العدد 3725 - السبت 17 نوفمبر 2012م الموافق 03 محرم 1434هـ

نظرية خرافية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نشرت الصحف المحلية يوم الجمعة مقالاً لوزير شئون حقوق الإنسان صلاح علي، بمناسبة «يوم التسامح العالمي» الذي يصادف السادس عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني.

علي نائبٌ سابق من جمعية المنبر الإسلامي، التي تعتبر امتداداً محليّاً لتنظيم الإخوان المسلمين. وقد ترأس كتلتها البرلمانية حتى 2007، وتم تعيينه في مجلس الشورى في 2010، ولم يمضِ عامٌ حتى عين وزيراً لشئون حقوق الإنسان. وجاء ذلك على خلفية الحراك السياسي الذي انطلق بموازاة أحداث الربيع العربي وما رافقه محليّاً من تداعيات، أثارت الكثير من الانتقادات من جانب الدول والمنظمات الحقوقية لطريقة التعامل العنيف معها، ما دفع إلى تشكيل لجنة بسيوني التي أصدرت تقريراً موثقاً ودقيقاً بالانتهاكات.

تعيين صلاح علي على رأس وزارة مستحدثة تُعنى بحقوق الإنسان كان تتويجاً لأداء تراكمي قديم، فقد وقف في ندوة حقوقية ليتحدث بلسان الحكومة يوم كان نائباً قبل سبع سنوات، ليعلن رفض مبدأ العدالة الانتقالية التي طرحتها أربع عشرة جمعية أهلية وسياسية وحقوقية. أما بعد صدور تقرير بسيوني وما تضمنه من انتهاكات واسعة؛ تصبح المهمة تهوين وتخفيف ما حصل. وفي مرحلة لاحقة محاولة التزيين، يعقبها تحويل التهم من رقبة الحكومة إلى المعارضة، حيث تصبح متهمةً بالوقوف وراء جميع الفظائع والجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان.

هذه السياسة - تحويل المسئولية من كتف إلى كتف - شاهدناها في صفوف الموالاة، سواء في مواقف «الأصالة» (السلفية) و«المنبر» (الإخواني)، أو مواقف «تجمع الوحدة الوطنية»، الذي يحاول التنصل منها حاليّاً. ولذلك لم يكن مستغرباً أن يحاول صلاح علي في مقاله المنشور في الصحافة، التنويه بـ «الجهود الكبيرة للدولة في إشاعة ثقافة التسامح والمحبة»؛ فيما يدين «بعض الجماعات التأزيمية (التي) تصر على انتهاج العنف والإرهاب»، ليقفز منها إلى ضرورة الاستجابة للاستراتيجية الأممية، بإزالة الحواجز مع العمالة عموماً والعمالة الآسيوية خصوصاً في مجال التحامل أو التمييز الاجتماعي ضدهم؛ لأن ذلك يحتسب تمييزاً عنصريّاً ضدهم. فهذا هو بيت القصيد، وهاهنا تكون الحبكة: تحويل قضية أزمة سياسية حقوقية عميقة، إلى قضية عمالة آسيوية تتعرض لحملات تعصب وكراهية. وهي نظرية باطلة يفنّدها الواقع وتفتقر إلى البراهين.

هذه النظرية الخرافية تقوم على فرضية أن العمالة الآسيوية مستهدفة على يد المعارضة، لكن لم تسجل أية حوادث لافتة ضد العمال الآسيويين في أية مناطق محسوبة على المعارضة في الأشهر والسنوات الماضية، بحيث تعتبر ظاهرة تميزها عن المناطق المحسوبة على الموالاة. وما يجرى من حوادث أو جرائم أو حالات انتحار هنا وهناك تعتبر فردية، ومن التجنّي محاولة تصويرها كظاهرة مختصة بمناطق معينة. كما بات واضحاً للجميع أن أعداداً كبيرة من العمالة الآسيوية تعيش في القرى في سلامٍ منذ عقود، منسجمة مع هذا المحيط الوادع المسالم ولم تتعرّض لحملة كراهية كما تفترض هذه النظرية الفاسدة. والعمالة الآسيوية لم تساهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية في البحرين فقط، بل كانت عنصراً يؤكد قصة التسامح والانفتاح التي تطبّع بها المجتمع البحريني الأصيل.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3725 - السبت 17 نوفمبر 2012م الموافق 03 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 5:38 ص

