العدد 3725 - السبت 17 نوفمبر 2012م الموافق 03 محرم 1434هـ

الشباب هم «اليوم» وليسوا «الغد»!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

نسمع دائماً جملة «شباب المستقبل» أو شباب الغد، ولكن جولين ليسي، وهي مدرّبة زائرة في مجال تنمية الشباب والمجتمع، ومتخصّصة بمرحلة ما بعد الصراع في البلدان النامية، وقد اُستضيفت من قبل المؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار المدني، لتقوم بورشة عمل بعنوان «من الصراع إلى الحوار»، سلّطت الضوء في هذه الورشة على القادة الناشئين «شباب اليوم» وليس «شباب الغد»، لأنّهم أولى باهتمامنا عن أجيال المستقبل، فجميع الثورات بدأها شباب اليوم كثورة الخبز والربيع العربي وغيرهما، وهذا لا يجعلنا نسهو عن أجيال المستقبل، ولكن لوضع أولويات نجدها في جعبتنا لشبابنا في هذه اللحظة، حتى نعوّل على المستقبل المشرّق في يوم ما.

ونعتقد بأنّ المدرّبة قصدت بأنّنا يجب أن نعقد الآمال على شباب اليوم في إحداث التغيير بطريقة ناضجة، وألاّ نحصر التفكير في الأجيال المستقبلية فقط، فشبابنا المنهزم هذه الأيام مما يحدث حوله من إرهاصات وتقلّبات وأزمات، محتاجٌ أشد احتياجٍ إلى التركيز عليه واحتوائه، وهنا تقبع حقيقة حل الأزمات.

فالشباب البحريني على سبيل المثال لا الحصر مهزوم ومشتّت وحزين وغاضب ومُهمّش، ولسنا في مزايدة طرف على طرف، بل إنّنا نلاحظ جميعهم في البوتقة نفسها، وعليه فإنّنا لو حاولنا زيادة توعية الشباب حول ما يدور حالياً في البحرين، وتوجيههم إلى المساعدة في الاصلاح، فإننا سنلاقي تغييراً جذرياً من قبلهم، والتحوّل من حالة الإحباط والغضب إلى حالة التفاؤل والعمل.

ولو سألنا أي شاب عن حياته قبل أحداث 14 فبراير/ شباط وبعد ذلك، فإننا بالطبع سنجد تغييراً في يومياته، فبعد أن كان الروتين العام ثابتاً نوعاً ما، أصبح ثباته هذه الأيام في شبكات التواصل والسبّ والشتم وإظهار كل أنواع الغضب، ونحن نشهد ذلك كل يوم، ولكن هناك العديد من أطياف المجتمع لا تعرف كيفية التعامل مع الشباب وتوجيههم إلى إحداث التغيير، ولكن بطرقه الصحيحة الملازمة لإصلاح المجتمع.

نعم... نحن اليوم أمام مُفترق طُرق، وكثيرٌ منّا في فوضى الذات، ولكننا ننتظر من القيادات الشعبية والمنظّمات الأهلية تسليط الضوء على الشباب، والقيام بهذا النوع من ورش العمل والمحاضرات، التي تهتم بتقويض المشكلات ورأب الصدع، وزيادة الإنتاجية، وبهذا سنستطيع تحويل الشباب من قنابل موقوتة إلى قادةٍ إيجابيين ومؤثّرين في المجتمع البحريني.

آنَ لنا النهوض من السبات، ومحاولة إحداث التغيير، والتوقّف عن السب والشتم، لأنّهما أداة مستهلكة، ولنجعل أهدافنا أرقى من ذلك في لمّ الشمل والإصلاح، فلا حياة مستقرّة من دون التخلّص من الشوائب والآفات أوّلاً!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3725 - السبت 17 نوفمبر 2012م الموافق 03 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 8:11 م

      كبيره الاخت مريم

      اتابع مقالاتك بأستمرار ومايشدني اليك الحياديه انت كبيره يابنت الشروقي وطرحك راقي عندما اتابع ماتكتبين ينبعث الامل بداخلي فأشكر الرب على عطاياه مريم هديه ثمينه قدمها لي الرب وجودها يهون علي بعض الألم انت وكل زملائك اصحاب القلم الحر والنزيه لكم الفضل في انعاش امالي فشكرآ لكم

    • زائر 4 | 5:33 ص

      اختي

      منذ زمن طويل لم اعلق على المقالات وهانذا اليوم اعلق على مقالش والسبب هذا السؤال ماذا يفعل هالشباب المظلوم الذى لايجد له عمل بعد دراسته وتعبه وغيره الفلاشلون الذين لم يكملوا حتى الثانوية او الاعدادية يحصلون على وظائف جاهزه لهم اليس هذا ظلم اليس هذا اجحاف في حق شباب متنور ذكي كشبابنا ماذا تنتظرين من هؤلاء ياسيدتي اجيبي عن سؤالي وجزاك الله خيرا وفي الختام اعلموا ايها الوشون ان يومكم قريب وسننتصر باذن الله فالله لايرد المظلوم اليس الصبح بقريب

    • زائر 3 | 2:24 ص

      الله يحفضك يابنت الحد

      في كل يوم تطلين علينا بهذه الريحه المعطرة بنسيم الوطينه.ولكن ولأسف أنتي أولا بنت البحرين كلها وبنت الحد وتعرفين المشكله التي يعاني منها الشباب. اولا من التضليل وبالاخص من الشباب الذينه لا يرون ولايسمعون بعينين وأذنين, فيتم تضليلهم بكل سهوله من قبل المتمصلحين من التفرقه المذهبيه واليذنه لاتهمهم الا مصالحهم وهم يدارون برموت كنترول,والا عن اية اصلاح يتكلمون؟ومن هوالسبب في وصول هذا الجيل الى هذا المنحنى الهابط.

    • زائر 2 | 1:05 ص

      صباح الخير يا اختي

      سيدتي الكاتبة المخلصه لوطنك وشعبك الشيعي والسني ان مقالاتك التي تتعلق بصاحب العمارة المخالفة نري اليوم بلدية المحرق تعلق عليها متاخرا علما ان مقالاتك منذ يوم الجمعة الموافق 19 اكتوبر 2012 على كل حال جميل ماتري في هذه الايام كاتب او كاتبة همها الوحيد هو وطنها وشعبها لا التفرق بينهما لاجل اموال هو لادام له

    • زائر 1 | 12:50 ص

      شباب اليوم

      مقال جميل تمنيت ذكر معلومات ومفاهيم اكثر للتركيز على شباب اليوم .. بعيدا عن السياسة.. حيث ان شباب اليوم ورغم تأثير الازمه على جميع الفعاليات والسبب هو عدم وجود الرغبة عند البعض او بسبب الحالة النفسية الغير جيده للبعض .. نحتاج لبث الامل و التفاؤل في نفوس الشباب..

اقرأ ايضاً