وعاد جرح غزة يعرّف بنفسه مجدداً على طريقته الخاصة، بعد أن انشغل الإعلام العربي بثورات شعوبه ومشاكله الداخلية والإقليمية. عاد بشهداء كثيرين وجرحى أكثر، ولكن هذه المرة عاد ليفضح العرب وتواكلهم وخذلانهم لفلسطين على مدى عقود من الزمن.
عاد اليوم الجرح أكثر وضوحاً بعد أن عرفت الشعوب العربية أن الظلم يجب أن يقارع ويجب أن يحارب بكل ما أوتيت من قوة وعقل وإرادة.
الجرح الفلسطيني لايزال يدمي ضمائر الكثيرين، ولايزال يذكر العرب بخيباتهم وفشلهم في أن يحرروا أرضاً لم يستسلم شعبها لمحتليها لأنها لم تكن يوماً لهم، أو على الأقل يحاولوا مساعدتها بطريقة غير اجتماعات الجامعة العربية التي تأتي متأخرة ولا ينتج عنها إلا بيان استنكار وفي حالات السلم مساعدات عينية أو مادية.
ما حدث قبل أيام من مجازر مستمرة حتى حين كتابة هذا المقال، يدل على أن التصريحات الدولية ليست سوى حبر على ورق أو صوت في مذياع، أو صورة على شاشة فيما يخص الجانب العربي، ولكنها تعني الكثير حين يتعلق الأمر بالجانب الصهيوني أو الأجنبي، ولهذا لا يجب التعويل أبداً على هذه التصريحات مهما بدا «القلق» كبيراً، أو مهما دعت هذه التصريحات «جميع الأطراف للتهدئة».
وما حدث ويحدث يذكرنا نحن البحرينيين بالكثير، أول الأمور: الوفد الطبي الذي زار غزة في العام 2009 والطبيب علي العكري الذي يقبع في السجن والذي لم يفرّق بين بحريني أو أجنبي أو شيعي أو سني أو مسلم أو مسيحي في العلاج، وكيف ذهب مع زميله الطبيب نبيل تمام إلى غزة متحديين القصف والدمار، لينقذوا من يمكنهم إنقاذه. هذه الذاكرة تمثلت اليوم في نداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنادي بإطلاق سراح العكري كي يعاود البطولة التي حققها في ذلك العام بمعية زميله والأطباء العرب، وتمثلت في حساب تمام على «توتير» وهو يطالب اتحاد الأطباء العرب بعمل اللازم كي يستطيعوا الذهاب مجدداً لنصرة أهالينا في غزة. تمثلت هذه الذاكرة في حسابات الأطباء على اختلاف مواقعهم وتخصصاتهم وهم يطلبون السماح لهم بنصرة الأهالي هناك عن طريق ذهابهم لمعالجة الجرحى. وتمثلت في حسابات المواطنين الذين تمنوا لو يسمح لهم بالذهاب فامتلأ «التايم لاين» بتغريدات تنصر غزة وتدين العدوان الاسرائيلي.
الذاكرة الأخرى التي نشطت بعد هذا القصف هي ذاكرة الصورة، حين طالعتنا بعض الوكالات والحسابات على الإنترنت بصورة لنواب بحرينيين وهم يحملون السلاح بعد أن دخلوا متسللين إلى سورية لنصرة الجماعات المسلحة هناك من غير أن تطالهم أية مساءلة أو تصريح بأنهم تدخلوا في الشئون الداخلية لدولة عربية أخرى، كما حدث للأمين العام لإحدى الجمعيات السياسية حين لم يقم إلا بالتصريح في إحدى الدول التي خرجت للتو من ثورة أطاحت برئيسها أن عليها أن تستعيد عافيتها بإرادة أهلها فاستدعي للتحقيق بتهمة التدخل في سياسة دولة صديقة.
هل يمكن لهؤلاء النواب ذاتهم ومن يناصرهم من مريدين أن يذهبوا الطريقة بنفسها الى غزة، لا لحمل السلاح أو الحجارة ولكن لإيصال الأدوية والمؤن على أقل تقدير لنصرة أهاليها بما أنهم لن يتعرضوا لأي تحقيق؟
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3724 - الجمعة 16 نوفمبر 2012م الموافق 02 محرم 1434هـ
لا يعنيننا
لا يعنيننا شيء حبك لايا كان ، القضاء بكافة مراحله اان هؤلاء الي تحبهم ، على كيفك ولكن في نظر القانون هم مجرمون يقضون عقوبتهم المستحقه ،
مقال موفق
مقال ممتاز استاذة سوسن عافاك الله وبالفعل ان اطباءنا مصدر فخر وكرامة فرج الله عنهم
مجرمين في نظر السلطة
الطاقم الطبي في نظر الشعب ابطال و ابرياء من كل التهم و الاحكام السياسية
خارج النص
يا ترى لو كشف ما في قلوب اهل غزة وباقي فلسطين ماذا سيكون موقفهم من قضية شعب البحرين؟!
لا يجوز
سيدتى . لا يجوز تسويق المجرمين ، القانون في كل الدنا يجب ان يحرص الجميع على احترامه ولا يوجد شخص او مهنة او ايا كان فوق القانون
مالذي تقوله ؟
هل المجرمين هم من عالجوا الجرحى في الوقت الذي هرب فيه زملاهم من ذلك؟
المجرمون هم الذين منعوا العلاج واقفلوا المراكز الصحية
هؤلاء ابطال