انفجرت قنبلة في حافلة في تل ابيب اليوم الأربعاء (21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) في هجوم قد يعقد جهود وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي تحاول التوصل لهدنة بين إسرائيل وحماس في الوقت الذي استمرت فيه الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة.
وبعد محادثات في رام الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقدت كلينتون اجتماعا ثانيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أن تتوجه إلى مصر لاجراء محادثات مع الرئيس محمد مرسي الذي تعد بلاده الوسيط الرئيسي في جهود إنهاء القتال المستمر منذ ثمانية ايام.
وفي تل ابيب أصيب 15 شخصا عندما انفجرت قنبلة في حافلة ركاب قرب وزارة الدفاع ومقرات عسكرية.
واستهدفت المدينة بصواريخ من غزة لكنها إما لم تصبها أو أسقطها نظام القبة الحديدة الدفاعي.
ووصفت الولايات المتحدة وإسرائيل الهجوم بالارهابي وجدد بيان للبيت الأبيض التأكيد على أن واشنطن "ملتزمة التزاما لا يتزعزع بأمن اسرائيل".
وأطلق مسلحون في غزة النار في الهواء احتفالا بعد الانفجار الذي قالت الشرطة إنه نتج عن قنبلة زرعت في الحافلة والذي يهدد بتعقيد مساعي السلام.
وقالت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية واسعة الانتشار إن الخطوط العريضة الاولية لاتفاق لوقف إطلاق النار تدعو مصر لإعلان وقف لإطلاق النار مدته 72 ساعة تليه مزيد من المحادثات بشأن تفاهمات طويلة الأجل.
وبموجب الوثيقة المقترحة التي قالت الصحيفة إنه لن يكون اي من الطرفين ملزما بتوقيعها ستوقف إسرائيل إطلاق النار واستهداف زعماء النشطاء وتتعهد بدراسة وسائل لتخفيف حصار قطاع غزة الذي تديره حماس.
وذكر التقرير أن حماس ستتعهد من جانبها بعدم مهاجمة اي أهداف إسرائيلية وتضمن أن توقف الفصائل الأخرى في غزة هجماتها ايضا. وقال مصدر سياسي إسرائيلي إن الخلافات التي تعطل الاتفاق تتركز على مطلب حماس برفع الحصار بالكامل وبشأن نوع النشاط الذي سيسمح به على طول الحدود حيث كثيرا ما تطلق القوات الإسرائيلية النار على القطاع لابعاد الفلسطينيين عن منطقة قرب سور حدودي.
وقال عزت الرشق المسؤول في حماس إن العائق الرئيسي هو الاطار الزمني المؤقت لوقف إطلاق النار الذي تريد إسرائيل موافقة الحركة عليه. ومع استمرار الجهود الدبلوماسية هاجمت إسرائيل أكثر من 100 هدف في غزة بينها سلسلة مبان لحكومة حماس في هجمات قال مسؤولون طبيون إنها قتلت عشرة اشخاص بينهم طفل عمره عامان.
وقالت الشرطة إن مسلحين فلسطينيين أطلقوا اكثر من 30 صاروخا على إسرائيل دون وقوع إصابات بشرية وإن نظام القبة الحديدية أسقط 14 منها. وشنت إسرائيل أكثر من 1500 ضربة منذ بدأ الهجوم بمقتل القائد العسكري لحماس معلنة ان هدفها هو ردع حماس عن إطلاق صواريخ على بلداتها الجنوبية.
وقال مسؤولون طبيون في غزة إن 146 فلسطينيا أكثر من نصفهم مدنيون وبينهم 36 طفلا قتلوا في الهجوم الإسرائيلي.
وقال الجيش إن قرابة 1400 صاروخ أطلق على إسرائيل مما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وجندي.
ونقلت صحيفة الحياة التي تصدر من لندن عن مصادر في حماس وحركة الجهاد الإسلامي قولها إن إسرائيل تريد فترة زمنية مدتها 90 يوما لاثبات "حسن النوايا" قبل مناقشة المطالب الفلسطينية وهو موقف قالت الصحيفة إن الحركة رفضته.
وقال الرشق إن تهدئة قصيرة الأجل ليس من شأنها سوى إتاحة الوقت لإسرائيل حتى الانتخابات العامة المقررة في يناير/ كانون الثاني ولن تحقق اي تقدم على طريق التهدئة في الأجل الطويل.
