العدد 2477 - الخميس 18 يونيو 2009م الموافق 24 جمادى الآخرة 1430هـ

أندونيس: الحضارة العربية انقرضت

خلال ندوة بإقليم كردستان

اعتبر الشاعر أدونيس خلال ندوة ثقافية في إقليم كردستان العراق بدعوة من المؤسسات هناك أن الحضارة العربية دخلت طور الانقراض دافعا في الوقت عن نفسه تهمة التهجم على الأكراد.

وقال الكاتب السوري أمام عدد كبير من المثقفين الأكراد أن «جميع الحضارات الكبرى في التاريخ انقرضت من السومريين إلى البابليين والفرعونيين بمعنى أن الطاقة الخلاقة عندهم انتهت، اكتملت دورة الإبداع ولذا فإنهم ينقرضون بحيث لم يعد لهم حضور خلاق في الثقافة الحديثة الكونية».

وتابع متسائلا «لو اجتمع الأميركي والأوروبي والعربي على سبيل المثال على طاولة واحدة ترى ماذا يمكن أن يقدمه العربي؟ لا شيء». وشدد على أن «الثقافة وجهة نظر وحوارات وليست سكة لقطار واحد».

ولفت أدونيس وهو أبرز الشعراء والكتاب المثيرين للجدل في العالم العربي في معرض حديثه عن الثقافة العربية إلى أنها «ثقافة مؤسساتية وليست حرة ومستقلة». ووصفها بأنها «تخدم السلطة ولا مكان أو دور للمثقف في مجتمع لا يعترف بأن الثقافة مسألة عضوية في وجوده وليست مجرد مؤسسة، الثقافة عند العرب مجرد مصلحة مثل وزارات الكهرباء أو التموين فعندنا وزارة الثقافة (...) مجرد وظيفة تقوم بقدر ما تراه السلطة». وأضاف «لذلك، فإن المجتمع العربي يفتقر إلى الثقافة المستقلة الحرة ونحن نختبر بأنفسنا ونرى كيف تكون القضايا الثقافية عندنا، نخطئ كثيرا عندما نقارن أوضاعنا الثقافية بأوضاع الغرب».

وشدد أدونيس على عدم وجود «مخرج لنا إذا كنا فعلا نريد أن نؤسس لمجتمع جديد إلا بالفصل الكامل بين الديني والسياسي مع الاحترام الكامل للمعتقدات الفردية أيا كانت هذه المعتقدات».

ونفى أن يكون وصف الحضارة العربية بأنها «جثة نتنة» قائلا «لقد أعلنت مرة وما أزال أن الحضارة العربية انقرضت والعرب ينقرضون لكنني لم أقل أن الحضارة العربية جثة نتنة، فأنا أتحدث عن أبي تمام والمتنبي وامرؤ القيس ومستحيل أن أقول ذلك».

من جهة أخرى، قال أدونيس إن «الشعر عطر العالم لكن عندما يتحول الشعر والفن بشكل عام إلى وسيلة أو أداة ينتهي الفن، لذلك قررت أن أترك العمل السياسي».

ودافع عن اتهامه في وقت سابق بمهاجمة الشعب الكردي قائلا «ليست أولى الشائعات لكنني أعتقد أن من واجب المثقف ألاّ يقول أبدا، يقال عنك أنك كذا، عليه أن يقول قرأت لك مقالة في المصدر الفلاني».

وأضاف «مع الأسف لانزال نعيش زمن الشائعات، وبدلا من التأكد منها بأنفسنا نتبناها. هذا يمكن فهمه في الإطار السياسي لكن لايجوز أن تنتقل هذه العقلية إلى الوسط الثقافي (...) ومن المؤسف أن يكون هذا الوسط مليئا بهذه الإشاعات».

يشار إلى أن أدونيس واسمه الحقيقي علي أحمد سعيد ولد في العام 1930 قرب مدينة اللاذقية في سوريا ودخل المدرسة العلمانية الفرنسية في طرطوس وتخرج من جامعة دمشق متخصصا في الفلسفة العام 1954. ونال جائزة شعرية في بروكسل العام 1986 وجائزة التاج الذهبي في مقدونيا العام 1997 وجائزة ناظم حكمت في اسطنبول وجائزة البحر المتوسط للأدب الأجنبي عن المنتدى اللبناني الثقافي في باريس.

ومن أعماله الشعرية «قصائد أولى» و»أغاني مهيارالدمشقي» ومن مؤلفاته «التحولات والهجرة في أقاليم الليل والنهار».

العدد 2477 - الخميس 18 يونيو 2009م الموافق 24 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً