العدد 3727 - الإثنين 19 نوفمبر 2012م الموافق 05 محرم 1434هـ

حماية البيئة... غاب القط!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من الأخبار السوداء التي سيذكرها الشعب البحريني في المستقبل، رفض غالبية أعضاء مجلس الشورى في جلسة الاثنين الماضي (12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) المقترح الخاص باعتبار فشتي الجارم والعظم محميتين طبيعيتين.

القضية البيئية كانت حاضرة في الفضاء العام حتى فبراير/ شباط 2011، وشارك في الحراك البيئي جمعيات أصدقاء البيئة وبعض الجمعيات السياسية، وعدد من مؤسسات المجتمع المدني. وكان للصحافة المستقلة دورٌ بارزٌ في تبني عددٍ من القضايا البيئية، بدءاً بجدار وساحل المالكية، والدفان الذي يهدد بانقراض الثروة الوطنية، وتدمير خليج توبلي، وفشتي العظم والجارم، اللذين رفض الشورى تحويلهما إلى محمية طبيعية، كمطلب شعبي عام حفاظاً عليهما للأجيال المقبلة.

قبل ست سنوات، تسرّب للصحافة وجود مشروع لبيع «فشت الجارم» على مستثمرين، وتولت «الوسط» حملةً للحفاظ عليهما، ونشرت عدة تحقيقات مصوّرة وعشرات المقالات لتعرّف القراء بأبعاد الصفقة، حيث يشكل تقريباً ثلث مساحة البحرين. وقد شاركنا في تلك الرحلات الميدانية مع عدد من الناشطين البيئيين والنواب والبلديين، حتى تحوّلت إلى قضية رأي عام.

قضية بيئية أخرى تدمير خليج توبلي، حيث تحوّل هذا الخليج الداخلي الذي تطل عليه أكثر من ثماني قرى، إلى مصرف للمجاري تنبعث منه الروائح المنتنة. ونشرنا عشرات التحقيقات والمقالات، ومئات الأخبار، حتى نجحت الحملة في تبني الدولة مشروع تنظيفه. وعلى رغم الانشغال بهموم السياسة اليومية إلا أن الصحيفة رصدت بعض التجاوزات في الفترة الأخيرة، من قبيل وجود دفان جديد يعتبر تعدياً على حدود الخليج وتقليصاً لمساحته المحمية بالقانون، فضلاً عن رمي الأنقاض ومخلفات البناء حتى سدت واجهته البحرية. والمفارقة أن هذه العملية التدميرية مستمرة منذ ستة أشهر، في غياب تام لوزارة البلديات المؤتمنة على السواحل العامة.

لجنة المرافق العامة والبيئة، وفي مجال تبريرها لقرارها غير المسئول، بررت رفضها اعتبار الفشتين محمية طبيعية، بأن «المخطط الاستراتيجي الهيكلي حدّد خط الدفان النهائي لمملكة البحرين حتى العام 2030، حيث تم التأكيد على أهمية المحافظة على البيئة البحرية وخصوصاً فشتي العظم والجارم»، وهم يدركون تماماً، فرداً فرداً، رجلاً وامرأةً، أن المخططات النظرية لا تحمي الثروة الوطنية ولا تضمن المحافظة على الأوضاع البيئية حتى لمدة عامين، وليس عقدين. وهو ما يضعهم، فرداً فرداً، رجلاً وامرأةً، أمام مسئولية أخلاقية بالدرجة الأولى أمام الشعب والأجيال القادمة.

إن هذه المواقع تعتبر معالم بيئية ذات أهمية اقتصادية، في الماضي والحاضر والمستقبل، والاهتمام بها يعني المحافظة على ما تبقى من إمكانات ذاتية لتوفير جزء من الإنتاج الغذائي والثروة السمكية. وكان حرياً بأعضاء الشورى إثبات حرصهم على الثروة الوطنية بالذهاب إلى آخر الشوط، بالمطالبة بتسجيل الفشتين ضمن المحميات الطبيعية على مستوى العالم.

قبل ثلاثة أشهر أعلنت «جمعية أصدقاء البيئة» عن عزمها حلّ نفسها لعجزها عن تدبير مقومات البقاء المادية، والجمعيات السياسية محاصرةٌ بمزيد من إجراءات التضييق على حركتها ومحاصرتها في الزوايا الضيقة. والصحافة الوطنية المستقلة مشغولةٌ بمتابعة الهم اليومي وما يرافق هذا المخاض السياسي من آلام ومعاناة. ومع وجود مجلس نواب يعاني من ضمور شديد في التمثيل الشعبي فتستخف به وبقراراته السلطة التنفيذية، ومجلس شورى يعارض أي مقترح يحقّق المصلحة العامة... أضحت القضية البيئية يتيمة في الساحة، مستباحة الحمى، فلا تدري من باع ومن اشترى.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3727 - الإثنين 19 نوفمبر 2012م الموافق 05 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 2:13 م

      وهل الشورى من الشعب؟!!!