ولم يكشف الرشق عن المدة المقترحة للوقف المؤقت لإطلاق النار.
وقالت مصادر في حماس إن الحركة تطالب ايضا بالسيطرة على معابر رفح مع مصر حتى يتسنى عبور الفلسطينيين بسهولة وبضمانات إسرائيلية بوقف استهداف زعماء الحركة.
وقال مصدر في حماس إن إسرائيل تريد التزاما من الحركة بوقف أعمال التهريب عبر الأنفاق تحت حدود القطاع مع مصر.
وشبكة الأنفاق ممر للأسلحة والبضائع التجارية.
وتفجير حافلة تل أبيب هو أول انفجار خطير في العاصمة التجارية لإسرائيل منذ 2006 ودفع أسعار النفط للارتفاع أكثر من دولار للبرميل وسط مخاوف من أن تؤدي أزمة غزة إلى صراع أوسع في المنطقة يعطل تدفقات الخام.
وقالت كلينتون التي سافرت إلى المنطقة قادمة من قمة آسيوية بعد اجتماع أمس مع نتنياهو "من الضروري التراجع عن تصعيد الوضع في غزة. لابد أن تتوقف الهجمات الصاروخية التي تطلقها المنظمات الإرهابية داخل غزة على المدن والبلدات الاسرائيلية وإعادة الهدوء الأوسع نطاقا."
وأكدت كلينتون في وقت سابق لنتنياهو دعم الولايات المتحدة "الراسخ" لأمن إسرائيل وأشادت "بالقيادة الشخصية (لمرسي) وجهود مصر حتى الآن" لإنهاء الصراع في غزة ودعم السلام بالمنطقة.
وقالت "أمام مصر فرصة وعليها مسؤولية كزعيم إقليمي وجار لمواصلة القيام بدور حاسم وبناء في هذه العملية. سأنقل هذه الرسالة إلى القاهرة غدا (الأربعاء)" متعهدة بالعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار "في الأيام القادمة".
وقال نتنياهو لكلينتون إنه يريد حلا "طويل الأجل".
وأوضح أنه بخلاف ذلك فإنه مستعد لتكثيف الحملة العسكرية لإسكات الصواريخ التي تطلقها حماس.
وقال اوفير جيندلمان المتحدث باسم نتنياهو "الحل المؤقت ليس من شأنه سوى التسبب في جولة أخرى من العنف."
وعلى طول الحدود مع غزة لا تزال الدبابات والمدفعية وقوات المشاة الإسرائيلية متأهبة لهجوم بري محتمل على القطاع كثيف السكان الذي يقطنه 1.7 مليون نسمة.
لكن الغزو الذي يرجح أن يسفر عن خسائر بشرية فادحة سيشكل خطرا سياسيا كبيرا على نتنياهو الذي تشير استطلاعات الرأي حاليا إلى أنه الأوفر حظا للفوز بالانتخابات القادمة.
وقتل أكثر من 1400 فلسطيني في حرب إسرائيل التي استمرت ثلاثة اسابيع في القطاع في 2008-2009 والتي أثارت انتقادات دولية حادة لإسرائيل.
وفي رام الله بالضفة الغربية عقدت كلينتون محادثات مع الرئيس الفلسطيني وجددت معارضة بلادها لمساعيه لرفع تمثيل الفلسطينيين بالأمم المتحدة. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تعتقد أن "أفضل سبيل لإقامة الدولة (الفلسطينية) هو المفاوضات الثنائية المباشرة".
وانهارت تلك المفاوضات في 2010 في نزاع بسبب البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين "الوزيرة أعلمت الرئيس أن الإدارة الأمريكية تبذل كل جهد ممكن لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة. الرئيس جدد التأكيد لكلينتون استعدادنا التام لتهدئة شاملة ومتبادلة."
وقال إنه بمجرد ان توقف إسرائيل القصف وعمليات الاغتيال فسيتم التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار تدعمه كل الأطراف.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على الوساطة المصرية لرويترز إن مسؤولي مخابرات مصريين سيعقدون مزيدا من المحادثات اليوم الأربعاء مع زعماء حماس وحركة الجهاد الإسلامي.