      لاحظو

      في كل بلدان الربيع العربي تصريحات الجهات الرسميه واحده حيث تتهم المعارضه بانها مدعومه من الخارج وناس تريد خلق فتنه في البلد وعملاء لايران او اي دوله تجي في بالهم خلاص الشعوب عرفت الملعوب فما فيه داعي ايها الوزير الضحك على الذقون

    • زائر 32 زائر 31 | 11:03 ص

      الدعم من الخارج

      كلا ليس كل المعارضات مدعومة من الخارج . المعارضة التى تريد الاصلاح البلد لا تسىء الى بلدها فى الخارج او داخل .الاصلاح يكون عن طريق البرلمان بطريقة ديمقراطية . ولكن هناك فئة تسمى نفسها المعارضة و هى ابعد ما تكون عن المعارضة الشريفة التى تريد الخير والامن للبلد. هذى الفئة لها اجندات خارجية وتديرها الايادى الخفية

    • زائر 30 | 5:33 ص

      وزير مصادرة الحقوق

      هذا الرجل استخدم اللحية والجمعية للوصول الى ما هو عليه ما يهمه في الموضوع تحقيق المصالح الشخصية وهو نموذج مثالي تبحث عنه السلطة لتوزيره الضمير عنده في اجازة والدين درج تسلق عليه

    • زائر 25 | 2:36 ص

      في ديرتنا قصاب وحلاق منذ 30 سنة ويعرفون اهل الديرة

      في ديرتنا قصاب وحلاق منذ 30 سنة ويعرفون اهل الديرة ويشاركونهم في الافراح والاتراح واذا تريدون التأكيد لدينا العنوان زوروهم واسألوهم بأنفسكم .

    • زائر 24 | 2:28 ص

      مريم

      ألاعيب
      قد تنطلي على البعض
      ولكن ، حبــــــــــــلها قصير مهما طال

    • زائر 23 | 2:11 ص

      و ان غداً لناظره لقريب

      تحوير الحقيقة و الضحك على الذقون و تحويل مسار الاحداث باتت لعبة مكشوفة حتى الاذفال لا يمكن الضحك عليهم ما بالك العالم اللي تشوف و تعرف الحقيقة كل ما حاولتوا تطلعوا من مستنقع الجرائم بتهربكم منها غاصت ارجلكم اكثر في دماء الشهداء.

    • زائر 22 | 2:05 ص

      حقيقة الخرافة

      ان حقيقة الخرافة التي تطرح من قبل الجهات الرسمية لا يصدقها الا الخرفان الذين يعيشون في كوكب القردة

    • زائر 21 | 2:01 ص

      الورقه الاخيرا

      والله صرنا موعافين راسنا من رجلينا على قولت المثل.سوال لماذا كل هذا الاستغراب من تصريحات هذا المناضل من اجل الشعب البحريني كي ينال حقوقه,بالله عليكم اليس هو وزير حقوق الانسان؟ جماعه صارلهم سنه ونصف يحرضون على الطائفيه وفشلوا من الداخل والخارج والمصدقين لهم قله لان الجميع بعد مرور الوقت بدى يفهم اضافه على ذلك بدأت جميع الاوراق تنفد الذي يتلاعبون بهاءوحتى جميع الفبركات لم يصدقها أحد لافي الداخل وفي الخارج وتأكد العماله الاسيويه هي الورقه الاخيرا وانشاالله تثبت الايام.

