العدد 3728 - الثلثاء 20 نوفمبر 2012م الموافق 06 محرم 1434هـ

مستشفى المحرق للمسنين في وزارة الصحة يمنح المريض محمد زايد الأمل بالتعافي

تقدم وزارة الصحة بمملكة البحرين أفضل الخدمات الصحية الوقائية والتشخيصية والعلاجية والتأهيلية لكافة المواطنين والمقيمين على أرض المملكة، وتسعى الوزارة إلى تقديم المزيد من الخدمات الصحية المتقدمة من خلال كافة المرافق التابعة لها على يد متخصصين يتمتعون بكفاءة عالية، بحيث يكون رضا المريض وصحته على رأس الأولويات، وذلك امتثالاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، و رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، و ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

وقد حقق مستشفى المحرق للمسنين بوزارة الصحة إنجازاً باهراً، وذلك ضمن سلسلة الإنجازات التي تقدمها الوزارة لخدمة ورعاية المواطنين والمقيمين على حد سواء في مملكة البحرين عبر توفيرهم العلاج المطلوب للمصاب محمد علي جاسم زايد(18 عاماً) في حادث سير أدى لتعرضه لنزيف وارتجاج في الدماغ نتج عنه فقده للوعي والإدراك مدة شهرين متتاليين، تبعه مضاعفات خطيرة على صحته، متمثلة في عدم قدرته على النطق والمشي والبلع بالإضافة إلى مشكلات صحية أخرى وضعف في بعض العضلات، وسلوك عدواني تجاه الأطباء والممرضين، بينما تمكن المريض حالياً من النطق والمشي بمساعدة الفريق الطبي وبلع السوائل، حتى تمكن من ممارسة الألعاب السهلة مع بقية المرضى المحيطين به، كلعبة "الورق"، كما تمكن الفريق الطبي من التغلب على سلوكه العدواني تجاههم.
وكان لتوجيهات ومتابعة الإدارة العليا في وزارة الصحة وحرص إدارة مستشفى المحرق والعاملين الصحيين فيه على تنفيذ هذه التوجيهات، دور كبير في تحسن حالة المصاب الصحية بشكل ملموس وسط إشادة وشكر أسرة أهل المصاب.
من جهته، قال والد المريض علي جاسم زايد: كنت متشائما من أخذ أبني للعلاج في مستشفى المحرق للمسنين حيث كانت لدي فكرة خاطئة حول الخدمات الصحية المقدمة في هذا المستشفى وكنت خائفا جدا على أبني لذا قمت بإجراء اتصالات عديدة لإخراجه من المستشفى والتوجه به للعلاج في الخارج ولم أكن أعلم بالمستوى الراقي من الاهتمام والرعاية الموجودة في مستشفى المحرق للمسنين رغم الأدوات والأجهزة الطبية البسيطة المتوفرة لديهم.
وأكد والد المريض أنه من خلال ملازمتهم لأبنهم في المستشفى لمس الرعاية والاهتمام التي يقدمها العاملين الصحيين فيه له ولجميع المرضى، وذلك من خلال رؤية العمل الدؤوب الذي يقوم به الكادر الطبي بالمستشفى بأم عينه، مما ساهم في تغير فكرته حول هذا المستشفى.
وأختتم والد محمد حديثه بتوجيه جزيل الشكر والتقدير إلى الكادر الطبي والتمريضي والخدمات الطبية المساندة من علاج طبيعي وتأهيلي لمساهمتهم في تحسين حالة أبنه الصحية بحيث تمكن من النطق والبلع والمشي، متمنيا أن يكون للعلاج في الخارج دور في إسراع عملية التعافي، مؤكداً أن رحلة العلاج ونتائجه الفعلية قد بدأت من مستشفى المحرق للمسنين الذي يعود للعاملين فيه الفضل في تحسن حالة ابنه الصحية.
