تلاقت أفكار عدد من المؤلفين والباحثين والإعلاميين والمهتمين بالحراك العاشورائي في مسار تطوير الوسائل والأساليب التي تسهم في تجديد الفكر والثقافة والإعلام العاشورائي بما يحقق درجات متقدمة من الانتشار عالمياً؛ وذلك عبر إيجاد خطاب إعلامي معتدل وموضوعي في إطروحاته؛ ويناسب مختلف الثقافات.
وخلال الأعوام الماضية، اسهمت أفكار تجديدية شملت جمعيات ولجان تارة، وجهود فردية تارة أخرى، في إيجاد منطلقات تتناغم مع فلسفة التجديد بما يرفد مواسم عاشوراء على مستويات المآتم، المواكب والفعاليات العاشورائية، بأنماط مبتكرة على ألا تخالف الأصول والمضامين الصحيحة للإحياء العاشورائي وفق الرؤى الفقهية من جهة، وبحيث تضاعف حجم الإسهام في نشر مبادئ الإسلام ومبادئ نهضة الإمام الحسين «ع» التي تغطي بعطائها كل البشرية.
وفي هذا الصدد، يشير المهتم بالتراث الإسلامي، والحسيني تحديداً، السيد جعفر الحلاي إلى أن على مستوى البحرين، فإنه، وبتقدير قريب من الواقع، خلال العشر سنوات الماضية، أضافت الأفكار التجديدية أبعاداً إحيائية وثقافية وإنسانية، إن جاز لنا التعبير، لنشر تعاليم الدين الإسلامي السمحاء، وخصوصاً بين غير المسلمين من الذين تستقطبهم المواكب العزائية والبرامج التي تنفذ خلال موسم عاشوراء، فالبحرين لها قصب السبق في هذا المجال.
ويضيف قوله إن نهضة الإمام الحسين (ع) هي واحدة من الأركان المهمة في التاريخ الإسلامي. وهنا، فإن اهتمام الباحثين والمفكرين والإعلاميين وكذلك الخطباء والمهتمين بالمنبر الحسيني بالتجديد الذي ينطلق من أصالة الدين الإسلامي وتحويل موسم عاشوراء إلى موسم واسع المساحة لتقديم الصورة الصحيحة للدين الإسلامي، يتطلب مشاركة الجميع بعصف ذهني يقود إلى فكر إسلامي راقٍ، والحال كذلك، فإن ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع)، وإحياء ذكراه في شهري محرم وصفر، فإن لدينا مساحة فريدة أتت بثمارها خلال السنوات الماضية بالفعل.
وفي ذات السياق، كان محور التجديد الإيجابي هو الأساس في منتدى عاشوراء الذي نظمته جمعية التوعية الإسلامية ضمن مشروع عاشوراء البحرين الثاني عشر تحت عنوان :»رسالة الحسين إلى العالم»، وحظيت فكرته أساساً باستحسان كبير بين الباحثين والتقنيين من مدونين ومشرفي مواقع إلكترونية ومؤلفين وباحثين وإعلاميين، فكما يقول منسق المنتدى إبراهيم الماجد، فإن من الأهمية بمكان إشراك هذه النخب في تطوير الأداء والخطاب لنشر مبادئ نهضة الإمام الحسين (ع) لكل البشرية، أي بما معناه أن يشمل ذلك كل الحضارات والجنسيات والثقافات التي هي في حاجة لفهم الأهداف السامية للدين الإسلامي ولثورة عاشوراء التي حملت قيماً إنسانياً قويمة، وهي التي حفظت الدين الإسلامي ليبقى برايته الخفاقة يواجه الاستبداد والجور والظلم والاستعباد وكل أشكال الفساد والعنصرية. ولعل من أهم التوصيات التي تشارك فيها الإعلاميون والباحثون والمدونون والتقنيون هي تلك التي اعتمدت «التجديد الإعلامي الموضوعي والمعتدل والمتزن» كمحور أساسي، بما في ذلك توظيف شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الجديد وأدوات الإعلام التقنية للخروج من الأنماط التقليدية إلى أنماط متجددة، كما يرى منسق الإعلاميين بالورشة حسين سهوان، مؤكداً على أن مشاركة المتخصصين في ورشة عمل أو حلقات نقاشية يهدف منه الاستفادة من خبراتهم في مجال العمل الإعلامي العاشورائي، واستخلاص الرؤى المستقبلية لكيفية تنمية الوسائل التي توصل مبادئ الإسلام ونهضة عاشوراء العظيمة إلى العالم.
العدد 3725 - السبت 17 نوفمبر 2012م الموافق 03 محرم 1434هـ
رسالة الحسين هي رسالة الاسلام
طبعاً رسالة الإمام الحسين عليه السلام هي رسالة الدين الإسلامي والانطلاق الى كل البشر من خلال هذه الحادثة العظيمة رغم مأساويتها ففيها حماية للدين الاسلامي ولهذا قال النبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام حسين مني وأنا من حسين.. ومهم ما ناقشه الأخوة نحتاج الى تطوير الخطاب والبعد عن الشوائب وما يشوه الدين والذكرى