    • زائر 19 | 1:50 ص

      وعي شعب البحرين هو الذي سيكشف الاقنعة

      صبر شعب البحرين وصموده سوف يجعل من البعض يعي كل الفبركات والترهات والاختلاقات التي دبرت بليل الى هذا الشعب وكما ان الله توكل على الله وحده فأن الله لن يخذله وسيحقق له ما اراد.
      هؤلاء سوف تجدهم يتقلبون هنا وهناك كل يوم بلون حسب الظروف لان الهم الاول لهم هي المصالح المادية اينما وجدت تجدهم.
      هي مسألة بيع دنيا بآخرة

    • زائر 17 | 1:40 ص

      قانون الثواب و العقاب,,,,,

      الهدف من التوزير له و لغيره من النواب هو اسالة لعاب البقية و التلويح بالجزرة,,,,,
      فإذا اردنا ان لا يتحول- أي مجلس منتخب في المستقبل- الى إلعوبة في يد الحكومة,,,,,
      يجب ان يسن قانون يحرم على كل نائب التعين في اي منصب حكومي كان,,,,,
      و إلا ستبقى الجزرة ,,,,و تبقى الانظار شاخصة إليها,,,,,و يبقى الضحك على الذقون,,,,,

    • زائر 16 | 1:29 ص

      العمالة الآسيوية تعيش في القرى في سلامٍ منذ عقود

      وأكبر دليل على ذلك تسامح ابناء مذهبنا معهم جعلهم يشاركوننا في مراسم عاشوراء والدليل على ذلك الصور التي عرضتها الوسط اليوم

    • زائر 14 | 12:54 ص

      صدقت

      يا ولد الحلال لقد حاولوا فعلا تحويل القضية السياسية المتازمةالى قضية عنف ضد الاجانب.من متىظ ما يصير هاللون.مغالطة عيني عينك. بس هالسوالف ما تمشي.

    • زائر 11 | 12:15 ص

      نظرية و نظرات فيها ساحرة

      قد لا يكون من السحر أو المعلوم أن النظرة والنظرات ساحرة، وأن النظرية فرضية وقد تكون فيها من التصور الوهمي الذي يشوبها فلا تحقق لا سحر الفكرة ولا النظرة.
      فهل نظرة الابتسامة فيها نظر؟ أم خبر حدوث اللقاء ليس مضمون دائماً وفيه وهم؟

    • زائر 10 | 12:06 ص

      مشكلتنا أن كل زمان لا يخلو من "شريح"

      نعم الشريحيون إن جاز التعبير، هم بلاء المجتمعات في كل زمان ومكان من أزمنة وأمكنة المسلمين. ولو اختفى هؤلاء لأصيب حكام السوء بضربة في مقتل، ولتمكن المحكومون من التخلص منهم بسهولة. كتب الله ما كتبت يا سيّد في ميزان حسناتك.

    • زائر 9 | 11:46 م

      ومن متى التوزير في البحرين على الكفائة والإخلاص للشعب والأرض؟؟

      في البحرين : خليك فنان ومراوغ وتقدر تخلط الأمور بحيث تقلب الأبيض أسود والعكس عندها أنت مرشح لأي وزارة شاغرة

    • زائر 15 زائر 9 | 12:58 ص

      ومو لازم تكون شاغرة اصلا ؟؟!

      حتى مو لازم تكون وظيفة وزير شاغرة ، اصلا تستحدث ليهم وزارات تفصل على مقاسهم وعلى قدرتهم على التفوه بكميات من الكذب المفضوح ... وعجبي

    • زائر 7 | 11:20 م

      الصحّاف وامثاله كثر

      الصحّاف وزير الاعلام العراقي في أواخر زمن صدام حسين كان ايضا يقلب الحقائق ويزورها وكان العالم يضحك على اسلوبه في الفبركة والكذب الصريح بحيث ان العالم كان يرى حقيقة الامر وان الامريكان وصلوا بغداد وهو لا يزال يصر على كذبه
      ويتفوه على الجنود الامريكان بكلمات اصبحة محط للسخرية مثل كلمة (العلوج).
      هكذا نحن نحب ايجاد من يقلب الحقائق ويظهر الشعوب بانها هي المخطئة والحكومات هي التي على الصواب دائما لذلك التأزيم يتصاعد ولا مجال للحلول والاصلاح طالما ان هناك من يزيّن الاخطاء ويقدمها بانها الحل الامثل