هذا ويعتبر مستشفى المحرق لرعاية المسنين ملحق صحي تابع إلى وزارة الصحة، ويعنى بتوفير تسهيلات شاملة للخدمات الطبية وإعادة التأهيل البدني والاجتماعي المسنين، ومرضى الإقامة الطويلة، ويوفر المتابعة الطبية، التمريضية، العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، الخدمة الاجتماعية وتثقيف الأسرة، وتوفير البيئة المناسبة لمساعدة المرضى والأسرة على التكيف مع الأوضاع الجديدة. ويقدم مستشفى المحرق لرعاية المسنين خدمة طويلة الأجل وكذلك خدمة قصيرة المدى لإعادة التأهيل.
وقد قالت الدكتورة صفاء فيروز طبيبة مسنين في لقاء معها : إن المستشفى استقبل في 19 سبتمبر 2012م المريض محمد علي جاسم وتم نقله إلى وحدة الإقامة الطويلة بالمستشفى لتلقي الرعاية وإعادة التأهيل وكان المريض يعاني من مجموعة من المضاعفات نتيجة للحادث الذي تعرض له، إذ كان فاقداً للوعي وبعد أن استعاد وعيه كان عدوانيا جداً يضرب ويركل أي شخص يحاول الاقتراب منه ، كما كان هناك أنبوب (هوز) في معدته يتناول من خلاله الطعام وكانت يده اليسار مربوطة لكثرة حركته وخشيه أن يتحرك هذا الأنبوب ويخرج من بطنه ، فيما كانت يده اليمنى تعاني من ضعف شديد نتيجة لخضوعه لعملية جراحيه فيها.
من جهته، قال الباحث الاجتماعي بمستشفى المسنين السيد فيصل جواد: حرصنا على التواصل مع أسرة محمد لإقناعهم بعلاجه في المستشفى ولحين إتمام إجراءات علاجه في الخارج، إلا أن تصور الأهل عن المستشفى لم يكن إيجابياً خاصة وأن المصاب شاب في الثامنة عشرة من عمره يعالج في مستشفى لكبار السن، لذا كانوا مصرين على نقله في أسرع وقت ممكن وعليه فقد قاموا بإجراء عدة اتصالات مع جهات من داخل وخارج البحرين لاتخاذ إجراءات علاجه في الخارج سريعاً. واستطرد الباحث الاجتماعي: "إلا أنني تمكنت من إقناع أهل المريض بإبقائه في المستشفى لتلقي العلاج إلى أن يحين موعد سفره".
أما أخصائي العلاج المهني بمستشفى المحرق للمسنين السيد علي صباح فقال: تم إسناد مهمة متابعة المريض منذ وصوله للمستشفى لي بعد أن قمت ورئيس قسم العلاج الطبيعي السيد أحمد حسين بتقييم حالته.وقد تبين من التقييم أن محمد مصاب بــارتجاج ونزيف في الدماغ نتج عنه سلوك عدواني وضعف في التوافق العضلي العصبي، كما كان لديه ضعف في يده اليمنى نتيجة لعملية جراحية، وكان فاقدا للإدراك". وتابع: " كما كان يعاني من ضعف في النطق والبلع وعدم القدرة على المشي وفاقدا للتوازن وكان لديه ميل إلى الانعزال وعدم التواصل مع الآخرين بواسطة النظر.وعليه فقد كانت أول أهدافنا هو مساعدته على النطق حيث قمنا باعتماد تقنيات واستراتيجيات معينة وتمكنا من تحفيز المريض على النطق والبلع خلال 4 جلسات".
وأضاف صباح: كان لهذا التقدم دور كبير في رفع ثقة والدي محمد في مستوى الخدمات والرعاية التي يقدمها المستشفى للمرضى، ولشدة فرحتهما بتقدم محمد كانا حريصين على تشجيعه على النطق والتحدث معهما عبر الاتصال بالهاتف، مؤكداً على الدور المتكامل لكل من العلاج المهني والطبيعي، والتمريض، والأهل قد ساهموا في تحسن حالة المصاب الصحية.
