجمهورية مصر العربية».

وأشار إلى أن «محاور المؤتمر ستتركز حول العلاقات الخليجية والتحديات الإقليمية والدولية، ومحوراً آخر عن الاتحاد الخليجي والصراع العربي الصهيوني، وكذلك عن الإصلاح السياسي في دول الخليج في ظل الربيع العربي، وجدلية التغيير والاستقرار في اليمن، وأثره على الاستقرار الخليجي، وسيكون المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري المتحدث الرئيسي في هذا المنتدى».

وأردف «الرسالة التي نريد أن نخلص إليها في هذا المؤتمر أن مفكري دول الخليج سيعرضون رؤيتهم على قمة دول مجلس التعاون بأن قضية الاتحاد أصبحت ضرورة ملحة على مستوى الشعوب، وليس فقط على مستوى الحكومات في هذه الدول».

وأكمل، «التحديات التي تمر بها المنطقة كبيرة، سواء فيما يحدث في المشرق أو المغرب العربي، ومطلوب من دول المجلس أن تتناغم مع هذه التغيرات، والإصلاح السياسي هو أحد مطالب شعوب المنطقة، حتى يحقق الاتحاد القوة المطلوبة منه، وحتى تستطيع الدول الخليجية أن تحافظ على الأمن الإقليمي والمحلي في هذه المنطقة».

وأفاد أن «المؤتمر سيكون على مدى يومين. هناك ثلاث أو أربع أوراق عمل ستلقى في اليوم الأول، وفي اليوم الثاني ستناقش 8 أوراق ستتطرق إلى جميع المحاور التي نأمل من خلالها أن نعزز الثقافة الوحدوية في المنطقة».

وتابع: «في نهاية المؤتمر نأمل أن نوجه رسالة إلى دول مجلس التعاون لتلبية هذا المطلب الملح وطنياً وإقليمياً».

وواصل الحويحي «أي شكل من أشكال الوحدة في الوطن العربي سيكون عاملاً مساعداً للوحدة العربية الأوسع، وهي خطوة على طريق الوحدة العربية. ما نعتقده أن شعوب الخليج غير مقتنعة بمستوى النتائج التي حققت على أرض الواقع. شعوب الخليج تطلع إلى أن تكون هناك سياسة واحدة».

وذكر أن «الخطوات التي قام بها مجلس التعاون على مدى السنوات الماضية، هيأت الأجواء لإقامة الاتحاد، والظروف السياسية والأمنية تضغط للتعجيل بهذا الاتجاه، هناك خطوات في جميع المجالات الأمنية والاقتصادية اتخذت، ويمكن الاستمرار فيها».

وبيّن أن «الدعوة موجهة فقط إلى مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات، ولا توجد دعوات لجهات رسمية، فهذا المؤتمر أهلي يريد أن يوصل رسالته إلى الحكومات الخليجية».

وأفاد «هناك ما بين 20 و 25 شخصاً من خارج البحرين يشاركون كمتحدثين أو ضيوف، ومن داخل البحرين هناك قرابة 150 شخصاً».

وأوضح أن «هناك تعاوناً مع منتدى وحدة الخليج وشبه الجزيرة، وتم الاستعانة بهم لاختيار المتحدثين، ومنهم الأمين العام للمؤتمر القومي العربي عبدالملك المخلافي من اليمن، وأحد أعضاء مجلس الشعب في مصر، والأمين العام لمنتدى وحدة الخليج وشبه الجزيرة العربية فهد البذال، وغيرهم، وهم يمثلون نخبة من المفكرين في الخليج».

وأضاف: «نعتقد أنه يجب أن يكون هناك حراك شعبي من أجل الإسراع في الوحدة الخليجية، فلم تعد العملية ترفاً فكرياً بل أصبح الاتحاد ضرورة ملحة، وعلى قيادات الخليج أن تستجيب لمطالب شعوبها، ونحن نأمل أن يكون المؤتمر ورقة ضغط على قيادات الخليج».

ولفت إلى أن «الوحدة الوطنية هي أساس إلى وحدة المجتمع. حالة الانقسام في المجتمع مرفوضة من قبل تجمع الوحدة الوطنية، ونأمل أن تتجمع الصفوف وتتوحد، وكل مواقفنا تصب في هذا الاتجاه».

وتابع «القضية أصبحت عميقة جداً، ونحتاج بعض الوقت حتى نتجاوز هذه المرحلة، وستظل هناك قضايا نحتاج للعمل عليها، لكننا الآن أمام فرصة تاريخية أثناء عقد قمة دول مجلس التعاون المقبلة لطرح هذا المطلب، ولهذا السبب نحن اخترنا هذا التوقيت القريب لانعقاد مؤتمر القمة الخليجية، ولتزايد الأخطار المحيطة بنا».

وشدد على أننا في تجمع الوحدة الوطنية «لا نريد أن يفهم من هذا المؤتمر أنه موجَّه إلى أية جهة، فهذا الأمر ليس مطلب اليوم، بل هو مطلب شعبي، ونحن نجدده، شعب البحرين بكل حراكه الوطني كان يطالب بالوحدة منذ الخمسينيات وحتى الآن». وأعلن الحويحي أن «كل الطيف السياسي في البحرين ستوجه له الدعوات، سواء على المستوى الديني أو الفكري أو السياسي أو الاجتماعي، حتى يعبر هذا المؤتمر عن جميع الأطراف والأطياف، وستوجه دعوات إلى كل تلاوين المجتمع».

ومن جانبه، قال عضو اللجنة المركزية في تجمع الوحدة الوطنية، يعقوب سليس، خلال المؤتمر الصحافي: «في 19 مايو/أيار الماضي عقدنا تجمعاً جماهيرياً للدفع بالاتحاد الخليجي، ووضعنا من خلال كلمة الشيخ عبداللطيف المحمود، جملة من الثوابت إزاء موقفنا من الوحدة الخليجية، فما نريده هو اتحاد يحمي عروبة وإسلام دول المجلس، ويخدم الشعوب والأنظمة على حد سواء، ويحفظ الكيان السياسي لكل دولة، وأن يستشعر المواطن فائدة هذا الاتحاد، وأن يحفظ لكل أبنائه عقيدتهم وفق أفكارهم ومعتقداتهم».

وواصل سليس «كما نريد اتحاداً شاملاً، سياسياً اقتصادياً اجتماعياً، ولا يقتصر على الناحية الأمنية، ولا يمنع أية دولة أن تتقدم بالمسار الديمقراطي الذي يختاره الشعب. اتحاد لا يتراجع عن الفصل بين السلطات الثلاث».