      سلطة تشريعية صورية
      هدفها ملء جيوب المتنفذين بسرقات الوطن
      الويل لكم يا اعداء الوطن

    • زائر 13 | 5:12 ص

      الهم

      الهم الوحيد لهم هو الاستثمار وبيع الوطن لشركات استثمارية وباجر الهوا بيكون بعد بفلوس

    • زائر 11 | 3:10 ص

      إذا ذكر الشرّ كانوا اهله وفصله

      هؤلاء النواب تجدهم في النوائب فقط حين تحلّ مصيبة بالوطن فهم من المصفقين لها وسيخلد لهم التاريخ ذكرا كما خلد لامثالهم كل انسان في الموقع الذي يستحق ان يذكر فيه.
      طبعا مسالة حساب الله والثواب والعقاب هذي هم فارغين منها

    • زائر 10 | 1:37 ص

      عذاري...

      اقول يا خوي خل خيرها لغيرها.........؟

    • زائر 9 | 1:34 ص

      سنذكرهم بكل سوء وفي كل رزيّة

      هؤلاء النواب واعضاء الشورى لهم في قلوب شعب البحرين كل الذكريات السيئة
      ولا مكان لهم في الخير وكل ما ذكر شر في البلد ذكروا معه فلم يرى منهم المواطن الا العون عليه في ان لا يحصل على جزء من حقوقه

    • زائر 8 | 1:32 ص

      البحرين بلد الجميع.

      الحل يكون سياسي في مملكة البحرين ، فبدون الحل السياسي لا يمكن مجابهة الفساد برمتة من سرق للأراضي ، والأموال العامة، ودفان البحر وتخريبه والعبث بمقدراته، فعلى الجميع من سنة وشيعة من هذا الشعب الأصيل أن يضعو ايديهم ويتصافحو ا على الخير والمحبة والمودة وحفظ هذا البلد من العبث والعابثين ، والله الموفق.

    • زائر 7 | 12:50 ص

      ارحموا الأجيال القادمة

      ومع وجود مجلس نواب يعاني من ضمور شديد في التمثيل الشعبي فتستخف به وبقراراته السلطة التنفيذية، ومجلس شورى يعارض أي مقترح يحقّق المصلحة العامة..
      هذا هو بيت القصيد وهذا ما هو حاصل فعلا على الأرض وواقعا لا مفر منه إلا بحل سياسي لمشكلة البحرين. أما في ظل الوضع الحالي فإنه لا مجال للمواطن حتى أن يحلم بتحقيق منفعة له حاليا ولا لأولاده أو الأجيال القادمة التي سيكون مصيرها في حكم المجهول.

    • زائر 6 | 12:49 ص

      ولو لمرة واحدة

      ودي ودي يتخذون موقف او قرار في مصلحة الشعب.

    • زائر 5 | 12:04 ص

      لافض فووك سيد

      ماجورين سيدنا بس صراحه مقاالاتك تدل على حرصك كمواطن يحب بلدة وهذا ليس بغريب عليك كونك ابن البلد؟

    • قلم أسود | 11:56 م

      على المهتمين الانتحار

      لا يمكن لجمعية أصدقاء البيئة أن تحل نفسها بسبب عجزها كون أعضائها سيرون ما يحل بالبلد من خراب ، فالأفضل لهم شنق أنفسهم تعبيراً عن العجز التام لحل هذه المسألة ، كما أدعوك سيد للتسجيل في الجمعية قبل اتخاذ قرار الانتحار .

    • زائر 3 | 11:37 م

      صباح المطر يبن ناصر الدين

      كنز الجارم وكنز العظم المفروض ان يكونا محميتين طبيعيتين اكل المواطن من خيرهم واسماكهم مئات السنين اسماك فشت الجارم من اطيب واجود اسماك البحرين كونه من اكبر المراعي البحريه في منطقه الخليج لدرحه ايام زمان كان سعر سمك الجارم اغلى من خرفشت وبرطفي وصاني على العموم الجارم كان ماهول قبل شي 200 سنه او اكثر اشوي اثار البيوت موجوده و هجره البحرين الى سواحل الجزيره الام الشماليه بعد ان ارتفع منسوب المياه بشكل كبير فيه ويبقى ان نكرر كلام سعد في درب الزلق ونذكر من ينوى بيع الجارم(المرقاب لنا).ديهي حر

    • زائر 2 | 10:56 م

      ديرة تدمر نفسها

      دبرتنا حلوة.. تحب تدمر نفسها.. وترضخ لكل من يملك الدينار.. الديرة اللي يحيطها الماء وتبني مربيات اسماك في الشرق الاقصى.. شنو نتوقع منها؟؟؟ ما اقول غير البحرين ديرة كل من ايدو الو

    • زائر 1 | 10:41 م

      نحن في واد وهم في واد آخر

      هذه وديان لا قاسم يجمعهما، تجمعهما الغربة، فلا يمكن او يعقل ان يمثل أية مطالب الى الشعب المغلوب على أمره،فالإمرة لمن له مصلحة في عدم استدراك انه من المفترض ان يمثل الشعب ان يكون حريصا على الوطن،وهذا غيض من فيض

اقرأ ايضاً