    • زائر 8 زائر 7 | 11:41 م

      شكرا لك

      الصرحه قالت الكلمه الصح العلوج هههه

    • زائر 29 زائر 7 | 4:41 ص

      إيه والله ذكرتنا ( بأبو العلوج )

      فئة صاحب الكلمة المشهورة (العلوج) كثيرون في مجتمعاتنا العربية وهم مطلوبون دائماً لانهم ومع الاسف الشديد يُعتبرون ركائز مهمة. ولا نستطيع إلا أن نقول : (الله المعين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .. وحسبنا الله ونعم الوكيل )

    • زائر 33 زائر 7 | 12:55 م

      على ذكر الصحّاف

      من كثر ما كان الصحاف بارع و شاطر في الكذب والفبركة، والله صدّقته و تعجّبت و قلت الله العراق اهزمت أمريكا، والأمريكان خلاص راحوا وطي !!! مادري إن اللي راحو وطي اهمه جيش صدّام

    • زائر 6 | 10:40 م

      لولم تكن لديه المقدرة على قلب الحقائق لما اصبح وزيرا

      التوزير اصبح بهذه الكيفية للاشخاص الذين يستطيعون قلب الحقائق والمغالطة
      ليس بالضرورة ان يكون الشخص مؤهلا لمنصب ما بما يملك من قدرة في الشأن المختص بهذه الوزارة او تلك انما هو بمقدار التصدي للحقائق الدامغة ومواجهتها بسيل من المغايرات حتى تصبح تلك الحقائق مكذوبة ويصبح الكذب حقيقة.
      طريقة من التلبيس ولبس الحق بالباطل وتلك طرق قديمة حديثة على مدى العصور وانما تدخل عليها تحسينات حزب الزمان والمكان

    • زائر 4 | 10:24 م

      أصبته في قلبه

      شكرًا لقلمكم الشريف وأسلوبكم السلس

    • زائر 3 | 10:23 م

      وهل أجاب الوزير على رسالة هاني الفردان الأخيرة؟؟

      تعيين على رأس وزارة مستحدثة كان تتويجاً لأداء تراكمي قديم..
      فقد وقف في ندوة حقوقية ليتحدث بلسان الحكومة يوم كان نائباً قبل سبع سنوات، ليعلن رفض مبدأ العدالة الانتقالية.. وبعد صدور تقرير بسيوني وما تضمنه من انتهاكات واسعة؛ تصبح المهمة تهوين وتخفيف ما حصل.. وفي مرحلة لاحقة محاولة التزيين، يعقبها تحويل التهم من رقبة الحكومة إلى المعارضة..

    • زائر 28 زائر 3 | 4:28 ص

      قال رسول الله (ص) قل الحق ولو على نفسك

      وقال (ص) (مثل الذي يعين قومه على غير الحق مثل بعير تردى وهو يجر بذنبه )
      ما فيه أمل .. يجاوب ويش بيقول يعني غير الكلام المتوقع دايماً
      يعني تعتقد أنه بيسوي مثل وزراء اليابان او وزراء بعض الدول اللي عندما يخطأ يسارع ويستقيل أو ينتحر .. احنا ما نبغيه يستقيل أو ينتحر .. نبغيه بس يقول كلمة حق على الاقل .. ولكن ..

    • زائر 2 | 10:06 م

      كبرنا على هالسوالف

      لا يكون يحلم هذا الشخص او عايش في دوله ثانيه .. هراء

    • زائر 1 | 9:33 م

      لم يعرف عنه ناشط حقوقي على العكس

      الوزير له مواقف سابقة و يبدو مازالت تستشف من ثنايا مقالة لا تنسجم البتة مع مبادئ حقوق الانسان يكفي ان في مقالة ادان المعارضة التفجيرات في المنامة رغم ان المشتبه بهم لم يحاكموا بعد ولم يصدر بحقهم ادانة . مواقف سابقة تمثلت في رفضه القوي لقانون تجريم التمييز في البرلمان و اشتراكه في البرامج التلفزيونية المنتهكة للقانون وتطرق بسيوني لها في تقريره التي تحاكم النيات و الافراد على اعمال لا يدينها الدستور و تعتبر تعبير عن الرأي.

اقرأ ايضاً