وقد علقت الممرضة العامة فاطمة عيسى: إن من علامات تحسن حالة المريض "محمد" أننا كنا نتعمد ذكر بعض المعلومات الخاصة به بشكل خاطئ إلا أنه يقوم بتصحيحها لنا مثل الاسم والرقم الشخصي.
ثم استكمل علي صباح حديثه: وبعد أن تمكنا من مساعدته على النطق والقدرة على التحكم في إخراج اللعاب، تلاشى سلوكه العدواني وأصبح أكثر تفاعلا مع محيطه، وبدأ يتقبل الجلوس مع بقية المرضى واللعب معهم (لعبة الورق)، وعليه فقد بدأنا بالانتقال للمرحلة الثانية من العلاج والتأهيل عبر مساعدته على التوافق العضلي والعصبي وتمارين المشي وقد تجاوب كثيرا مع العلاجات المقدمة له حيث تمكن من القيام من السرير والجلوس عليه بشكل متزن إلا أن عضلاته لازلت تحتاج إلى تقويه وإلى المزيد من التمارين.وأضاف : أما الآن فأننا نعمل على تقوية العضلات الدقيقة عن طريق الأنشطة والتمارين المكثفة.
وقال الباحث فيصل جواد: إن أهل المريض قد أكدوا رغبتهم في استكمال الرعاية الصحية لأبنهم بعد عودته من العلاج في الخارج في مستشفى المحرق للمسنين وذلك لما رأوه من رعاية وعناية صحية كبيرة ساهمت في تحسن ملحوظ في حالة أبنهم المصاب.
وأشارت الممرضة العامة فاطمة عيسى إلى أن أهل المريض كانوا متجاوبين مع إدارة المستشفى إلى أبعد الحدود، حيث كانت زيارتهم مستمرة ويقدمون المساعدة في العلاج والتأهيل والقيام بالتمارين اللازمة التي من شأنها الارتقاء بصحة المريض وسط إشراف الفريق الطبي وإرشاداته، مما ساهم في تحسن صحة المريض، مؤكدة أن لديه قابلية كبيرة لتحسن أكثر فأكثر خلال الفترة المقبلة.
ويُعد مستشفى رعاية المسنين، المستشفى الحكومي الوحيد الذي يقدم خدمات متكاملة للمسنين. حيث افتتح المستشفى في عام 1973م بطاقة استيعابية (24) سرير. وفي عام 1974 تم إدخال (22) مريض. وقد زادت الطاقة الاستيعابية مع مرور السنين حتى وصلت في 2012م إلى 104 مريض ومريضة موزعين على أربعة أجنحة. وفي هذا العام (2012) وتماشيا مع خطة التطوير تم بعون الله افتتاح وحدتين متكاملتين للمرضى بطاقة استيعابية (45)، وحدة للعلاج الطبيعي والتأهيلي للنساء والرجال وعيادة للأسنان. ويقدم مستشفى المحرق لرعاية المسنين هذه الخدمات من خلال فريق يتكون من أطباء، ممرضين، الممرضات، العلاج الطبيعي، العلاج المهني، أخصائي اجتماعي، الصيدلي، التغذية ، و الدعم الإداري.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 6:24 ص

      نتمنى اتدخلون بعض من مرضى السكلر

      وبعد المصابين مال رصاص الشوزن اذا امكن
      والله يكثر من امثالكم

    • زائر 2 | 4:39 ص

      .....

      أللة يشافية أنشاءأللة ويشافي أمة محمد أجمعين.

    • زائر 1 | 4:34 ص

      الله يشافيه

      الحكومة مو مقصره لكن ناس ما يملي عينها الا التراب

    • زائر 4 زائر 1 | 6:44 ص

      حق وليس منة

      حق وليس منة من احد...فليعالجو اصابات الشوزن دون مسائلة قانونية للمصاب...فليعالجو من فقئت عيونهم...

اقرأ ايضاً